آثار المعاصي على الفرد والمجتمع
On 9:03 م by يوسف السعيدأثر الذنوب
يمثل اقتراف الذنوب والمعاصي تهديدًا خطيرًا يتعرض له الفرد، إذ أن هذه الأفعال تسبب فُجوة بين المذنب وربه -سبحانه وتعالى-، مما يُفضي به إلى سوء الظن بالله. بالإضافة إلى ذلك، يعيش مستمر الذنب في حالة من الغربة النفسية التي لا تزول حتى وإن توفرت له جميع شهوات وملذّات الدنيا. يظل هذا الشعور مرافقًا له، ولا ينقضي إلا بالتوبة والعودة إلى الله عز وجل. ومن الأمور السلبية التي قد تنتج عن الذنوب، أن الشيطان قد يمكّن لنفسه من التأثير على المذنب، مما يُسهّل عليه الاعتقاد بأنه من الصالحين رغم ارتكابه للمعاصي. تترك الذنوب أيضًا علامات من الذلّ على وجه مرتكبها، مما يبتعد عنه أهل الخير ويتم حرمانه من بركتهم والاستفادة من وجودهم. وقد أشار العديد من العلماء إلى أن تكرار الذنوب يحرم فاعلها من طعم الطاعات، مما يؤثر على فرصه في نيل الرحمة.
أصناف الذنوب
أوضح العلماء أن الذنوب تُقسم إلى صغائر وكبائر وفقًا لما ورد في الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وذكرت الكبائر في حديث: (اجتنبوا السبع الموبقات) لا تعني الحصر. من هنا، اتسع مفهوم الكبائر ليشمل كل ذنب يترافق مع نهي أو وعيد أو لعنة أو صفة بالفسق، أو يترتب عليها إقامة حد. وقد أشار بعض العلماء إلى أن الذنوب، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، تعظم عند الله -عز وجل- عندما تكون مقرونة بصفة أخرى؛ فعلى سبيل المثال، يُعتبر الزنا من الكبائر لكن يُعظم إذا ارتكبه الفرد مع زوجة جاره. كما أن القتل يعد كبيرة، لكنه يُعتبر أشد خطورة إذا حدث في الحرم. الجدير بالاهتمام هو أن الإصرار على الصغيرة يمكن أن يجعلها كبيرة، وقد جاء عن السلف أنه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار، لذا فإن الاستهانة بالصغائر قد تودي بصاحبها، بينما اجتناب الكبائر قد يكون كفارة للصغائر.
الفرق بين الذنوب والمعاصي
تشير كلمة “ذنب” في اللغة العربية إلى فعل غير مشروع، وجمعها “ذنوب”. كما تُعرف بأنها إثم أو جُرم أو معصية. تتقارب دلالات الذنب والمعصية والسيئة والإثم، فالمعصية يمكن أن تُسمى ذنبًا أو خطيئة أو إثم. لذلك، يقع على عاتق المسلم واجب الحذر منها مهما اختلفت أسماؤها. يجب على الشخص تجنب كل ما نهى الله -عز وجل- عنه، بغض النظر عما إذا كانت التسمية ذنبًا أم إثمًا أم معصية؛ فجميع هذه المصطلحات تنطبق على ما نهاه الله عنه.
اترك تعليقاً