تأثير الإيمان بالمفاهيم الغيبية على سلوكيات الأفراد والمجتمعات
On 3:26 م by فاطمة الجعيديالإيمان بالغيب: ركنٌ أساسي من أركان الإيمان
يُعتبر الإيمان بالغيب أحد الأسس الضرورية للإيمان بالله -تعالى-، حيث يتوجب على المؤمن مصداقية هذا الإيمان ليكون من أهل الإيمان. يتمثل هذا الإيمان في الاعتقاد بوجود أمور لا يمكن إدراكها بالحواس، ونعتمد في معرفتها على المعلومات الصادقة فقط، والتي يُشار إليها في القرآن الكريم بعلم الشهادة. إن عمق هذا الإيمان وتجذره في النفوس يحقق تأثيرات ملموسة على الأفراد والمجتمع على حد سواء، وسنلقي الضوء على بعض هذه الآثار في هذا المقال.
تأثير الإيمان بالغيب على الفرد
يعيش الشخص الذي يؤمن بالغيب حياة مليئة بالسعادة رغم الظروف الصعبة، فهو يشعر بالأمان في زمن ينتشر فيه الخوف، لأن لديه كنزًا عظيمًا وثمينًا. ومن الآثار الإيجابية لهذا الإيمان ما يلي:
- يشعر المؤمن بمراقبة الله -تعالى- له، مما يجعله واعيًا بأن الله مُطلع على كافة أفعاله، مهما كانت صغيرة أو كبيرة، كما جاء في قوله -تعالى-: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا).
- يحظى المؤمن بوجود الله معه طوال الوقت، مما يدفعه للتسابق نحو الطاعات والخيرات، والاستجابة لأوامر الله.
- يحرص المؤمن على تجنب المعاصي، إيمانًا منه بأن الله -جل جلاله- يراه وأن الملائكة تسجل كل ما يقوم به، سواء كان خيرًا أو شرًا، كما ورد في قوله -تعالى-: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
- يصبح المؤمن فخورًا بكلمات الله، ويحرص على تلاوتها وفهمها وتطبيقها، وهذا ناتج عن إيمانه بالكتب السماوية.
- يتخذ من سير الأنبياء، وخصوصًا سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، قدوةً له، لأنه يؤمن بكل الرسل.
- يبعث الإيمان بالقدر الاطمئنان في نفس المؤمن تجاه ما ينتظره، مهما كانت الظروف التي تحيط به، حيث يعزز هذا الإيمان اعتماده على الله وحده.
- يضمن للإيمان ثبات المؤمن في طاعاته، ويعزز من صلابته أمام المصاعب في جميع الأوقات.
تأثير الإيمان بالغيب على المجتمع
في حال تمكّن كل فرد من أفراد المجتمع من الاعتقاد بأركان الإيمان، وانعكست آثار هذا الإيمان على الأفراد، سنشهد مجتمعًا متماسكًا يتسم بالصلاح والتعاون. ومن الآثار الإيجابية التي يمكن ملاحظتها ما يلي:
- زيادة الأعمال الخيرية وترك المنكرات.
- تطبيق قوانين الشريعة والابتعاد عن القوانين الوضعية.
- التحلي بالشجاعة لطلب المعروف ونهي المنكر، إذ يُظهر المؤمن الذي يتعمق إيمانه أن المعاصي لا يمكن أن تمر دون فعل من جانبهم.
- الوفاء بالعقود والمواثيق، مما يعزز الأمانة في التعاملات بينهم، حيث يخاف كل منهم من ظلم الآخر.
- التحلي بالصبر والإحسان ووسام الصفات الحميدة.
- تعزيز روح المحبة بين المسلمين وكراهية الكافرين.
- تقديم المساعدة لكل محتاج وفقير، لأن المسلمين يشعرون بأنهم كالجسد الواحد؛ كما ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المؤمنين في توادِّهِم، وتراحُمِهِم، وتعاطُفِهِم كَمَثَلِ الجَسدِ إذا اشتكى منه عُضوٌ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَهرِ والحمى).
اترك تعليقاً