قصائد الشاعر جميل بثينة
On 6:25 ص by منى بدرمن قصيدة “ألا هلْ إلى إلمامة أن ألمها”
ألا هلْ إلى إلمامة، أن ألمها
بُثينة، ذات يوم في الحياة، تُشير إلى الطريق
بينما ينسى الناس رحلة الشباب
وتغيب عن ذكر وصلكِ، يا مُحبّتي، الخليل
فإذا هي قالت: لا سبيلَ، فأخبرها:
معاناتي من الحبّ لكِ، طويلة
لستُ أبالي بجفوة الناس، إذا ظهر
من رأيكِ، يا بُثينَ، جمالٌ وعذوبة
وما لم تطيعي مُبغضاً، أو تغيّري
مكانك، أو يُصيبكِ الارتباك
وإن مشاعري لأجلكم كثيرة،
يا بُثينة، ونسياكم قليل
يُجنبك كل سوء، هل لديكِ
حديثٌ، أو رسول ذو صلة
وقد أدركتُ في حبي لكم وصبابتي
أشعاراً تظلُ في ذكركم طويلاً
فإن لم يكن قولي يُرضيكِ، فاعلمي
ريح الصبا، يا بُثينة، كيف أعبّر
عن فراقكِ، وقد غاب خيالكِ عن عيني لحظة
وظلّ خيالي عالقاً، رغم زواله.
قصيدة “لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي”
لقد فرحَ الواشون بأن انقطعت حبال وصلي
بُثينة، أو أظهرت لنا جانباً من البخل
يقولون: انتظري، يا جميلة، بينما أنا
أقسم أن ما لي من بُثينة لم يجرِ
أيتعلق الأمر بالأحلام؟ فقبل هذه اللحظة كانت فرصتي
أم أنني أخشى؟ فقد وُعدتُ بالقسوة
لقد زُوّجوا جهلاً بمحبوبتها
امرأة رقيقة في هيكلها، تُظهر جمالاً ساحر
وكم رأينا ساعياً بنميمة
لكتابة كاذبة لا تعتمد على معرفة
إذا ما استعدنا تلك المشاعر التي كانت بيننا
سالت العبرات من عيني بُثينة بالكحل
ولو تركت عقلي معي، لم أطلبها
لكنني كنتُ ألهث خلفها بعد ما غاب عقلي
فيا ويل عقلي، ما أصابني من شغف
ويا ويل أهلي! ما حدث لعائلتي
ورغم ذلك، قالت لأترابها إنه لا بُخلَ
قصيرات وبعيدات عن الجمال
وحين تتأجج الشمس، نُحافظ عليهن
بدثار مصنوع من الحرير، وكأنهن في حماية
تعبنا، وبدون قلق تتمشى في الصحراء،
سبلُ الطيور الرمادية في الأراضي السهلة
إذا خفنا أو فرّقنا، قمن حولنا
مثل بنات الماء في ضفة المستنقع
لا أجد بُثينة إلا خائفاً، أو مُحاصراً
يا أصدقائي، هل رأيتما يوماً
قتيلًا يبكي بسبب حبه القاتل؟
قضيتُ ليلي مع أُناس من عائلتي،
وعائلتي قريبة، ثرية، كريمة
أيها البيت الذي رفضتَ أن تحتضننا
أنت من عائلة، وعائلتك من أُسر الشرف
أنت من بيت، وحولك تحت ضوء القمر
ثلاثة أبيات: بيتٌ أحبّه
وبيتان ليسا من هَوايَ أو مظهري
كلاهما بكى أو كاد يبكي حنيناً
إلى بعضهما، وقد تم التحسر قبل وقوع العبرة
أيها المعاتِب، لقد أضعتِ عمركِ في العتاب
على أمورٍ بلا فائدة أو عتابٍ من عدم
ابتعدتُ، لكن الابتعاد لم يخفف من عذابي
ولم أستطع تحمل حتى غياب خلة تسلي
ولستُ على استعداد للتخلي عن مكان المحبة
لكنهم أغروني بالدلال والبخل
لا أدري لماذا لا أرى اثنين
يمتازان بصفات جميلة، مثلي، ومن بينهم
إذا وُجد نوعاً ما في أرض ضائعة
فاعلمي أنها للأرض التي تُفقديني.
