أبو مسلم الخرساني: شخصية تاريخية بارزة في الفتح الإسلامي
On 8:34 ص by هدى الشارخأبو مسلم الخراساني
وُلد القائد العباسي عبد الرحمن بن مسلم في عام 100 هـ (718م) في مدينة البصرة، المعروفة أيضاً بأصبهان. قضى أبو مسلم حياته في نشر الدعوة العباسية، ليصبح أحد أبرز القادة في هذه الحقبة، ومن الأسباب الرئيسية وراء نشوء الدولة العباسية. استمر في كفاحه لنشر دعوته حتى وفاته في عام 137 هـ (755م)، على يد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور.
مسيرة أبو مسلم الخراساني
نشأ أبو مسلم الخراساني وترعرع في كنف أولاد زوج والدته، عيسى العجلي، الذي كان يمتلك مزارع في الكوفة وأصبهان. عمل أبو مسلم جمع الأموال من المزارع في الكوفة، ثم انتقل إلى صناعة السروج، مما أتاح له الفرصة للانخراط في التنظيم السياسي العباسي السري، حيث كان لديه اهتمام كبير به، وأظهر ولاءاً لآل البيت. بفضل ذكائه وفطنته، أعجب به الإمام العباسي إبراهيم الذي طلب منه الإقامة معه، وعينه رئيساً للتنظيم، ما جعله شخصية بارزة في خراسان. وكان عليه بالتالي أن ينشر الدعوة بحذر في ظل الظروف السياسية المعقدة في تلك الحقبة.
تمكن أبو مسلم الخراساني من التغلب على نصر بن سيار، ممثل الدولة الأموية في خراسان، واستولى على مدينة مرو، عاصمة خراسان، وتغلب على علي بن جديع الكرماني. تباعاً، بدأ يتوسع في السيطرة على مدن خراسان واحدة تلو الأخرى، مما أيده بشكل كبير، لكنه لم يعد يتصرف بحذر مما أساء إلى العلاقة مع الخليفة أبي جعفر المنصور.
خصائص أبو مسلم الخراساني
كان أبو مسلم الخراساني يتحدث بطلاقة باللغتين الفارسية والعربية، ويهتم بقراءة الشعر والاطلاع على علومه. ومع ذلك، كان يتسم بالقسوة وقلّة الرحمة وقلة الضحك. وبالنسبة لملامحه الجسدية، وُصِف بأنه كان جميلاً ذو بشرة سمراء، قصير القامة، عيونه أحور، بالإضافة إلى شعره الطويل وجبهته العريضة ولحيته الكثيفة.
اترك تعليقاً