آداب زيارة القبور: دليل للأخلاق والسلوكيات المناسبة أثناء زيارة المدافن
On 12:13 م by نادية الشريفآداب زيارة القبور
تعتبر زيارة القبور من الفعاليات التي تحمل معانٍ روحانية مهمة، ولها آداب ينبغي على المسلم الالتزام بها. فيما يلي نستعرض بعض من هذه الآداب:
الدعاء للأموات والسلام عليهم
يُروى عن بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقوم بتعليم الصحابة عند ذهابهم إلى المقابر، حيث كان يُقال: “السلام على أهل الديار” وفي رواية أخرى “السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله لالاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية”. وقد رتّب الله تعالى أجرًا وثوابًا لمن يدعو للأموات بالأدعية الواردة في الشرع، وهو ما يتيح للمسلم أن يسأل لهم المغفرة والعفو.
تجنب الجلوس على القبور
ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ، فَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ”. فالزيارة يجب أن تُركّز على الدعاء للمتوفى، والجلوس على القبر يُعتبر استخفافًا بالموتى وهذا مُنهٍ عنه شرعًا.
تجنب المشي فوق القبور
يُروى عن بشير بن معبد الخصاصي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما مرّ على قبور المسلمين قال: “لقد سبق هؤلاء شرًّا كثيرًا”، وعندما مرّ على قبور المشركين قال: “لقد سبق هؤلاء خيرًا كثيرًا”. وفي موقف آخر، رأى رجلاً يمشي بين القبور في نعليه فقال له: “يا صاحب السّبتيتين! ألقِهما”. لذا، يُستحسن عدم المشي فوق القبور.
عدم تخصيص أيام معينة للزيارة
تخصيص أيام محددة لزيارة القبور يعد أمرًا غير مقبول شرعًا، مثل تخصيص يوم العيد أو يوم الجمعة أو “أربعين الميت”.
تجنب التوسل بأصحاب القبور والدعاء لهم
إن زيارة القبور بغرض التوسل بأصحابها أو استغاثتهم تُعتبر محظورة شرعًا، إذ تُصنّف كهذه الأعمال ضمن البدع التي لا أساس لها، وقد تصل إلى درجة الشرك الأكبر. قال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ}.
تجنب السفر بغرض زيارة القبور
السفر لقصد زيارة القبور يُعتبر من المنكرات التي وُجد النهي عنها، وهي من العادات الجاهلية. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى”. لذا، يمكن للمسلمين أن يركزوا رحلاتهم إلى هذه المساجد الثلاثة فقط.
اترك تعليقاً