تأثير تلوث المياه على البيئة وأبعادها المختلفة
On 1:43 م by عمر الهذليتدمير الحياة البحرية
تُعتبر المياه الملوثة في البحار تهديدًا خطيرًا للحياة البحرية، حيث تساهم في زيادة نمو الطحالب والنباتات، مما يترتب عليه تقليل مستويات الأكسجين في الماء. يشير الخبراء إلى أن انخفاض مستوى الأكسجين يؤدي إلى ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، مما يتسبب في اختناق الكائنات البحرية والنباتات. كما أن هذه الظاهرة تزيد من تكوين المناطق الميتة التي تفتقر لأي مظاهر للحياة البحرية. بالإضافة إلى ذلك، تُسهم الطحالب في إنتاج سموم عصبية تؤثر سلبًا على الكائنات البحرية مثل الحيتان والسلاحف.
علاوةً على ذلك، يؤدي ارتفاع حموضة المحيطات الناتج عن تلوث المياه إلى وفاة الشعاب المرجانية والمحار، حيث يمكن أن يعيق ذلك قدرة المحار على بناء أصدافه. هذا بجانب تأثيره السلبي على الجهاز العصبي لمجموعة متنوعة من الأسماك، بما في ذلك أسماك المهرج والقرش. كما يواجه النظام البيئي البحري خطر تواجد الحطام البحري والنفايات مثل الأكياس البلاستيكية وعلب الصودا، التي تؤدي إلى خنق الكائنات البحرية وبالتالي موتها. وللأسف، تتسبب المعدات المهملة في صيد الأسماك في الإضرار بأكثر من 200 نوع مختلف من الحياة البحرية.
موت الكائنات البحرية
يُعتبر تلوث المياه سببًا رئيسيًا في زيادة عدد الكائنات المائية الميتة، حيث تؤدي الزيادة في المواد البلاستيكية في مياه البحار، مثل الأكياس البلاستيكية، إلى انسداد مجاري التنفس لدى بعض الكائنات البحرية مثل الدلافين والحيتان والسلاحف وطيور البفن، وذلك بسبب ابتلاعها لهذه المواد.
من المهم أيضًا ملاحظة أن المعادن الثقيلة، مثل الحديد، التي تُلقى في المحيطات قد تؤثر على الأداء الوظيفي للجهاز التنفسي للأسماك. حيث يؤدي الحديد إلى انسداد خياشيم الأسماك مما يتسبب في هلاكها. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الزئبق والمواد الكيميائية الناتجة عن مياه الصرف الصحي التي تُخلفها المصانع مواد سامة تؤثر بشكل بالغ على الحياة البحرية، حيث تقلل من عمر الكائنات الحية وقدرتها على التكاثر. كما يتعرض البشر أيضًا لمخاطر صحية كبيرة عند استهلاك الأسماك الملوثة، حيث يمكن أن تسبب مشاكل كبيرة مثل تليف الكبد والفشل الكلوي.
القضاء على السلسلة الغذائية
تؤثر المياه الملوثة بشكل مباشر على السلسلة الغذائية في البحار والمحيطات. يتنقل خطر التلوث عبر سلسلة من الكائنات الحية، حيث تتغذى الأسماك الصغيرة على المواد الكيميائية، ثم تُعتبر غذاءً للأسماك الكبيرة. عند تناول هذه الأسماك الكبيرة، تنتقل السموم إليها، وتستمر السلسلة الغذائية عندما تتغذى الطيور أو الحيوانات الأخرى أو حتى الإنسان على هذه الأسماك، مما ينقل بشكل متزايد أضرار تلك السموم والمواد الكيميائية إلى مختلف الكائنات الحية.
اترك تعليقاً