أروع قصائد الشاعر أبو تمام
On 2:45 م by هدى الشارخأفضل الأيام العقيق وأجملها
عيشوا أيام العقيق بأفضل وأجمل ما يمكن.
والتواجد في ظلالها المدهشة
وادعوا في مصيفها التي توفر الظل.
سرب من المها وزهور ربيعها المتألقة
أصلاً كبرد العصبة مضيئة في وقت الضحى.
تفوح برائحة ريحان الحدائق العطرة
وظلالها المتألقة تتلألأ كخُرِدٍ.
بويض كواعب تتسم بالغموض والفتنة
وأغاني من دُعجِ الظباء التي تتغير.
استبدلت بمغاني تتسم بالتجديد
لله كانت ليلتنا، وكانت تلك الليلة
خزينة لنا وسط الأودية والسبل.
قالت، وقد أمالت كفها إلى كفها
حلاً، وليس كل الحلال طيباً.
فاستمتعت بشمس إذا غُيبت، وظهرت
من نورها فكأنها لم تُحجب أبداً.
وإذا رنتْ، خلت الظباءَ أنجبتها
ربيعاً واستُرضعت في الربيع.
إنسية إن تم التحقق من أنسابها
فقد كُنتُ قد أخبرت الزباء عندما أصبحت
عند حداية الزمان ومخلبه.
لمدينة غريبة أصبحت تئن من البلاء
فيها خطيب يُجيد اللسان المعرب.
فكأنما سكن الفناء عِراصها
أو صال فيها الدهر صولة غاضبة.
لكن أبناء طوق وطوقٌ من قبلهم
شيدوا المعالي بالثناء البارز.
فستخرب الدنيا وأبنيتها
العالية وقبابها التي لم تُخرَبِ.
رفعت بأيام الطعان ومذوقها
مثل لون رقيق للسمحة الزاهية.
يا من تطلب مسعاتهم، لتنالها
هيهات، من غبار ذلك الموكب!
أنت المعني بغواني تتوق
لغاية مودة أكبر، برأسٍ مشيب.
وطىء الخطوب وكف عن غلوائها
عمر بن طوق نجم أهل المغرب.
بالمشاركة والمودة إذا انتمى
في يوم الفخار، ثريُ يموه المنصب.
في معدن الشرف الذي من حليته،
سُبكت مكارم تغلب ابنة تغلب.
قد ذكرت في غلس الدجى لعصابةٍ
طلبت أبا حفصٍ في حظ الأركب.
الكوكب الجشمي نصب أعينكم
فاستوضِحوا إيضاحاً ذلك الكوكب.
يُعطي عطاء المحسن الخَضِل النَّدا
عفواً ويعتذر اعتذار المذنب.
ومرحباً بالزائرين ووجهه
يغنيك عن أهلٍ لديهم ومغربي.
يغدو مؤملاً إذا ما حط في
أكنافه رحل المكِل المُلغب.
سلس اللين والرجاء ببابه
كتب المنى ممتد ظلال الطلب.
الجد شيمته وفيه فكاهةٌ
سجعٌ ولاجادٌ لمن لم يلعب.
شرسٌ ويتبع ذلك لين خَلِيقةٍ
لا خير في الصهباء ما لم تُقطب.
صلبٌ إذا اعوج الزمان ولم يكن
ليُلِين صلب الخطب من لم يصلب.
الود للقربى ولكن عُرفه
للأبعاد الأوطان دون الأقرب.
وكذلك عتاب بن سعدٍ أصبحوا
وهم زِمام زماننا المتقلب.
هم رهط من أَمسى بعيداً رهطه
وبنو أبي رجلٍ بغير بني أبٍ
ومنافس عمر بن طوق ما له
من ضغنه غير الحصى والأثلب.
تُعَب الخلفاء والعطاء ولم يكن
بالمستريح العرض من لم يتعب.
شحوبه في المجد أشرق وجهه
لا يستنير فعال من لم يشحب.
بحرٌ يطمُ على العفاة وإن تهج
ريح السؤال بموجه يغلو ليب.
والشول ما حُلبت تدفقت رسلها
وتجف درتها إذا لم تُحلب.
يا عقب طوقٍ أي عقب عشيرةٍ
أنتم وربت معقب لم يعقب.
قيدت من عمر بن طوق همتي
بالحول الثابت الجنان القلّب.
نفقت المديح ببابه فكسوته
عقداً من الياقوت غير مثقب.
أولى المديح بأن يكون مهذباً
ما كان منه في أغر مهذب.
غربت خلايقه وأغرب شاعرٌ
فيه فأحسن مغربٌ في مغرب.
لمّا كُرمت نطقت فيك بمنطقٍ
حق فلم آثم ولم أتحوب.
ومتى امتدحت سواك كنت متى يضِق
عني له صدق المقالة أَكذب.
إن عهداً لو تعلمان ذميما
إن عهداً لو تعلمان ذميما
أن تناما عن ليلتي أو تنيما.
كنت أرعى البدور حتى إذا ما
فارَقوني أمسيت أرعى النجوم.
قد مررنا بالدار وهي خلاء
وبكينا طلولها والرسوم.
وسألنا رُبوعها فانصرفنا
بسقام وما سألنا حكيماً.
أصبحت روضة الشباب هشيماً
وغدت ريحه البليل سمومًا.
شعلة في المفارق استودعتني
في صميم الفؤاد ثكلاً صميماً.
تستثير الهموم ما اكتن منها
صُعُداً وهي تستثير الهموم.
