تأثير الإسلام على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في العصر الأموي
On 3:46 ص by يوسف السعيدالإسلام وتأثيره على الحياة في العصر الأموي
بدأ العصر الأموي في عام 661 ميلادي على يد الأمويين برئاسة معاوية بن أبي سفيان، مع اتخاذ دمشق عاصمةً لها حتى استولى عليها العباسيون في عام 750 ميلادي. كان النظام الحاكم في الدولة الأمويّة وراثياً، وقد ساهمت الدولة في نشر الإسلام في مختلف أرجاء الدولة البيزنطية، كما أسهمت في إدخال عدد كبير من قبائل البربر إلى الإسلام. وبفضل الفتوحات الإسلامية، توسعت الأمة في الغرب لتصل حتى إسبانيا وامتدت شرقاً حتى حدود الصين.
التأثيرات البارزة للإسلام على الحياة خلال العصر الأموي
تأثير الإسلام على الشعر
شهد الشعر في العصر الأموي بدايةً جديدة للأدب العربي ضمن السياق الإسلامي، وأظهر اهتماماً ملحوظاً بالأدب الجاهلي، كما اتفق عليه المؤرخون. كانت الأغراض الشعرية، التي تعبّر عن الكثير من صفات الشعر الجاهلي، تسودها السياسة بشكل كبير؛ حيث استغل الشعراء من قبل الأحزاب السياسية للترويج لمصالحهم وأهدافهم. أدى انتقال الأمويين إلى مناطق جديدة مثل العراق وبلاد الشام والأندلس والمغرب إلى ازدهار الشعر وتطوره، خاصة في مجالات الغزل والترفيه. كما برز اهتمام الشعراء بتطوير قصائدهم وتنقيحها، مما جعل العصر الأموي واحدًا من أهم الحقب الشعرية. ومن أهم خصائص الشعر في ذلك الوقت ما يلي:
- ابتكار الشعراء في تجويد كلماتهم وإجادة الصياغة.
- استخدام المفردات والمعاني الإسلامية ضمن قصائدهم.
- الاتساق في القافية والوزن وكفاءة استخدام الكلمات والتراكيب اللغوية.
- الاهتمام بمزارات الأطلال كمقدمة قصائدهم، قبل الانتقال إلى صلة القرابة وذكر إنجازاتهم، مختتمين بالثناء على فضل التسبيح.
- توثيق الأحداث التاريخية وما حدث فيها من حروب ووقائع.
- انتشار شعر الأضداد الذي تناول موضوعات الأنساب والفخر بالعروبة.
تأثير الإسلام على الحركة العلمية
تتضمن التأثيرات البارزة للإسلام على الحركة العلمية ما يلي:
- كان للإسلام دورٌ رئيسي في الحياة العلمية خلال العصر الأموي، فقد أصبحت المساجد أماكن محورية لنشر الدين وتعزيز قيمه، وتم إنشاء المكتبات لتعليم مبادئ الدين الإسلامي وحفظ القرآن، فضلاً عن تعريب الدواوين وبناء الأساطيل البحرية.
- أسهم الأمويون في تأليف كتب التفسير، ومن أبرز كتاباً التفسير (عطاء بن أبي رباح) و(مجاهد بن جبر)، ولكن تفتقر كتبهم إلى المصدر نظراً لفقدانها.
- شجع الأمويون العلم والعلماء، ومن أبرز إنجازاتهم وضع النقاط على حروف القرآن.
- شهد العصر الأموي تدوين علم الحديث الذي كان تقليدياً يتناقل شفهياً، حيث تم جمعه بأمر من عمر بن عبد العزيز تجنبًا لفقدانه بسبب وفاة حفظته، ومن أبرزهم (محمد بن راشد)، و(محمد بن مسلم)، و(سفيان الثوري).
- يعتبر القرن الثالث الهجريّ بداية عصر المحدثين الذين بدؤوا بالبحث وتصنيف الأحاديث، وشهد هذا العصر ولادة علماء مثل (مالك بن أنس) صاحب المذهب المالكي، و(أبو حنيفة النعمان) صاحب المذهب الحنفي.
تأثير الإسلام على العمارة
تجلّت اهتمام الأمويين بفن العمارة في بناء القصور والمدن والمساجد، التي تميزت بتصميمات فريدة تعكس الطراز الإسلامي، حيث استخدمت فيها عناصر فنية متميزة. وبرز فن الزخرفة والفسيفساء في هذا العصر، حيث قام الأمويون بتأسيس مدينة (واسط) في العراق، والتي تم تصميمها بإشراف الحجاج بن يوسف الثقفي وبموافقة الخليفة عبد الملك بن مروان، وتقع على بُعد أربعين فرسخًا عن الكوفة.
تأثير الإسلام على الحياة الأدبية
تتمثل أبرز آثار الإسلام في الحياة الأدبية في النقاط التالية:
- تمخض ظهور الإسلام عن تأثير كبير على الأدب وتنوع إنتاجه، حيث اختفت العديد من الفنون الأدبية الجاهلية المرتبطة بالوثنية، وتم تقديم أنواع أدبية جديدة تعكس القيم والمبادئ الإسلامية.
- أدى ظهور الإسلام إلى تعزيز فن الخطابة، واتجهت نحو موضوعات تدعو للجهاد ونشر الفتوحات الإسلامية بدلاً من الموضوعات الجاهلية.
- حقق الإسلام تراجعًا في الأساليب الأدبية الجاهلية المرتبطة بعبادة الأصنام، حيث أصبح الشعر وسيلة لتأكيد القيم الإسلامية، وخلت القصائد من ألفاظ الفتنة وغرباء الكذب، مشيرةً إلى تعاليم الإسلام.
- تطور فن الكتابة بشكل ملحوظ، حيث قدم الأمويون فرصة للكتّاب لتعلم المهارات الكتابية وفنونها.
اترك تعليقاً