أروع قصائد الشاعر ابن زيدون
On 9:15 ص by يوسف السعيدقصيدة أيها البدر الذي
أيها البدر الذي
يملأ عيني من تأمل،
حمل القلب تبريرات التجني، فتحمل.
ليس لي صبر جميل،
غير أنني أتجمل.
ثم لا يأس، فكم قد نيل أمرٌ لم يؤمل.
قصيدة سأحب أعدائي لأنك منهم
سأحب أعدائي لأنكِ منهم،
يا من يصح بمقلتيه، ويسقم.
أصبحت تُسخطني، فأمنحك الرضا
محضاً، وتظلميني، فلا أتعذب.
يا من تآلف ليله ونهاره،
فالحُسن بينهما مضيء، مظلم.
قد كان، في شكوى الصبابة، راحة،
لو أنني أشكو إلى من يرحم.
قصيدة ما ضر لو أنك لي راحم
ما ضر لو أنك لي راحم؛
وعلتي أنت بها عالم.
يهنئك، يا سؤلي ويا بغيتي،
أنك مما أشتكي سالم.
تضحك في الحب، وأبكي أنا،
أعوذ بالله، فيما بيننا، حاكم.
أقول لما طار عني الكرى
قول مُعَنى، قلبه هائم:
يا نائماً، أيقظني حبه،
هب لي رقاداً أيها النائم!
قصيدة متى أبثك ما بي
متى أبثك ما بي،
يا راحتي وعذابي؟
متى ينوب لساني،
في شرحه، عن كتابي؟
الله يعلم أني
أصبحت فيك لما بي،
فلا يطيب طعامي؛
ولا يسوغ شرابي.
يا فتنة المتقري،
وحجة المتصابي.
الشمس أنت توارت،
عن ناظري، بالحجاب.
ما البدر، شفّ سناءه
على رقيق السحاب،
إلا كلوجهك، لما
أضاء تحت النقاب.
قصيدة سأقنع منك بلحظ البصر
سأقنع منك بلحظ البصر،
وأرضى بتسليمك المختصر.
ولا أتخطى التماسات المنى،
ولا أتعدى اختلاس النظر.
أصونك من لحظات الظنون،
وأعليك عن خطرات الفكر.
وأحذر من لحظات الرقيب،
وقد يستدام الهوى بالحذر.
قصيدة شكوى وعتاب
ما على ظني باس،
يجراح الدهر وياس.
ربما أشرف بالمرة،
على الآمال، ياس.
ولقد ينجك إغفالة،
ويرديك احتراس.
والمحاذير سهام؛
والمقادير قياس.
ولكم أجد قعود؛
ولكم أكدى التماس.
وكذا الدهر إذا ما
عزّ ناس، ذلّ ناس.
وبنوا الأيام أخيار:
سراة وخساس.
نلبس الدنيا، ولكن،
متعة ذاك اللباس.
يا أبا حفص وما سواك،
في فهم، إياس.
من سنا رأيك لي، في
غسق الحطب، اقتباس.
وودي لك نصٌ،
لم يخالفه قياس.
أنا حيران، وللأمر
وضوح والتباس.
ما ترى في معشر حالوا
عن العهد، وخاسوا.
ورأوني سامرياً
يتقى منه الماس.
أذؤب هامت بلحمي،
فانتهاب وانتقاس.
كلهم يسأل عن حالي
وللذئب اعتساسة.
إن قسى الدهر فللماء
من الصخر انبجاس.
ولئن أمسيت محبوساً،
فللغيث احتباس.
يلبد الورد السنبلة،
وله بعد افتراس.
فتأمل! كيف يغشى
مقلة المجد النعاس؟
ويفتّ المسك في التراب،
فيوطا ويداس؟
لا يكن عهدك ورداً!
إن عهدِي لك آس.
وأدر ذكرِي كأساً،
ما امتطت كفك كاس.
وا اغتنم صفو الليالي؛
إنما العيش اختلاس.
وعسى أن يسمح الدهر،
فقد طال الشماس.
قصيدة لا افتتان كافتتاني
لا افتنان كافتناني
في حلى الظرف الحسان.
خصني بالأدب الله،
فأعلى فيه شاني.
خاطري أنفد، مهما
قيس، من حد السنان.
أيّهضا المرسل أطيار
المعمى لامتحاني.
هاك، كي تزداد في الأداب،
علماً بمكاني.
قد أتتنا الطير تشدو
بعض أبيات الأغاني.
برطانات قضتنا
ما اقتضتنا من بيان.
إن تغنى البلبل اهتاج
غناء الورشان.
فتأدى منه بيتا
غزل منفردان.
لمحب في حبيب،
عنه ناءٍ منه داني.
يا بعيد الدار، موصولاً
بقلبى ولساني.
ربما باعدك الدهر،
فأدنتك الأماني.
قصيدة جاءتك وافدة الشمول
جاءتك وافدة الشمول،
في المنظر الحسن، الجميل.
لم تحظ، ذائبة، لديك،
ولم تنل حظ القبول.
فتجامدت، محتالً،
والمرء يعجز لا الحويل.
لولا انقلاب العين سدت،
دون بغيتها، السبيل.
لهجرتها صفاء في
بيضاء، هاجرها قليل.
الكأس من رأد الضحى؛
والراح من طفل الأصيل.
آثرت عائدة التق،
ورغبت في الأجر الجزيل.
يا أيها الملك، الذي
ما في الملوك له عديل.
يا ماء مزنٍ، يا شهاب
دجنة، يا ليث غيل.
يا من عجبنا أن يجود،
بمثله، الزمن البخيل.
بشرىك دنيا غضّة،
في ظِل إقبال ظليل.
رقّت، كما سال العذَرُ
بجانب الخد الأسيل.
وتأودت، كالغصن، قابلاً
عطفه، نفس القبول.
يصبي مقبلها الشهيد،
ولحظها الساجي العليل.
فتمليها في العزة القعساء،
والعمر الطويل.
اترك تعليقاً