آداب تناول الطعام والشراب
On 11:18 ص by سلمى المهندسسنة النبي في تناول الطعام
لقد كان من سنة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في تناول الطعام أنه لا يرفض ما يُقدّم له، ولا يسعى خلف ما يُفقَد، فكان يأكل ما يُقرَّب له من الطعام إلا إذا لم يرتضه، فيقوم بردّه دون أن يعيبه. وكان النبي يجلس غالبًا على الأرض أثناء تناول الطعام، ومن مظاهر تواضعه أنه كان يأكل بثلاثة أصابع ويلعقها عند الانتهاء من الطعام. كما كان يأكل ما يجده حتى وإن كان بسيطًا، فإن لم يكن هناك ما يُؤكل، بات من دون طعام، وقد يربط حجرًا على بطنه من شدة الجوع. وكان يُكرم جميع أنواع الطعام، خاصةً الخبز. ومن عاداته أنه ينتظر حتى يبرد الطعام الساخن، متجنبًا النفخ فيه. وفي حالة سقوط ذبابة في الطعام، كان يغمسها ثم ينزعها، ويستمر في تناول الطعام دون أي إحراج، حيث ورد عنه قوله: “إذا وقع الذباب في شراب أحدكم، فليغمِّسه ثم لينزعه، فإن في إحد جناحيه داءً والأخرى شفاءً”. كما كان الرسول -عليه السلام- يُحث على زيادة كميّات الطعام وإطعام الآخرين، وحرّم تناول الثوم والبصل، وكذلك ما له رائحة قد تضايق الناس. وعند انتهاءه من الطعام، كان يقول: “الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة”، وبعد ذلك كان يستعمل السواك.
آداب الطعام والشراب
لم يغفل الإسلام عن أي جانب من جوانب الحياة، حيث تناول هذا الدين العظيم كل ما يتعلق بها بوضوح شديد، ومن هذه الجوانب آداب الطعام والشراب، التي تم توضيحها بشكل شامل. وفيما يلي بعضًا من هذه الآداب:
- التسمية قبل البدء بالطعام والشراب؛ وذلك لما روي عن عمرو بن سلمة رضي الله عنه، حيث قال: “يا غلام؛ سمّ الله، وكُل بيمينك، وكُل ممّا يليك”، فإذا نسي المسلم التسمية أثناء تناول الطعام، يمكنه أن يذكرها لاحقًا: “بسم الله في أوله وآخره”.
- الأكل والشرب باليمين؛ لأن الأكل والشرب بالشمال يُعتبر من التشبّه بالشيطان.
- تناول الطعام بثلاثة أصابع، اقتداءً بفعل النبي صلّى الله عليه وسلّم.
- لعق الأصابع والإناء عند الانتهاء من الطعام، فالسنة أن ما تبقى من الطعام إن كان قليلًا يُؤكل، لأن البركة قد تكون في ذلك.
- أخذ ما يتناثر من الطعام؛ فإذا وقع شيئًا منه، يُمكن أخذه وتنظيفه ثم تناوله.
- تناول الطعام مع الآخرين مثل العائلة أو الأصدقاء، لما في ذلك من البركة.
- النهي عن التنفس في الإناء، وهو الأمر الذي يتمثل أيضًا في التنفس على الطعام والشراب، كما حذر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من ذلك.
- تجنب الأكل من أعلى الإناء أو من وسطه، إذ يُستحب تناول ما يليه إذا كان الطعام من نوع واحد، أما إذا كان الإناء يحتوي على أنواع متعددة، فلا مانع من الأكل من أي مكان.
- النهي عن الشرب أثناء القيام؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يشربَنّ أحدٌ منكم قائماً، فمن نسي فليستقيء”.
- الاقتصاد في الطعام وتجنب الإسراف؛ يجب على المسلم أن يوزع الطعام بحيث يخصص الثلث لطعامه، وثلثًا لشرابه، وثلثًا لنفسه. وقد أشار الإمام الغزاليّ في كتابه “الإحياء” إلى الأضرار الناتجة عن الإسراف في الطعام، والتي تشمل الضرر الشرعي والبدني، وأيضاً التأثير السلبي على القلب والعقل.
أثر آداب الطعام والشراب على صحة الإنسان
اهتم العلماء المسلمون قديمًا وحديثًا بالروح والعناية بها، ومعالجة الآفات التي تُصيبها، ولكن كان هناك اهتمام أقل بصحة الجسم. لذا يُعتبر الاهتمام بصحة الإنسان ضرورة ملحة، ويتطلب وضع قواعد تساعد في الحفاظ على صحة الجسم. وفيما يلي بعض النقاط الهامة:
- الحِمية تُعتبر حجر الزاوية في صحة الجسم؛ فالحِمية تعني أن يحتمي الإنسان من أنواع معينة من الطعام والشراب، سواء كان سليمًا أو مريضًا، ورغم أن ذلك يُستحسن أكثر للمريض، إلا أنه يتوجب على السليم الالتزام بها أيضًا.
- تنظيم أوقات الوجبات وتجنب تناول الطعام بين الوجبات، حيث إن الوجبات الرئيسية المعروفة هي الإفطار والغداء والعشاء، ومدة الهضم تختلف حسب نوع الطعام. لذا يجب على الإنسان مراعاة الأوقات المناسبة لكل وجبة.
- اختيار أصناف الطعام الجيدة وتجنب الأنواع الرديئة؛ فالغرض من تناول الطعام هو تقوية الجسم وتعويضه، وتزويده بالعناصر اللازمة لحمايته من الأمراض.
اترك تعليقاً