أحكام الأضحية في المذهب الحنفي
On 12:18 م by ياسمين العبداللهالأحكام المتعلقة بالأضحية وفقاً للمذهب الحنفي
تعتبر الأضحية ذبح حيوان معين بنية التقرب إلى الله – سبحانه وتعالى – في زمن معين، وهي تشمل ما يُذبح من المواشي تقرباً إليه خلال أيام النحر. وقد أُقيمت هذه الشعيرة في السنة الثانية للهجرة، حيث قال الله تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّـهِ).
تعددت آراء فقهاء الحنفية حول حكم الأضحية، ومنها:
- الأضحية واجبة على كل مسلم حر وميسور ومقيم يوم النحر، وهو ما يجمع عليه أبو حنيفة وبقية علماء الحنفية.
- وهناك رأي آخر لأبي حنيفة يعتبرها سنة، لأن واجبات أخرى مثل الزكاة والصلاة لا تسقط عن المسافر.
شروط صحة الأضحية في المذهب الحنفي
تتضمن شروط صحة الأضحية وفقاً للحنفية ما يلي:
- أن يكون الحيوان المضحى به خالياً من العيوب الفاحشة التي تؤثر على سلامته، مثل العيوب الأربعة المعروفة التي تمنع قبول الأضحية، وهي: العور البين، والمرض البين، والعرج، والهُزال (العَجَف)، كما لا تُقبل الأضحية التي ولدت بدون أذنين.
- هناك عيوب إضافية تُعتبر مانعة أيضاً، مثل الأضحية المفقودة الأسنان أو الجلّالة التي تأكل الفضلات.
- ضرورة أن تكون الأضحية في موعدها المحدد.
وتكون الأضحية خلال أيام النحر ولياليها، وتشمل ليلتين: ليلة اليوم الثاني (الحادي عشر من ذي الحجة) وليلة اليوم الثالث (الثاني عشر منه)، ولا تصح الأضحية في ليلة عيد الأضحى.
صفات الأضحية حسب المذهب الحنفي
للأضحية وفقاً للحنفية عدة صفات يجب أن تتوفر فيها، ومنها:
- يُسمح بالتضحية بالغنم، والبقر، والإبل، ولا تُقبل الحيوانات البرية. وفي حال كان الحيوان نتاج تزاوج بين إنسي ووحشي، فإن العبرة تكون بالأم.
- يجوز ذبح الماعز كونه من أنواع الغنم، وكذلك الجاموس كأحد أنواع البقر.
- يجب أن يكون عمر الأضحية، إذا كانت ماعز أو غنماً، قد أكمل السنة ودخل في السنة الثانية. وإذا كانت بقرة أو جاموس، ينبغي أن تكون قد أتمت السنتين ودخلت في السنة الثالثة، بينما يتطلب أن يكون عمر الإبل قد تجاوز الخمس سنوات ودخل في السنة السادسة.
- يمكن ذبح الجذع من الضأن إذا كان عظيماً، أي بعمر ستة أشهر.
- من الصفات المستحبة للأضحية: أن تكون كبشاً سميناً، أقرن، أملح، أبيض، ويفضل أن يكون فحلاً أو خصياً، حيث يُعتبر الخصي أفضل وفقاً للحنفية.
مندوبات الأضحية للمذهب الحنفي
يستحب للمضحي أن يقوم بعدة أعمال قبل التضحية، منها: ربط الأضحية قبيل أيام النحر، مما يعكس الاستعداد للقربة وإظهار الرغبة لها، ويكسب المضحي أجر وثواب. كما يُفضل أن يقلد الأضحية ويجللها كعلامة للتعظيم، وأن يسوقها إلى المذبح برفق وليس بعنف، ويجب أن لا يسحبها من رجلها، ويفضل أن يذبحها بنفسه.
مكروهات الأضحية وفقاً للحنفية
يُكره للمضحي أن يقوم بحلب الأضحية أو جز صوفها أو الاستفادة منها كركوب أو حمل، كما يُسمح بالحلب فقط إذا كان هناك خوف على حياتها، فيقوم بحلبها وصدقة لبنها. ويعود السبب وراء ذلك إلى أن الانتفاع بالأضحية يُعد نقصاً فيها، حيث ينبغي أن تكون الأضحية كاملة لوجه الله – سبحانه وتعالى -.
اترك تعليقاً