أبو لؤلؤة: الشاب الفارسي ذو الأثر التاريخي
On 2:29 ص by علي السعيديأبو لؤلؤة المجوسي
أبو لؤلؤة المجوسي هو فيروز النهاوندي، رجلٌ من أصل فارسي من مدينة نهاوند. أُطلق عليه اسم أبو لؤلؤة المجوسي نسبةً إلى ابنته لؤلؤة، وكان معروفًا بين قومه بلقب بابا شجاع الدين. تم أسره من قبل الروم ومن ثم أسر المسلمون الروم وأخذوه إلى المدينة المنورة في السنة 21 للهجرة، حيث أصبح مولى للمغيرة بن شعبة. عمل كحداد، ونقاش، ونجار، ومن المهم أن نذكر أن أبا لؤلؤة المجوسي هو الذي اغتال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
اغتيال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
دخل الكثير من الناس في الإسلام من مختلف الأجناس بما في ذلك الفرس والعجم، ولكن بعض الفرس استمروا في اعتناق المجوسية، ومن بينهم أبو لؤلؤة المجوسي الذي اغتال عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقع هذا الحدث في يوم الأربعاء قبل انتهاء شهر ذي الحجة بأربعة أيام في السنة الثالثة والعشرين للهجرة، حيث أدى عمر فرض الحج في ذلك العام. كمَنَ أبو لؤلؤة له في المسجد حاملاً سكينًا مزدوج الطرف تم تسميمها. وعندما استعد عمر للصلاة بالناس، طعنه أبو لؤلؤة في كتفه وفي خاصرته، فقرأ عمر قوله تعالى: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) [الأحزاب: 38]. بعد ذلك، طلب عمر بن الخطاب من عبد الرحمن بن عوف أن يتقدم للصلاة بالناس. صلى بهم عمر صلاة خفيفة، ثم نُقل إلى منزله، حيث فقد الوعي بسبب النزيف. وعندما بزغ نور النهار، استيقظ وتوضأ وصلى بمساعدة أبنائه. طلب عمر من ابن عباس أن يخرج إلى الناس وينادي: “أعن مَلاَءٍ منكم كان هذا؟” معتقدًا أنه ارتكب خطأً، فأجابوه: “معاذ الله، ما علمنا ولا اطّلعنا”. وعندما علم أن الذي اغتاله كان عبدًا مجوسيًا، قال: “الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجَّني عند الله بسجدةٍ سجدها قطُّ”. أرسل عمر ابنه عبد الله إلى عائشة قائلاً: “قل لها إن عمر يقرأ عليك السلام، ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميرًا. وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يُدفن مع صاحبيه”. عقب ذلك، وافقت عائشة بعد أن قالت: “كنتُ أريده لنفسي، ولأوثرنَّه به اليوم على نفسي”. وعندما توفي، صلى عليه صهيب الرومي في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ودفن بجوار صاحبيه.
مقتل أبو لؤلؤة المجوسي
بعد اغتيال أبو لؤلؤة المجوسي للخليفة عمر بن الخطاب، خرج من المسجد موجهًا طعناته نحو المسلمين، فلم يسلم أحد منهم من طعناته. طعن ثلاثة عشر رجلًا، مات منهم سبعة. وعندما لاحظ أبو لؤلؤة وجود المسلمين من حوله، غطى نفسه وقتل نفسه.
اترك تعليقاً