آداب الزيارة والضيافة في الإسلام: ممارسات وأخلاقيات تتعلق بالضيافة والزيارة
On 6:01 ص by عائشة الملاآداب الزيارة في الإسلام
حثّ الإسلام على الزيارة وشرعها، موضحًا الأجر العظيم المترتب عليها سواء كانت بسبب خاص مثل التهنئة بالنجاح أو الزواج، أو بدون سبب، ففي الحديث الشريف قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى…فَأَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ). وهناك مجموعة من الآداب المتعلقة بالزيارة التي ينبغي مراعاتها، ومن أهمها الآتي:
الاستئذان قبل الزيارة
يجب على من يرغب في زيارة الآخرين أن يستأذن قبل ذلك، باستخدام الهاتف أو أي وسيلة تواصل مناسبة. فإذا تم حصوله على إذن، يمكنه زيارة الشخص المعني، وإلا فمن الأفضل أن يتجنب الزيارة. يُفضل استخدام وسائل التواصل لتعزيز قيم وآداب الإسلام. فعند وصول الزائر للبيت، ينبغي عليه استئذان أهل البيت للدخول، وهناك عدة آداب مرفقة بالاستئذان، منها:
- قرع الباب أو المناداة على أهل البيت، كما قال الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا…).
- الاستئذان ثلاث مرات؛ فإذا لم يُسمح له بالدخول، فالأفضل أن يعود، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا…).
- تحية أهل البيت بالسلام، فقد حثّت السنة على ذلك.
اختيار الأزمنة المناسبة
من الضروري اختيار الوقت المناسب للزيارة، بحيث لا يتعارض مع أوقات انشغال أصحاب البيت، كمهام العمل أو الأوقات العائلية. فعلى الزائر أن يكون حكيمًا في تحديد موعد الزيارة، تفاديًا لإرباك أهل البيت. عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (لَقَلَّ يَوْمٌ كَانَ يَأْتِي عَلَى النَّبِيِّ…).
الاعتدال في مدة الزيارة
يجب على الزائر أن يلتزم بمدة معتدلة للزيارة، بحيث لا يشعر صاحب البيت بالملل أو الضيق. فعندما يطيل الزائر فترة وجوده، قد يسبب إحراجًا لأهل البيت، خاصة إذا كانت ظروفهم لا تسمح باستضافة الضيوف فترة طويلة. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ).
غض البصر واحترام خصوصيات المنزل
على الزائر عند دخوله إلى بيتٍ ما احترام حرمة المنزل وحماية خصوصياته. يجب أن يغضّ البصر عن أي شيء يتعارض مع الحرمات، وألا يحاول استراق النظر إلى ما لا يعنيه. كما يجب تجنب مواجهة الباب بشكل مباشر.
اختيار مكان مناسب للجلوس
يجب على الزائر أن يجلس في المكان الذي يحدده صاحب البيت، وعدم اختيار مكان مكشوف أو مُحرج لأهل البيت. وتذكرة القول الشائع: (وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ).
تقديم النصيحة لأهل البيت عند الحاجة
قد يستدعي الأمر تقديم نصيحة لأهل البيت إذا كانت هناك أمور غير صحيحة، وذلك بأسلوب لطيف ولائق، بعيدًا عن التوبيخ أو الفظاظة. الدعوة إلى الخير تكون أيضًا وسيلة لإظهار الحب والاهتمام.
الاستئذان قبل المغادرة
يستحب للزائر قبل مغادرته أن يستأذن صاحب البيت، وهذا من ضمن آداب الزيارة. يُفضل عدم مغادرة البيت إذا لم يكن صاحب المنزل موجودًا حتى يُسمح له بالمغادرة.
الشكر على كرم الضيافة
يتوجب الشكر على الزيارة والإحسان، كما ورد في الحديث الشريف. يجب أن يُثني الزائر على مضيفه ويدعو له بما يسره، إظهارًا للامتنان والود.
آداب الضيافة في الإسلام
إكرام الضيف
يعد إكرام الضيف من صفات المؤمن الصادق. ومن أساليب الإكرام أن يشارك المضيف ضيفه في الطعام.
- مشاركة الضيف الطعام وعدم تركه وحده.
- تقديم أفضل ما لديه للشخص الضيف.
الحديث اللطيف
الحوار الإيجابي مع الضيف يعزز من أجواء اللقاء، وعليه تجنب الصمت الطويل وتبادل الحديث عن أمور تهم الضيف، وأن يظهر بشوشًا أمامه.
ترحيب حار بالضيف
من المستحب أن يستقبل المضيف ضيفه بوجه بشوش وبصدر رحب، مما يبعث على الراحة والطمأنينة.
توديع الضيف عند مغادرته
يعتبر توديع الضيف من الآداب الحميدة، حيث يجب أن يخرج المضيف مع ضيفه حتى باب السيارة أو مكان مغادرته.
الختام: زيارة الأصدقاء والمعارف تحمل فوائد عظيمة في الإسلام، ولها العديد من الآداب التي يجب اتباعها، مثل الاستئذان، إكرام الضيف، وسلوكيات التعامل الودود وغيرها.
اترك تعليقاً