أحاديث حول أهمية تزكية النفس وتحسين الذات
On 3:02 م by ياسمين العبداللهتزكية النفس في الأحاديث النبوية
كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يحرص على الدعاء إلى الله -عز وجل- من أجل ترقية نفسه وتطهيرها. كما كان -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى مكارم الأخلاق والفضائل التي تعزز من تزكية النفس الإسلامية. فيما يلي نستعرض دعاء النبي بتزكية النفس وبعض الأحاديث التي تتعلق بتهذيب السلوك وتحسين النفس والطبيعة.
دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لتزكية النفس
ورد في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنه قال: “لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها).
أحاديث تحث على تزكية النفس وتهذيب السلوك
تحتوي السنة النبوية على العديد من الأحاديث التي تدعو إلى السماحة والرفق وتسهيل الأمور، وتنهى عن الفحش في الكلام، والالتزام بهذه القيم يعد من أهم وأفضل السبل لتزكية النفس وتهذيب الطباع. إليك بعضًا من هذه الأحاديث:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسدّدوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة).
- وفي رواية: (لن ينجّي أحدكم عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة، سدّدوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا).
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: (أن اليهود جاءوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السام عليك، فقال: وعليكم. فقالت عائشة: السام عليكم، ولعلكم الله وغضب عليكم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مهلا يا عائشة، عليك بالرفق وإياك والعنف أو الفحش، فقالت: أو لم تسمع ما قالوا؟! قال: أولم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ).
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه).
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء).
آيات قرآنية حول تزكية النفس
تناولت الآيات القرآنية مفهوم تزكية النفس بعدة معاني. الكريم يذكر المعنى الأول، والذي يتعلق بمدح النفس والاعتقاد في صلاحها، وهذا النوع من التزكية منهي عنه، وقد ذُكر في العديد من الآيات، منها قوله -تعالى-: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى). أما المعنى الآخر، الذي يتوافق مع ما ورد في الأحاديث، فيُعنى بتهذيب النفس وصقلها وإبعادها عن الرذائل.
وهذه التزكية تمثل طريق النصر والنجاح، والدليل على ذلك يكمن في الآيات التالية:
- قوله -تعالى- على لسان سحرة فرعون: (إنّا آمَنّا بِرَبِّنا لِيَغفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكرهتَنا عَلَيهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّـهُ خَيرٌ وَأَبقى* إِنَّهُ مَن يَأتِ رَبَّهُ مُجرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَموتُ فيها وَلا يَحيى* وَمَن يَأتِهِ مُؤمِنًا قَد عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولـئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ العُلى* جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَذلِكَ جَزاءُ مَن تَزَكّى).
- قوله -تعالى- في سورة الشمس: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا).
اترك تعليقاً