تاريخ وأثر حضارات عاد وثمود القديمة
On 8:57 ص by سعيد التميميآثار قوم عاد والنبي هود
أرسل الله -عز وجل- نبيه هود -عليه السلام- إلى قوم عاد، الذين استقروا في منطقة الأحقاف. حيث ورد في القرآن الكريم: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ). والأحقاف جمع حقف، وهناك من يقول إنّها تمتد في أرض حضرموت وتعرف بشحر، بينما يراها البعض واديًا يقع بين عمان ومهرة.
حضرموت هو إقليم جنوبي في شبه الجزيرة العربية، يحده عُمان من الشرق، وعدن من الغرب، والسعودية من الشمال. يتميز بسواحله الرملية وارتفاعاته الجبلية، كما يحتوي على مجموعة متنوعة من الأودية مثل وادي الكسر، ووداي دمعن، ووداي الجزع، ووداي سنام. بالإضافة إلى ذلك، يضم العديد من المدن مثل مدينة شبام، شبوة، نَزيم والمكلا، كما تسكنه قبائل عدة مثل قبيلة شيبان وقبيلة مهرة. وقد كان يُشار إلى حضرموت أيضًا بوادي الأحقاف.
جدير بالذكر أنّ قوم عاد قد بسطوا نفوذهم على الأرض بفضل القوة التي منحهم الله إياها، لكن بدلاً من شكر الله -تعالى-، أساءوا استخدام تلك القوة وعاثوا في الأرض فسادًا، وقاموا بقهر أهلها وظلمهم.
آثار قوم ثمود والنبي صالح
تميز قوم ثمود، الذين أرسل إليهم النبي صالح -عليه السلام-، بمهارتهم في نحت البيوت في الجبال، حيث قال الله -تعالى-: (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ). وقد عاشوا في منطقة الحِجر، كما ورد في قوله -عز وجل-: (وَلَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلينَ). تقع الحِجر في وادي القرى بين المدينة المنورة والشام، وتُعرف أيضًا بمدائن صالح. كانت منازلهم المنحوتة في الجبال تجمع بين الجمال والدقة، وقد وُجدت آثار لمنازلهم حتى في مدينة البتراء الأردنية.
هلاك قوم عاد وثمود
هلاك قوم عاد
كان قوم عاد يتفاخرون بقوتهم، حيث قال الله -عز وجل- على لسانهم: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً). وكانوا ينكرون وجود الله -عز وجل- ويظلمون الناس ويتعاظمون عليهم، فأنزل الله عليهم عذابه بإرسال ريح عاتية لا تبقي شيئًا على قيد الحياة.
كانت الريح التي أُرسلت إليهم قوية ومدمرة، حتى إنها أجبرتهم على ربط أنفسهم بالسلاسل وشق الأرض لتأمين أجسادهم، تاركين رؤوسهم خارجها. فكانت الريح تأتي لتكسر رؤوسهم. واستمر هذا العذاب لسبع ليالٍ وثمانية أيام، كما ورد في الآية: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ).
هلاك قوم ثمود
واجه قوم ثمود النبي صالح -عليه السلام- بالتكذيب ورفض الدعوة، بل قاموا بتهديده بالطرد من بينهم. بالإضافة إلى ذلك، فعّلوا أحد الأشرار لقتل الناقة، التي كانوا يشاركونها الماء، وقد كانت هناك اتفاقية للشرب تقضي بأن يكون لهم يوم للنقع ويوم للناقة. حيث لم يتحملوا التقسيم فقامت يدهم بقتل الناقة. وعقب ذلك، أرسل الله عذابه، الذي كان عبارة عن صيحة واحدة مُزلزلة، أدت إلى إبادة جميعهم.
اترك تعليقاً