قصائد تعبر عن براءة الطفولة
On 9:48 م by مريم الشمريقصيدة مرثية الطفولة وصفر الحساب
- تقول الشاعرة قمر صبري الجاسم:
عندما كنا أطفالاً
كنا نتسابق مع الفراشات خلف الرياح
بطيارة من الأمل
نعتلي عرش أحلامنا..
في ذروة الطفولة،
كنا نشق الحياة بلعبنا…
ومن يكذب، يرحل عنا
وأصدقنا من يصبح بطلاً
نحتسي أشعة الشمس
ونحتفل بأعراس الزهور
ونشرب قنينة من العسل
حين كانت حكايات الجدات
كأنها نبع يفيض علينا
ولا نرتوي…
كيف كنا نخبئ بعض النقود
“لسالي”
دموعاً..
“لريمي”
ونحزن من أجل
“هايدي وبيل”
كان قلب الأطفال كبيراً
ولون البساتين أجمل
لا كما ندعي الآن
عندما كنا نرى أستاذنا يعبر من أمام المرايا
كنا نشعر بالخوف
إذا لم نقدم له درسنا
كان يطلق عصفورة لتنبهنا
عن مدى الوقت الذي سهرنا فيه
فنخجل إن لم ننام باكراً…
كل شيء كان يتحدث إلينا جوهره
“كن كما تريد”
كان أستاذنا مرجعاً للحياة
ومدرسة الحضارات
يحتضنّا بأحضان محبة
عندما يطلب منا الحديث، كنا نغني
وإذا قال قوموا، نصطف
أو إذا دعانا إلى درسه، ننتفض
عندما كنا أطفالاً
وذلك في زمن مضى…
كان درس الحساب عن الرقم صفر
كنا نبحث عن إصبع الصفر دون جدوى
حتى قال لنا:
إنه صفر مثل العدم
سلة فارغة
لكن صفر الضرب
كالقتل عمداً
إذا أضفنا أو طرحنا منه
مثل حسّان
الذي لا يفهم الدرس مهما شرحتُ له
ومهما حاولت
يظل جالساً في المقاعد لا يُحتسب
إننا الصفر…
قلت لأستاذنا البارحة:
قال: “يا ليتنا”
أجمل قصائد عن الطفولة
- من قصيدة أنشودة البراءة للشاعر صابر يونس:
“كريم، يا أنشودة البراءة
يا صوت موسم النقاء
يا عبير إيقاع الطفولة الجميلة
يا نبض قلبين تعانقا
وغنّيا للحياة
ونسجا من العطور حلم أيام مشمسة
وأنت الشمس التي أشرقت
في ليالينا الشتوية يا كريم
فأدفأت أيّامنا المرتجفة
وعلّقت في القلب قنديل الأمان
وأطلقت أسراب الضياء والحنان في الروح
فهل تجود يا كريم بالرضا؟
وهل يهل نجمك السعيد
في عامنا الجديد؟
وهل يضيء وجهك الوضاء أيّامنا؟
وهل تعيد بسمة الحياة في عينيك أحلامنا؟
وعن زماننا الغارق في الدخان
هل ترحل الغيوم والأحزان؟
وهل على وجوهنا
تشرق يا كريم بسمة البلابل المهاجرة؟
وهل تعود للحقول..
