تأثيرات وأبعاد الكذب على الأفراد والمجتمع
On 10:44 م by سلمى المهندسضعف تقدير الذات
يعتبر الكذب انتهاكًا لأحد القيم الأخلاقية الأساسية في المجتمع، وهي الصدق. هذا الانتهاك لا يؤدي فقط إلى مشاعر الذنب، بل يؤثر أيضًا سلبًا على تقدير الفرد لذاته. حيث تتسع الفجوة بين الصورة التي يقدمها الكاذب للآخرين وما يشعر به حقًا داخله.
التأثير السلبي على الصحة الجسدية والنفسية
أجرت الدكتورة أنيتا كيلي والدكتورة ليجوان وانج دراسة في جامعة نوتر دام الأمريكية شملت مئة وعشرة أشخاص على مدار عشرة أسابيع. نصف المشاركين في الدراسة قرروا التوقف عن الكذب، وأظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في صحتهم الجسدية. وفي دراسة أخرى، أشار المشاركون الذين قللوا من كذبهم إلى أن صحتهم الجسدية والنفسية قد تحسنت بشكل أكبر، وأنهم واجهوا صعوبات أقل في النوم مع تراجع حالات الصداع لديهم.
فشل العلاقات الاجتماعية
إن تأسيس علاقات اجتماعية على الكذب يشبه بناء منزل على رمال متحركة، مما يعني أنه من الصعب الحفاظ على علاقات عميقة مع الآخرين إذا كانت مبنية على عدم الصدق. عندما يتحدث الشخص بما يتعارض مع قناعاته، فلن يعرفه الناس كما هو، ولن يشعر بأنه محبوب لذاته ولشخصيته الحقيقية.
الجهد النفسي
يتطلب الكذب الكثير من الجهد النفسي. فعندما يتحدث الشخص بصدق، يحتاج إلى تذكر ما حدث بالفعل ليعيد روايته. أما عند الكذب، يجب على الفرد التفكير فيما يحاول إخفاءه وابتكار أحداث معقولة لدعمه. ويتطلب الأمر أيضا استخدام أسلوب معين لإقناع الآخرين بكذبه، مع ضرورة تذكر الكذبة باستمرار لتجنب انكشافها. يتجلى الجهد النفسي في مشاعر التوتر والضغط والقلق المرتبطة بالكذب. وقد أثبتت أجهزة كشف الكذب أنها لا تكشف الكذب بشكل مباشر، بل تعكس علامات التوتر التي تظهر على الشخص أثناء كذبه.
اترك تعليقاً