آلية تطور مرض التيفوئيد داخل الجسم
On 5:41 م by راشد اليوسفمرض التيفوئيد
تعتبر حمى التيفوئيد (بالإنجليزية: Typhoid fever) مرضًا حادًا معديًا ينجم عن بكتيريا السالمونيلا التيفية (بالإنجليزية: Salmonella typhi) أو في بعض الحالات بكتيريا السالمونيلا نظيرة التيفية (بالإنجليزية: Salmonella paratyphi). يُلاحظ أن السالمونيلا نظيرة التيفية ترتبط أحيانًا بحالات حمى تيفوئيد أقل شدة مقارنة بالسالمونيلا التيفية. ووفقًا للإحصائيات، يُقدَّر عدد المصابين بحمى التيفوئيد في جميع أنحاء العالم بين 11 و20 مليون شخص، مما يؤدي إلى وفاة ما بين 128 و161 شخصًا سنويًا. يُعزى ارتفاع معدلات الإصابة بالتيفوئيد إلى التحضير، والتغيرات المناخية، بالإضافة إلى المقاومة المتزايدة للمضادات الحيوية وانتشار أنظمة الصرف الصحي غير السليمة، مما يسهل انتشار المرض في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
آلية تطور مرض التيفوئيد في الجسم
تسجل الإصابة بحمى التيفوئيد من خلال تناول غذاء أو شراب ملوث بالبكتيريا المسؤولة عن هذا المرض، حيث يمكن أن تبقى هذه البكتيريا حية لمدة أسابيع في الماء أو المجاري الجافة. يُظهر حوالي 3-5% من الأشخاص الذين يتعرضون للعدوى أعراضًا خفيفة مما قد يؤدي إلى عدم التعرف على المرض، وبالتالي تبقى البكتيريا في أجسامهم لفترات طويلة وتأخذ دورًا في تفشي حمى التيفوئيد لسنوات. يمكن توضيح آلية تطور المرض وفقًا لمراحل العدوى كالتالي:
الأسبوعان الأول والثاني
تستمر فترة الحضانة من 10 إلى 14 يومًا، وتظهر الأعراض المبكرة لحمى التيفوئيد على النحو التالي:
- صداع.
- توعك عام.
- ألم في الجسم.
- فقدان الشهية.
- نزيف من الأنف.
- سعال.
- إسهال.
- إمساك.
- أرق يؤثر على القدرة على النوم.
- حمى، تزداد تدريجيًا لتصل ذروتها بعد 7-10 أيام حيث تصل درجة الحرارة إلى 39-40 درجة مئوية، قد تستمر الحمى لفترات أطول ولكن بمعدلات أقل إذا لم يتم تقديم العلاج.
تنتشر البكتيريا بكثافة في مجرى الدم بحلول الأسبوع الثاني من الإصابة، مما يؤدي إلى ظهور طفح جلدي على الجذع على شكل بقع وردية صغيرة قد تستمر من 4 إلى 5 أيام ثم تتلاشى. ومع تزايد أعداد هذه البكتيريا، تسبب التهاب الجريبات اللمفاوية على طول جدران الأمعاء، مما قد يؤدي إلى تكوّن تقرحات في الجدران المعوية. أحيانًا، قد تتسبب الأنسجة الميتة في جدران الأمعاء في ثقب الأوعية الدموية مما يؤدي إلى النزيف أو انثقاب الجدار الداخلي للأمعاء، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة مثل التهاب المرارة الحاد، أو فشل القلب، أو الالتهاب الرئوي، أو التهاب العظام والنقي، أو حتى التهاب السحايا. عندما تستمر الحمى بالارتفاع، تزداد حدة الأعراض ونشاط الاضطرابات العقلية والهذيان.
الأسبوع الثالث
مع نهاية الأسبوع الثالث، تظهر بعض الأعراض بشكل واضح، مثل فقدان الوزن وأعراض اضطراب البطن والمشكلات العقلية. يبدأ معدل الحمى في الانخفاض في بعض الحالات، وتبدأ الأعراض بالتلاشي عند الدخول في الأسبوع الرابع من العدوى. من الضروري علاج حمى التيفوئيد، حيث أن عدم العلاج قد يؤدي إلى وفاة بين 10-30% من المرضى، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 1% عند تلقي العلاج. يجب أيضًا أخذ في الاعتبار أن هناك احتمال لتطور عدوى خطيرة وطويلة الأمد، خاصة في المرضى الذين يعانون من حالات مرضية معينة مثل السرطان أو فقر الدم المنجلي.
علاج مرض التيفوئيد
العلاج في المنزل
يتم علاج مرض التيفوئيد في الحالات التي يتم فيها الكشف المبكر عن العدوى عبر وصف دورة من المضادات الحيوية تمتد من 7 إلى 14 يومًا. يشعر المرضى بتحسن في الأعراض خلال يومين إلى ثلاثة أيام من بدء العلاج بالمضادات الحيوية. من الضروري الالتزام بتناول الكورس كاملاً وفق توجيهات الطبيب لتجنب عودة الأعراض. يجب على العلاج أيضًا أن يشمل شرب كميات كبيرة من السوائل والحرص على الراحة وتناول وجبات منتظمة.
العلاج في المستشفى
يوصي الأطباء بالعلاج في المستشفى في حال ظهور أعراض مثل الغثيان المستمر أو الإسهال الشديد أو انتفاخ البطن. يشمل العلاج إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الوريد، بالإضافة إلى السوائل والمواد الغذائية. قد يتطلب الأمر إجراء عمليات جراحية في حالة حدوث مضاعفات تهدد الحياة. معظم المرضى يستجيبون للعلاج خلال 3-5 أيام، ولكن قد يستغرق الأمر أسابيع قبل أن يتمكن المريض من العودة إلى منزله.
علاج الحاملين للمرض
يجب على الأشخاص الذين يحملون بكتيريا التيفوئيد إبلاغ السلطات المعنية، والامتناع عن إعداد أو طهي الطعام حتى يتم التأكيد من خلال الاختبارات على القضاء التام على البكتيريا. قد تحتاج هذه الحالات إلى تناول المضادات الحيوية لفترة تمتد بين 4-6 أسابيع للتخلص من البكتيريا نهائيًا.
الوقاية من مرض التيفوئيد
تتطلب الوقاية من مرض التيفوئيد اتباع مجموعة من الإرشادات، منها:
- تلقي لقاح التيفوئيد، سواء في شكل حبوب أو حقن، حيث يمكن للطبيب مساعدتك في اختيار النوع الأفضل.
- تعقيم المياه قبل استخدامها للشرب أو الغسيل أو تحضير الطعام.
- طهو الطعام بشكل جيد مع تجنب شراء الأطعمة من البائعين المتجولين أو الأطعمة المخزنة أو المقدمة بأعلى من حرارة الغرفة.
- تجنب تناول الفواكه والخضروات النيئة غير المقشرة، والتي تم غسلها بمياه ملوثة.
- غسل اليدين جيدًا بالصابون والماء الدافئ النظيف، خاصة بعد استخدام الحمام أو قبل تناول الطعام.
اترك تعليقاً