أحمد بن حنبل: سيرته وأثره في الفقه الإسلامي
On 10:29 م by علي السعيديأحمد بن حنبل
أحمد بن حنبل هو عالم محدِّث وفقيه مسلم، ويُعتبر الإمام الرابع من أئمة أهل الجماعة والسنة. أسس المذهب الحنبلي، ويتميز بحفظه القوي، وعلمه الغزير، إضافةً إلى صفاته الطيبة مثل التواضع، والصبر، والتسامح، ما جعله محل إعجاب بين العديد من علماء الدين، مثل الإمام الشافعي. يجب الإشارة إلى أنه عارض الرأي القائل بأن القرآن الكريم مخلوق، مما أدى به إلى التعذيب والسجن، وكانت هذه المحنة من أصعب ما واجهه في حياته. في هذا المقال، سنتناول المزيد عن سيرته ومكانته.
اسم ونسب أحمد بن حنبل
هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. ينتمي أحمد بن حنبل إلى شيبان بن ذهل، ويُذكر أن والدته هي صفية بنت ميمونة، التي تعود إلى عبد الملك بن سوادة الشيباني، والذي كان من وجوه بني شيبان.
مولد أحمد بن حنبل وأسرته
وُلد أحمد بن حنبل في شهر ربيع الأول عام 164هـ، ويتفق الرواة على توقيت ولادته، على الرغم من تباين الآراء بشأن مكان ولادته. يعتقد أنه وُلد إما في مرو، مكان عمل والده، أو في بغداد بعد أن انتقلت والدته حاملاً به. ومع ذلك، فإن معظم المؤرخين يرجحون ولادته في بغداد.
يُعتبر أحمد بن حنبل عربي النسب، وينتمي إلى قبيلة ذهل من بني بكر بن وائل، إحدى القبائل العدنانية التي يفترض أن لها اتصال بنسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتشتهر هذه القبيلة بقيمها من مثل الكرم والهمّة، وقد كانت من أهم القبائل في الفترتين الجاهلية والإسلامية.
نشأة أحمد بن حنبل
نشأ أحمد بن حنبل يتيماً بعد وفاة والده في سن مبكرة. تربت عليه والدته في كنف عائلة والده، التي عاشت في بغداد. ترك له والده منزلاً وموارد تكفيه. وقد نشأ في بيئة تزخر بالعلم والفنون، مما ساعد على تطوره الفكري والديني، حيث تشتمل بغداد على عدد من العلماء والمحدثين.
عُكف أحمد بن حنبل على دراسة العلوم اللازمة، مثل الحديث والقرآن واللغة، وقد حفظ القرآن في صغره، مما أظهر أمانته وتقاه. كما قام بتعلم الكتابة والتحرير، مما جعله موضع ثقة بين الناس، وبدأ الكثيرون يعتبرونه قدوة لأبنائهم.
طلب أحمد بن حنبل للحديث النبوي
في مسيرته، خُيِّر أحمد بين أن يكون فقيهاً أو محدثاً. في بداية الأمر، اختار الاتجاه نحو الفقه، حيث درس على يد القاضي أبو يوسف. ولكن سرعان ما اتجه نحو علم الحديث، الذي أصبح تخصصه لاحقاً.
أخلاق أحمد بن حنبل وصفاته
- الورع والزهد: عُرف أحمد بن حنبل بتواضعه وكثرة عبادته، حيث كان يصوم حتى في أوقات الشدائد، وقد اشتهر بالصبر والقدرة على التحمل.
- غزارة العلم: كان له باعٌ طويل في العلم، إذ اشتهر بكفاءته في الحديث، وكانت له معرفة باللغة الفارسية.
- قوة الحفظ: يتميز أحمد بقوة ذاكرته، حيث أثبتت الروايات قدرته على حفظ أعداد هائلة من الأحاديث النبوية.
- الصبر: عُرف كونه شخصًا صابرًا يتحمل الأذى، ويجمع بين المجد والكرامة.
- التواضع: كان يتسم بالتواضع والرغبة في مساعدة الآخرين، كما كان يحترم الجميع دون تمييز.
- الهيبة: اكتسب أحمد بن حنبل هيبة ومكانة كبيرة بين الجميع، بما في ذلك طلابه وأساتذته.
- صفاته الشكلية: كانت ملامحه جميلة ولحيته أحيوية، بجانب ارتداءه لثياب نظيفة وبسيطة.
وفاة أحمد بن حنبل
توفي ابن حنبل في يوم الجمعة، 12 ربيع الأول عام 241 هـ، عن عمر يناهز 77 عاماً. ودفن في منطقة الحيدرخانة ببغداد. تم نقل رفاته إلى مسجد عارف آغا إثر الفيضان الذي حصل في نهر دجلة عام 1937م.
اترك تعليقاً