قصائد تعبر عن الصداقة وتجارب الأصدقاء
On 10:26 ص by مريم الشمريصديقي الذي يتحدث ببركة
- يقول عبد الصمد بن المعذل:
صديقي يتصف بحديثه البَرَكة
يزيد إشراقًا عند السكون والحركة
إذا قال: لا بكلماتٍ قليلةٍ
ليردها بحروفٍ متصلة.
إلى صديق عزيز
- عبد الله عبد الوهاب نعمان:
إلى من يتعامل مع المنزلة بين الناس
ومع الهيبة في الحياة بأخلاق الإنسان
فليس غير الحب من يعطي النفوس
من كل فضيلٍ ملبسًا.
فإذا نفسٌ تزكّت عاشت في
نهارٍ مشمسٍ بالحب دائمًا.
ولن يفتقر مُشتاقٌ إلى
أي نفسٍ طبعها قد تأثرت.
أو يلتقي بها مبتسمًا في فمٍ
به نقمةٌ قد نُغرسَت.
ولو كان الكره شمعةً لجد الضوء
منها نقيًا.
ما لنا لا نسكن الصدق لتجري
معانيه علينا بسهولة.
ما لنا خارجه نعيش معاناة،
لنتعس أو نبقى.
ليس من يمتلك الدنيا بلا
صلةٍ بالصدق إلا مُفلسًا.
تتبدد الأيام من مسلكه
فيه ذعرٌ يتجنب الأنس.
فإذا الامان جاء لنفي خوفه،
صاح فيه الغش أن يحتاط.
وإذا الإنسان جابهه وحشةً
فإن الأحزان تنزل به سجينة.
واستضافت روحه في كراهياتٍ
حزنًا ويأسًا.
يلبس الأيام صفراء كما
تلبس الأوراق عودًا يابسًا.
قلبه في انتظار الحياة.
أو مُختلسًا.
فإذا واجه النبلاء بها
جدّ في وقارٍ نجومي.
نفاقٌ في أخلاقه ونعمته قد
دعت له في لمسه.
وهو في أعماقه قنفذٌ
شوكه في روحه قد غُرِسَت.
صديق الطفولة
- يقول طلال الرشيد:
صديق الطفولة، ماذا جرى لك مع الأيام؟
هل أنصفت دنياك أم أنك تعاني كما أتعاني؟
فقدنا ملامحنا مثل باقي البشر،
تلاعبت بنا أساءت الزمن، والزمن يتغير.
وقفنا جميعًا، وبيننا حاجزٌ من الأعوام،
صعوبة وصولي إليك، وصعوبة وصلك لي.
وأرى في وجهك طريقًا غطاه الظلام،
وهذا النخل أرى بيتك وبيت أهلي.
وسدره.. أكرم من أهل بيتها.
وفي وجهك أصدقائي.. عصا مدرستي وفصلي،
وعودٌ كبير دائمًا تحت الظلال.
في ذكرياتي له لمحة وضّاءة،
وسور كتبنا فيه ذكرياتٌ من العبث والأوهام.
ولي في عيونك صورةٌ زينها جهلي،
بثوبٍ تلألأ بالمطر والتراب.
وأنا أحب السير، وهي حافية قدمي،
أنا وأنت طفل، وطفل دائمًا في رضا وصراعات.
بكينا سهلًا، والضحكة أمرٌ كان سهلاً أيضًا،
بدعوةٍ من وجهك التي تنادي الأحلام.
معه رمحٌ لا أدري، هل هو غاضبٌ أم مرح؟
كيف أباصل الأمل وهو خلفي.
فالأسى والسهر كثيرٌ لمن فعل كما فعلت.
صديق لي يُعد سيدًا ونموذجًا
- يقول ابن نباتة المصري:
لي صديقٌ سيدٌ ونموذجٌ
بيننا آدابٌ مشتركة.
كلما قابلت طلعته،
قيل لي: سعد لم يحققه الأقرباء.
