آثار ما بعد إجراء عملية الولادة القيصرية
On 4:03 ص by علي العمريالولادة القيصرية
تعرَف الولادة القيصرية (بالإنجليزية: Cesarean section) بأنها إجراء طبي يتم من خلاله إجراء شق في جدار البطن والرحم لإنهاء عملية الولادة. عادةً ما تُجرى هذه العملية عندما تواجه الأم صعوبات في الولادة الطبيعية عبر المهبل. من الأسباب التي قد تتطلب اللجوء إلى الولادة القيصرية بدلاً من المهبلية: الوضعيات غير العادية للجنين، مثل النزول في وضعية المؤخرة أو القدمين بدلاً من الرأس (بالإنجليزية: Breech position)، أو الوضعيات العرضية أو الجانبية داخل الرحم. كما تشمل بعض العيوب الخلقية مثل الاستسقاء الدماغي الشديد (بالإنجليزية: Severe hydrocephalus)، أو المشكلات الصحية للأم مثل انخفاض المشيمة، أو إصابة الأم بأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: HIV infection) أو الهربس التناسلي النشط (بالإنجليزية: Genital herpes)، وكذلك حالات الحمل المتعدد. وعموماً، ترتبط الولادة القيصرية بمخاطر أعلى مقارنة بالولادة المهبلية، كما أن فترة التعافي بعد الولادة القيصرية تكون أبطأ.
الآثار المترتبة بعد الولادة القيصرية
تظهر عدة آثار على الأم بعد إجراء الولادة القيصرية، بعضها قد يكون مشابهًا لتلك التي تحدث بعد الولادة الطبيعية. إليك بعض هذه الآثار:
- الإفرازات المهبلية: تستمر الإفرازات المهبلية لعدة أسابيع بعد الولادة، حيث تكون الأيام الأولى ذات لون أحمر وقوام سميك، ثم تتغير إلى لون بني أو مائل للأبيض مع قوام أخف يشبه الماء.
- التقلصات: تعاني المرأة من تقلصات وآلام شبيهة بألم الحيض بعد الولادة القيصرية، لا سيما أثناء الرضاعة الطبيعية، نتيجة لإفراز هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin)، وهذه التقلصات تهدف للحد من النزيف عبر الضغط على الأوعية الدموية داخل الرحم.
- الألم عند لمس الثدي: قد تشعر المرأة بألم عند لمس ثديها بعد أيام من الولادة القيصرية، كما قد تشعر بامتلاء الحلمة ومحيطها مما يسبب لها الألم أثناء الرضاعة. يُنصح بالتقليل من الألم عبر زيادة عدد مرات الرضاعة الطبيعية، استخدام مضخة يدوية لشَفط الحليب، وضع منشفة دافئة على الثدي، وأخذ حمام دافئ قبل الرضاعة.
- تساقط الشعر وتغيرات جلدية: قد تواجه المرأة تساقط الشعر لمدة تصل إلى خمسة أشهر، كما تتغير علامات تمدد الجلد من الأحمر إلى الفضي، وتبدأ الكلف على الوجه بالتلاشي تدريجيًا.
- تغيرات المزاج: تتعرض العديد من الأمهات لتقلبات في المزاج ونوبات بكاء وقلق وصعوبة في النوم تصل لحدود أسبوعين بعد الولادة.
- اكتئاب ما بعد الولادة: تشعر بعض النساء باكتئاب قصير ما بعد الولادة، وأعراضه تشمل التقلبات المزاجية الشديدة، فقدان الشهية، الإرهاق، وقلة المتعة في الحياة.
- نقص الوزن: تفقد المرأة حوالي ستة كيلوجرامات من وزنها خلال الولادة، ويستمر الوزن بالتقليل بعد الولادة نتيجة التخلص من السوائل الزائدة في الجسم.
