قصائد تتحدث عن النصر
On 11:20 م by فاطمة الزهراءأروع أشعار النصر
- يقول الشاعر ابن دينير:
نصر من الله جاءنا به الخبر،
فلتهنأ العزة والقوة مع الظفر.
فتح قريب وملك قد أُكرمنا به،
جرى به القدر قبل تكوين البشر.
هذا الرجاء الذي كنا نتطلع إليه،
قد أنجزته لي في تيسير الأمر اليسير.
لقد صمت شكراً لله حين علمت بذلك،
واستبشرت بما بشرّتك به البشر.
ملك ثاب راسخ بين جوانبه المجد،
أصبح الأيام تفتخر به وبك.
أحرزته وسيف الهند يتجول،
فما تخلّت الأيام من هطول مطرٍ ودمٍ.
لله بأسك يوم الهيبة عندما شفيت،
منك الجماجم بالهندي والقصر.
فتحت باباً عظيماً، كم من ملكٍ،
سعى لإحرازه دهراً فلم يفلحوا.
راحت الفتوحات تجري بين الناس ولو مثال،
وسَيَّرت لك في تيسير الأمور المسير.
نهضت للدين بيدك الهندية،
والله معك، والأملاك بالقدر.
ظهرت في ظلمات الدهر نور هدى،
فقصرت عن مدى الشمس والقمر.
أتيت دمياط إذا تعسرت رياضتها،
كل الناس قد تباعدوا بين البدو والحضر.
فكنت عند زيارتها مفتاح ذلك المجهول،
فالحق غالب والشرك زائل.
صدمت بها جيشاً لو صدمته،
لانهار وجه الأرض من شدة الوقع.
بعدما كان في آماله طويلاً،
يوم الكفاح وفي الأعمار قصراً.
عرضوا أنفسهم لحوض الهلاك،
فغدا ورودهم شارداً بلا صدر.
أنزلت منهم رياضاً ميتةً،
زُرقت آفاقها بالأزهار.
ما أتيت بطلاً طيلة عمره بأسا،
غادرته وله من زعمائهم ثمرة.
فلما أتيتهم قالوا جميعاً،
هذا قضاءٌ فلا يبقي ولا يذر.
- يقول الشاعر ابن خفاجة:
وأبيض عضبٍ صادق الوطنية،
يُوشك أن يمضي فيفجر.
يُبشره بالنصر إيقاع جراحه،
فيهتز في كف البطل ويضحك.
قصيدة لك النصرُ حزبٌ والمقاديرُ أعوانٌ
- يقول الشاعر أبو العباس الجراوي:
لك النصرُ حزبٌ، والمقاديرُ أعوانٌ،
فحسب أعدائك انقياد وإذعان.
ولا تحمي الأعداء من خزائنهم،
ولا الأسد خفان ولا العزم ثهلان.
أنابت إلى أمر الإله مقياس،
فليس لها سلطان على الجواصل.
هنيئاً لك البيان بالحق بعدما،
تمادى إعلان الزور والإفك.
غرائب سنتها السعادة لم يكن،
ليحسبها تجري على فكر الإنسانية.
فبعدا وسحقاً لابن إسحاق فإنه،
مطيع لأحلام الكرى وهو يقظ.
سواء عنده الغباوة في طبعه،
هلاك ومنجاة وربح وخسران.
فمن حيث سعى للمجد، يأتيه ذله،
ومن حيث أراد الحظ، يلاقي حرمان.
يرى الأرض ذات الطول والعرض كحلقة،
وكان له فيها مقام وإمكان.
ويهوى لقاء الموت لما أضيفه،
إلى نوبٍ تمنعه وهي الألوان.
به لا بظبيٍ بالصريمة مكتفٍ،
فقد طاح منه مارد الإنس شيطان.
تصامم عن وعظ الزمان بقلبه،
ومن دونه عند الألباء سحبان.
وكان له فيمن تقدم زاجر،
ولكن ذوي الأهواء صم وعميان.
وهل هو إلا من أناسٍ تهافتوا،
فراشاً على أسيافكم وهي نار.
عصوا دعوة المهدي وهي سفينة،
فأغرقهم طغيانهم وهو طوفان.
رغا فوقهم سقب السماء فأصبحوا،
كأنهم في عالم الأرض ما كانوا.
وما الجن ممن يرعوي عن تمرد،
على حالةٍ لولا النبي سليمان.
ولما هاجت من سحر فرعون ما هاج،
أتيحت له عصا موسى فكانت ثعبان.
لقد ألبس الله الخلافة بهجة،
بملكٍ يزهى الوجود ويزدان.
بأبلجٍ أما شيم نور جبينه،
فيمنٍ وأما حبه فإيمان.
تعم أياديه ولكن نقاره،
تُخص به دون البرية عدنان.
أهم أشعار النصر
- يقول الشاعر ابن قلاقس:
طليعة جيشكَ النصر المضيء،
ورائد عزمك الفتح اليقين.
وحيثما تحل الرايات تهفو،
عليك وتحتها الرأي الثمين.
لا ينفك ذو عِرض مباح،
يبيت وراءه عرض محفوظ.
لك الأيادي والأعطاب تُجري،
بأمرهما الأماني والمنون.
ومنك اليسر يُطلقه يسار،
ومنك اليمن يُوقفه يمين.