قصيدة “أتانيَ عن مَروانَ بالغَيبِ أنّه”
أتانيَ عن مَروانَ، بالغيبِ أنه
يمسك دمي، أو يقطع لُغتي
ففي السفر منجاة، وفي الأرض خلاص
إذا رفعنا لهن الثقيلات
وردّ الهوى بين الاثنين، حتى استفزني
بسبب الحب، مُرتبطٌ بالانتظار
أقول لداعي الحب، والحجر بيننا
ووادي القرى: لبيك، حين دعاني
وعاودت من صديق قديمٍ شوقي
وأظهرتُ من مشاعري الخفية
قالوا: بهِ داءٌ عميق أصابه
وقد علمتُ طبيب دائي وحدي
كتب عليها ليلى، حتى أزورَها
وأقرض في تساهيلها أن تراني
هي السحر، إلا أن السحر يحتاج إلى علاجٍ
وإني لا أجد لها، عبر الزمن، معالجاً
أحب الفتيات، إذ بُثينة آثمة
وقد أحببتُ، عندما غنّيتِ، المغنيات
أحب الأسماء التي تتوافق مع اسمكِ
وأشبهكِ في هيئاتٍ أصيلة
وددت، من حب الحياة، لو أنها
تضُمّ لنا، في عمرها، من حياتنا
وأخبرتماني أن تَيْمَاءَ منزلاً
لليلى، حين يبدأ الصيف بإلقاء شباكه
فهذه الشهور الصيفية قد انقضَتْ،
ما للخيانة ترمي بليلى من آلام
وأنت التي إن اخترتِ أشقيتِ حياتي
وإن شئتِ، بعد الله، أحسنتِ العيش
وأنتِ التي لا صديقٍ أو عدوّ
يرى ما تبقى منك، إلا شجبني
وإني لستُ بعيد الإحساس بك، يا بثينَ، حتى لو أنني،
أبكي على الحمام بسبب الشوق
إذا خَدرت قدمي، وقيل شفاؤها
يتم بفضل دعاء حبيبٍ، كنتِ أنتِ دعائي
إذا ما تخلصَت من الأوجاع، أشيائي
فحليّ أصبح، يا بثينة، دائي
ولا يسبب لي الفراق سوى
الألم، ولا يخفف من عدم الاجتماع سوى
وما بالعكس أضفى علي سوى الحزن
ولا زادني الواشون إلا تعميقاً
ألم تعلمي، يا مُزهرة الريق، أنني
أسكن، إذا لم ألقَ وجهكِ، في غياب؟
لقد خِفتُ من الموت فجأة
وفي نفسي رغبةٌ لكِ كما هي
وإني لأنساكِ حين ألقاكِ، كلما
التقيتُ بكِ يوماً، أن أُخبركِ عمّا في نفسي.
قصيدة “رسمِ دارٍ وقفتُ في طَلَلِه”
رسمِ دارٍ وقفتُ في طَلَلِه
كاد قلبي ينفطر من هول المشهد
خالي، فلا ترى به أحداً
تُنسج الريح أراضي مُعدّلة
وتجد صريعًا من الثمام هناك
وسط الأجواء المُضطربة ببساطتها
بين الأعالي و الاهتكام من قبلي
فالغيم إلى جبلهَ
واقفاً في ديار أمّ حسينٍ
من ضحى يومه إلى أصوله
يا أصحابي، إن أُمّ حسينٍ
حين يدنو الضجيج من آثاره
روضةٌ تُعطرها الخزامى
وسقينا من عطايا الربيع
بينما كنّ بالأراك معاً
إذ يظهر راكبٌ فوق جملته
فاحتفوا به، ثم قالوا له
أكرميه، فحيّيتِ في مقامه
فاسترحنا تحت نعمةٍ، واستكنت،
وشربنا الحلال من آنيته
قد أبقيتُ الحديث بعيداً عن الأصدقاء
لا أخشى العداء من جهتهم
سوى انزعاجٍ، أو تجنبٍ
وإنني أظلّ قاسياً في محبتكِ
وخليلي، نربطنا مشاعر عميقة
بينما كنت قريباً في تركي له.
اترك تعليقاً