المضاعفات المتعلقة بالعملية القيصرية
مضاعفات العملية القيصرية على الأم
قد تُسبب الولادة القيصرية بعض المضاعفات الصحية للأم، ومن هذه المضاعفات:
- التهاب بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometritis): التهاب يحدث في غشاء بطانة الرحم.
- نزيف ما بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum hemorrhage): يُعتبر خطر النزيف بعد الولادة القيصرية أكبر مقارنةً بالنزيف المرتبط بالولادة الطبيعية.
- آثار جانبية للتخدير: قد تعاني الأم من بعض الآثار الجانبية للتخدير المستخدم أثناء العملية.
- جلطات دموية: يزداد خطر الإصابة بالجلطات الدموية في الساقين أو الحوض أو الرئتين بعد الولادة القيصرية مقارنة بالولادة المهبلية.
- عدوى الجروح: يمكن أن يصاب موقع الشق بالعدوى بعد العملية.
- إصابات جراحية: يمكن أن تتعرض الأعضاء المجاورة للرحم للإصابة بشكل غير مقصود خلال العملية، مما يستدعي إجراء جراحة إضافية لإصلاح الضرر.
- زيادة المخاطر الصحية في حالات الحمل المستقبلية: تزيد الولادة القيصرية من احتمال حدوث مضاعفات صحية عند الحمل مرة أخرى، مثل المشيمة الملتصقة (بالإنجليزية: Placenta accreta) أو المشيمة المنزاحة (بالإنجليزية: Placenta previa).
مضاعفات العملية القيصرية على المولود
قد تسبب الولادة القيصرية بعض المضاعفات للمولود، ومنها:
- صعوبات التنفس: تزيد الولادة القيصرية من خطر إصابة المولود بتسرع التنفس العابر (بالإنجليزية: Transient tachypnea)، حيث يتنفس الطفل بشكل سريع وغير طبيعي خلال الأيام الأولى من حياته.
- إصابات جراحية: في حالات نادرة، يمكن أن يتعرض جلد الطفل لإصابات خلال الولادة القيصرية.
العناية بالأم بعد العملية القيصرية
العناية أثناء فترة الإقامة في المستشفى
هناك عدة ممارسات يُنصح بأن تقوم بها الأم قبل مغادرة المستشفى لتقليل آثار الولادة القيصرية، ومنها:
- النهوض من السرير ومحاولة الذهاب إلى الحمام في غضون 24 ساعة بعد الولادة، حيث يساعد ذلك في بدء عملية الشفاء والتعود على الحركة مع وجود الشق.
- تناول مسكنات آمنة للأم وللطفل في حال كانت ترضعه رضاعة طبيعية، لتخفيف الآلام بعد الولادة.
- المشي قليلاً داخل المستشفى واستخدام الكراسي الهزازة، لتسريع التعافي وتخفيف الغازات التي قد تنتج بعد الولادة القيصرية.
العناية بعد العودة إلى المنزل
عند العودة إلى المنزل، هناك عدد من النصائح التي يُنصح بإتباعها، منها:
- تخفيف مستوى الأنشطة اليومية، والابتعاد عن رفع أي أشياء تفوق وزن الطفل، وتجنب القيام بالعديد من الأعمال المنزلية أو صعود الدرج بشكل متكرر.
- الإكثار من شرب السوائل للحفاظ على رطوبة الجسم، وتناول أغذية صحية للمساهمة في استعادة الطاقة ومنع الإمساك.
- وضع حاجيات الطفل أو الأغراض اللازمة للطهي بالقرب من الأم لتجنب التنقل بكثرة.
- تجنب الجماع لفترة محددة يحددها الطبيب.
- عدم الاستحمام قبل شفاء الجرح وتوقف النزيف.
- عدم البدء بممارسة الرياضة قبل استشارة الطبيب.
فيديو حول آثار ما بعد العملية القيصرية
شاهد هذا الفيديو لتعرف المزيد عن آثار ما بعد العملية القيصرية:
اترك تعليقاً