أقرّت عندما صدمت بها الأعادي،
وقرت حين وصلت بك العيون.
فإن عُقد على بغي ضميرٌ،
فأنت بحل عقدته ضمين.
يجرّد لا يُبلّ لها عذار،
وملدٌ لا يُبلّ بها طعنين.
وبيضٌ في سواد النقع تهوي،
وليس هم الوجوم ولا الجنون.
عرين بكفّ كل هزبر حرب،
من الأسَل الطويل له عرين.
إذا غنت على الهامات قلنا،
أعلمها القيان أم القيون.
بحيث الخير في أعراف خيل،
كمثل الدوح والسمر الغصون.
أكبّت فالحُزون لها سهول،
وشبّت فالسهول لها حُزون.
هي الأوعال في الأوعار تجري،
وأرماح القوم لها قرون.
صقور إن هوَت والقاف فاء،
إذا ما وُقّفت والراء نون.
تقدّمها شجاعٌ من شجاع،
هو البطل الكمي بل الكمين.
وقام لها أبو الفتح المعلّى،
بأمر الفتح وهو به قمين.
وفي الحرب الزبون مغامرات،
لديه خسارٌ وهو الزبون.
وتابعوه وبائعوه أناسٌ،
يمين وفيهم أبداً يمين.
وما بسَطوا له إلا شمالاً،
فكيف يصح بينهم يمين.
- يقول الشاعر عمارة اليمني:
النصر من قرناء عزمك فاعزم،
والدهر من إسراء حكمك فاحكم.
والحزم قبل العزم فاحزم واعزم،
وإذا استبان لك الصواب فصمم.
واستعمل الرفق الذي هو مكسب،
ذكر القلوب وجد وأجمل واحلم.
واحرس وسس وأشجع ولز وأنعم،
واصل وأعدل وادع واحفظ وارحم.
وإذا وعدت فعد بما تقوى على،
إنجازه وإذا اصطنعت فتمم.
قصيدة الآنَ سَحَّ غَمامُ النَصرِ فَاِنهَمَلا
- يقول الشاعر ابن خفاجة:
الآنَ سَحَّ غَمامُ النَصرِ فَاِنهَمَلا،
وقامَ صَغوُ عَمودِ الدينِ فَاِعتَدَلا.
وَلاحَ لِلسَعدِ نَجمٌ قَد خَوى فَهَوى،
وكَرَّ لِلنَصرِ عَصرٌ قَد مَضى فَخَلا.
وَباتَ يَطلُعُ نَقعُ الجَيشِ مُعتَكِراً،
بحيث يَطلُعُ وَجهُ الفَتحِ مُقتَبِلا.
مِن عَسكَرٍ رَجَفَت أَرضُ العَدو بِهِ،
حَتّى كَأَنَّ بِها مِن وَطئِهِ وَهَلا.
ما بينَ ريح طِرادٍ سُمِّيَت فَرَساً،
جوراً وَلَيث شَرى يُدْعَى بَطَلا.
مِن أَدهَمٍ أَخضَرِ الجِلبابِ تَحسِبُهُ،
قد استعارَ رداء الليل واشتمل.
وَأَشهَبٍ ناصِعِ القِرطاسِ مُؤتَلِقٍ،
كَأَنَما خاضَ ماءَ الصُبحِ فَاِغتَسَلا.
تَرى بِهِ ماءَ نصلِ السَيفِ مُنسَكِباً،
يَجري وَجاحِمَ نارِ البَأس مُشتَعِلا.
فَغادَرَ الطَعنُ أَجفانَ الجِراحِ بِهِ،
رَمدى وَصَيَّرَ أَطرافَ القَنا فُتُلا.
وَأَشرَقَ الدَمُ في خَدِّ الثَرى خَجَلاً،
وَأَظلَمَ النَقعُ في جَفنِ الوَغى كَحَلا.
وَأَقشعَ الكُفرُ قسراً عَن بَلَنسِيَةٍ،
فانجابَ عَنهَا حِجابٌ كان مُنسدلاً.
وَطَهَّرَ السَيفُ مِنها بَلدَةً جُنُباً،
لَم يجزِها غَيرَ ماء السَيف مُغتَسَلا.
كَأَنَّني بِعُلوجِ الرومِ سَادِرَةً،
وَقَد تَضَعضَعَ ركن الكُفرِ فاستَفَلا.
تَظَلُّ تَدرَأُ بِالإسلامِ عَن دَمِها،
وَهَبَّة السَيفِ مِنها تَسبِق العذَلا.
في مَوقِفٍ يَذهَلُ الخِلُّ الصَفِيُّ بِهِ،
عَنِ الخَليلِ وَيَنسى العاشِقَ الغَزَلا.
تَرى بَني الأَصفَرِ البيضَ الوُجوهِ بِهِ،
قَد راعَها السَيفُ فَاصفَرَّت بِهِ وَجَلا.
فَكَم هُنالِكَ مِن ضَرغامَةٍ سَفَرَت،
سُمرُ العَوالي إِلَى أَحشائِهِ رُسَلا.
يُرى عَلى جَمرَةِ المِرّيخِ مُلتَهِباً،
تَحتَ القَتامِ وَيَعلو هِمَّةً زُحَلا.
اترك تعليقاً