صديق المجد
- يقول عبد الله عبد الوهاب:
فاخراً جئتُ مُزيراً كَلِمِي وجهَ مَنْ صــادقَ مجدَ القلمِ
وجه مَنْ أقنعَ صدقَ الحَرْفِ إنَّ عروشَ الصدقَ لم تنهدمِ
لا يؤاخي عفةَ الحرفِ سوى قَـمَّة يـربض فوق القمم
قَبـَّـلتهُ الغيمُ فيها لم تدعْ جانباً من وجــهه لم يلثم
وأجَلُّ الناسِ في قلبي فتىً لم يلـجْ بي وجـهُ في مــأثمِ
أو تكلِّـفني به الأخـلاق ما أختفــي منه وراء اللثمِ
لم يكن يوماً لنفسي خزيـةٌ أو يُـذقها لحظـةً من ندمِ
لم أهُـن في نفسه بل خالطتْ نفسُه نفسي وآخت شمي
لم يلـوثني من الإفكِ ولا طـرحَ الزورَ سواكاً في فمي
غير هذا ما رآني وإلى غيـرهِ ما سـرحت بي قــدمي
ليس أي الناس قد تأتي إليه حـروفي كالفراشِ الحُــوَّمِ
ليس أي الناس قد يلقاهُ كِـبـرُ يراعي في خشوع المحرِمِ
ما أرى الكثـرة إلاَّ حُـفراً أبـداً فاغـرةًلم تــردم
وبحوري ليس تعطي لؤلوي غير بحرٍ مـلءَ أرض يـرتمي
هـادئ الأعمـاقِ والأفـواق ليس بموارٍ ولا ملتـطمِ
إن شِعْـري مَعْقِـلٌ ساحتهُ حرمٌ ..فيها جـلال الحرمٍ
بعد نفسي لم أبوئ عـرشه غيـر شهمٍ نُـبلُه لم يـأثمِ
أبداً ما هـزمَ الخيـرَ وليـس أمـام السوءِ بالمنهـزمِ
فرقـديٌ تهتدي الناس به إن تمشت في المسـار الأيهمِ
أو وفـيٌّ عايـش الناسَ بلقبٍ حمـي لا بقلبٍ شبـمِ
سارحاً ينمو وجوداً من مزايا نفسه لا سارحاً في العدمِ
ماجـداً ما بهض الجهد به باهـض.. غير جلال القيم
نهمت نفسي إلى الصدق فجاء به الصدق ليكفي نهمي
ذاك من تُلقي عصـا ترحالها عنده نفسي ويأتي مقدمي
ليس يأتي الضخمُ إلاَّ ذورةً تتعالي فوق وكـر القشعمِ
وضئيــلُ النفس يأوي كلَّ منحدرٍ مستروحاً للوخمِ
إنني كل الذي أبقاه من عبق الفــردوسِ سيلُ العرمِ
خبَّـأتني روح أرضي مثلما يخبأ الألماس جوف المنجمِ
بخلت بي أن ترى جوهرها في مكانٍ غير صدر الكرمِ
أو كأني ظلت مذخوراً بها لمضيءٍ روحُهُ لم تُـظْـلِمِ
بأذخٌ أحسبه يوماً أتي الفجـر أو زار مـدار الأنجمِ
لم تقـل زوراً يراعاتي وميزانها قسطاسـه لم يظـلمِ
إنها معصومة أن ترتـئي ورع التقوى بشـدقي أرقمِ
إنها ما ضرغمت عنـزاً ولا وصمت ليثـاً بطبع الغنمِ
كم يكون القبح في الحرف إذا قدر الدنيار قدر الدرهمِ
إن رأى البـومَ طواويساً وإن ألحقَ البازَ بسربِ الرخمِ
أو تمادى في نفـاقٍ لاثماً سبحـة القسِّ ونـصل المجرمِ
كم بيانٍ سقطتْ منه الكـرامةُ في الإفـك .. ولم تقمِ
وسطـورٌ فاجرتٌ لم أجد فوقها غير حــريق الذممِ
ولكم أحزنـني شعرٌ تبيـعُ الخطايـا ضوءَهُ بالظُـلَمِ
ولكم احزنـني شعرٌ به نكهةُ الخبـزِ وريـح اللُّقــمِ
ما أراني أُلبِسُ الشعـرَ سوى شرفَ الصدقِ ونُبلَ الشِّيمِ
إنـه العزُ فلا أكسـو به رأس ذي ظلف ولا ذي منسمِ
ليس في شعري ولا نثري سـوى لبدة أطرحها في ضيغمِ
صديق لي له أدب
- يقول جحظة البرمكي:
صديقٌ لي له أدبٌ
صَداقَةُ مِثلِهِ حَسَبُ
رعى لي فَوقَ ما يُرعى
وَأَوجَبَ فَوقَ ما يَجِبُ
وَلَو نُقِدَت خَلائِقُهُ
لَبُهرِجَ عِندَها الذَّهَبُ
إلى صديق
- يقول مسعد محمد زياد:
يا أيها الصحب الكرام، تحيةً
أزجيها في الأمسيات العاطرة.
الليل يهمس بلقاءً مرحبًا،
والغصن يرقص كالفتاة الماهرة.
وصبا النسيم مع النجوم ملامسًا،
ومدغدغًا هذه الوجوه الناضرة.
وتدحرجت حبَبُ الندى.. ريانة،
تروي حكايا من سنين عابرة.
ويحفنا نور الإله.. وفضله،
ويظلنا مَلك السماء العامرة.
جئنا نهنئ فارسا.. مترجلا،
لا أن نودع.. ذكريات غابرة.
وأرى الوفاء.. مع المحبة قد أقسما،
أن يفرح الخلان.. بابن الزاهرة.
لا تعجبوا إذا قلت طلقني الخيال،
وعشت فردا.. في حياة قاهرة.
واليوم ملهمة القصيد تصدني،
وتشيح عنّي في الليالي الداجرة.
لكنني أشتاق للكلم الجميل،
وهاج في الأعماق طيف الخاطرة.
لحظات أُنس حركت في داخلي،
ذكرى سنينٍ.. كالثواني العابرة.
كم صديق عرفته بصديق
- يقول البحتري:
كَمْ صَدِيقٍ عرَّفْتُهُ بِصَديقٍ
صَارَ أَحْظَى مِنَ الصَّدِيق ِالعتِيقِ
وَرَفِيقٍ رَافَقْتُهُ في طَرِيقٍ
صَارَ بَعْدَ الطَّريقِ خَيْرَرَفِيقِ
اترك تعليقاً