خضرة الحياة والسواعد المسافرة؟
وهل تَضُوع بالمرافئ الأغاني
في فم النوارس المطاردة؟
وهل يعانق الشطوط الموج…
يلقي زبد الترحال…
يسقي الموريات المتعبة؟
وهل تجود يا كريم بالرضا؟
على زماننا الأسير في سراديب الفضاء
وقد تفكك حلمنا وانكسر لضوء نجماته المبعثرة؟
واحترقت أوراقه في شهب الترحال والمكابرة
وسافرت أيامه…
في سنبلات الزمن الضائعة
- قصيدة زمن الطفولة للشاعرة سوزان عليوان:
إلى والدي
خذني
من يدي الصغيرة
إلى مدينتك
كما كان الحزن يأخذني
إلى مدرستي
ارجعني
إلى ضفيرتي
إلى مهري البني الحزين
ارجعني
إلى صورتي القديمة
في مرآتي
خذني
حيث للأطفال
قلوب ملوّنة
وللأحصنة الخشبية
أجنحة
ارجعني
أشعار تذكرنا بأيام الطفولة
- من قصيدة طفولة للشاعر كريم معتوق:
كانت تلك قصص الجد، وكانت
علبة التبغ كنعش للحريق
يده تمتد باحترام كالعذراء عندما
تواجه وجه غريب في الطريق
استشاطت خطواتها
ضاقت بها السماء
ليس إلا هو في هذا الدرب
ليس إلا هو لو اقتربت خطواته
كان جدي يسحب العلبة برعشة
تهتز يداه
فترى الماضي في عينيه طرياً
غص بالدهشة من شدة أساه
وعلى عينيه يتلألأ البريق
مد ذراعه باتجاه الماضي ليحتواه
كان جدي يرصد الدخان
كمن فقد احترامه
لا زلت أتذكر ذاك اليوم
وصفاً قدره للقدر
لا زلت أعجز عن إيجاد معنى
لارتسام الأمس في كل أحاديث السمر
لانقضاض الوجه في التعابير
وفي كل التفاسير أثر
لا زلت أحتفظ ببعض الأحاديث من جارتنا
عن الألفة التي لا يزال صداها موجوداً
عشت بعد المائة باثنين وعشرين، تتقزمتي
وصار القبر في حجم سجاجيد الصلاة
آه يا جارتنا الأكبر من أعمارنا
ويا جارتنا الأصغر حجمًا
ويا سرّ الحياة
كم تحمّلتكِ في الليل دليلاً
عندما كنا نسير تحت ضوء الفوانيس بلا حذر
وقطعنا خِرق الليل
وعاد السكون للليل فلم يبق أثر
سوى بعض خطواتنا
عبرت قبل قليل
عندما تجلت الأنوار
وطوينا الدرب بالضحك كما تُطوى
السجاجيد من السطح إذا جاء الشتاء
ووصلنا بيت فطوم، فقد كان العزاء
فيه لموت ابنها أحمد في البحر
وقد كان البكاء في ازدياد
مع دخول كل زائر
وتقلّبتِ على صدور النساء
تمسحين الدموع وعين أخرى تحتضن
وتساءلتُ عن الحزن وقد كنتِ معي
قبل قليل تضحكين
كان عمري وقتها تسع سنين
قالت الألفة بين الناس، فقط كبر
سترى الألفة نبراسًا ودينًا
قد كبرت الآن
وإدركت ما ضيعته الناس من الحب
فأصبح اليقين يؤلمني
آه يا جارتنا الأكبر من أعمارنا
ويا جارتنا الأصغر حجمًا
ويا بحر الحنين
آه لو عدتِ إلينا الآن
فماذا ستفعلين؟
- قصيدة مشكاة الطفولة للشاعر أحمد موفقي:
هربت بلورة الطفولة
من أسى النسيان ممتحنا
ضفائرك على مرجان
ذاكرتي..!
لكنني انتهيت إليك
في عبق المنازل
استردك في تهيج الحنين
وفي المرايا..
يا شمع الخيال
يا مِرْود القوس المهيأ في وميض العين
في المشكاة، هاك يدي أعانقها
وأشرد في مداها،
يا مطرًا سكب على الأرض،
خيطًا للحياة..
هل يوقد الأمل بريقه
على خطواتها
لعلني أصبو إليها
أو أراها…
أجمل شعر من الأم إلى ابنها
- تقول الشاعرة نازك الملائكة:
ماما ماما ماما ماما ماما
برّاق الحلو اللثغة ينوي النوم
والنوم وراء الربوة هيأ حلمًا
والحلم له أجنحة ترقى النجوم
والنجم له شفة ويحب اللثما
واللثم سيوقظ طفلي
ماما ماما
بابا بابا بابا بابا بابا
برّاق الغافي الساهي يسرق قلبًا
والقلب سيمرع ينبت وردًا رطبًا
والورد يرشّ المهد أريجًا عذبًا
وأريج الورد لعوب يهوى الوثبا
والوثب سيوقظ طفلي
بابا بابا
دادا دادا دادا دادا دادا
الحقل مشوق للخضرة لا يهدأ
والخضرة خاوية لا تملك وردًا
والورد إلى الحمرة مرتعش وجدا
والحمرة عند صغيري ثغر خدًّا
وسيصحي الورد صغيري:
دادادادا
اترك تعليقاً