غرة بُهمةٌ ألا إنما كُن
تُ أغرّاً أيام كنت بهيماً.
دقة في الحياة تدعى جلالاً
مثله كما سمي اللديغ سليما.
حلمتني زعمتم وأراني
قبل هذا التحليم كنت حليماً.
من رأى بارقاً سرى صامتياً
جاد نجدًا سهولها والحزومة.
يوسفياً محمّدياً حفيّاً
بذليل الثرى رؤوفاً رحيماً.
فَسَقى طَيِّئاً وكلباً ودوداً
نَ وقيسًا ووايلاً وتميمًا.
لن ينل العُلا خصوصاً من الفت
يان من لم يكن نداه عموماً.
نشأت من يمينه نفحاتٌ
ما عليها ألَّا تكون غيوماً.
ألبست نجدًا الصنائع لا شيئًا
ولا جَنبةً ولا قيسوما.
كرمت راحته في أزماتٍ
كان صوب الغمام فيها لئيمًا.
لا رزَينا ما ألذ إذا هزّ
وأندى كفًا وأكرم خيمًا.
وجه العيس وهي عيسٌ إلى اللَـ
هي فآلت مثل القسي حطيمًا.
وأحق الأقوام أن يقضي الدين
ثم لمّا عَلاه صار أديماً.
لم يُحدث نفساً بمكة حتى
جازت الكهف خيله والرقيمًا.
حرَم الدين زاره بعد أن لم
يبقِ للكفر والضلال حريماً.
حين عفى مقام إبليس سامي
بالمطايا مقام إبراهيمًا.
حطم الشرك حطمةً ذكّرتهُ
في دجى الليل زامزامًا والحطيمًا.
فاض فيض الأتي حتى غدا المو
سِمًا من فضل سَيّبه موسوماً.
قد بلونا أبا سعيد حديثاً
وبلونا أبا سعيد قديمًا.
وردناه ساحلاً وقليبًا
ورعِيناه بارضاً وجميماً.
فعلمنا أنّ ليس إلا بشق النفس
صار الكريم يُدعى كريما.
طلب المجد يورث المرءَ خبلاً
وهموماً تقضقض الحيزوما.
فتراهُ وهو الخَلِيُ شجياً
وترى وهو الصحيح سقيما.
تجد المجد في البرية مُثوثراً
وتلقاه عنده منظوماً.
تيمّته العلى فليس يعدّ ال
بؤس بؤساً ولا النعيم نعيماً.
وتؤام الندى يرعى الكرم و
للرّدي في أكثر المواطن لوماً.
كلما زُرتُه وجدتُ لديهِ
نَسَباً ظاعناً ومجداً مقيماً.
أجدَر الناس أن يُرى وهو مغبو
نٍ وهيهات أن يُرى مَظلوماً.
كل حالٍ تَلقيه فيها ولكن
ليس يُلقى في حالة مذموماً.
وإذا كان عارض الموت سحّا
خضلاً بالردى أجشّ هزيماً.
في ضرام من الوغى وإشتعال
تحسب الجو منهما مهموماً.
واكتست ضمر الجياد المذاكي
من لباس الهيجاء دماً وحميماً.
في مكرٍ تلوكها الحرب فيهِ
وهي مُقوّرةٌ تلوك الشكيما.
قمت فيها بحجة الله لمّا
أن جعلت السُيوف عنك خصوما.
فتح الله في اللواء لك الخا
في يوم الاثنين فتحاً عظيماً.
حومته ريح الجنوب ولن يُحم
د صيد الشاهين حتى يحوما.
في عذاءة مهضوبة كان فيها
ناضر الروض للسحاب نديماً.
لُيِّنت مُزنُها فكانت رهاماً
وسجت ريحها فكانت نسيمًا.
نعمة الله فيك لا أسأل الله
إليها نعماً سوى أن تدومًا.
ولو أني فعلتُ كنت كمن يس
ألَهُ وهو قائمٌ أن يقومَا.
ديمة سمحة القياد سكوب
ديمة سمحة القياد سكوب
مستغيث بها الثرى المكروب.
لو سعت بقعة لإعظام نعمى
لسعى نحوها المكان الجديب.
لذ شؤبوبها وطاب، لو تس
طيع قامت فعانقتها القلوب.
فهي ماء يجري وماء يليه
وعزَال تهمي وأخريات تذوب.
كشف الروض رأسه واستسرّ
المحل منها كما استسَرّ المُريب.
فإذا الرائي بعد محلٍ وجرجا
لدَيْها يبرين أو ملحوب.
أيها الغيث حي أهلاً بمغدا
وعند السرى وحين تؤوب.
لأبي جعفرٍ خلائق تحكي
هن قد يُشبه النجيب النجيب.
أنت فينا في ذا الأوان غريب
وهو فينا في كل وقت غريب.
ضاحك في وعائب الدهر طلق
وملوك يبكين حين تنوب.
فإذا الخطب راث نال الندى والبذل
منه ما لا تنال الخطوب.
خلق مشرق ورأي حسام
وداد عذب وريح جنوب.
كل يوم له وكل أوان
خلق ضاحك ومال كئيب.
إن تقاربه أو تباعده ما لم
تأتِ فحشاء فهو منك قريب.
ما التقى وفره ونائله منذ
كان إلا ووفْره المغلوب.
فهو مدن للجود وهو بغيد
وهو مقص للمال وهو حبيب.
يأخذ الزائرين قسراً ولو كفّ
م دعاهم إليه وادٍ خصيب.
غير أن الرامي المسدد يحتا
ط مع العلم أنه سيصيب.
اترك تعليقاً