أسباب اختفاء الديناصورات من كوكب الأرض
On 7:49 م by سماء الهاشميأسباب محتملة وراء انقراض الديناصورات
عاشت الديناصورات (بالإنجليزية: dinosaurs) على كوكب الأرض خلال العصر الطباشيري قبل حوالي 65 مليون سنة، واستمر وجودها لما يزيد عن 230 مليون سنة. وتوفر العظام الأحفورية المكتشفة في الطبقات الصخرية دليلًا قاطعًا على وجودها.
تشير الدراسات إلى أن الديناصورات اختفت في بداية العصر الباليوجيني (بالإنجليزية: the Paleogene)، مع بعض الكائنات البحرية مثل الموساصور (بالإنجليزية: mosasaurs)، ودلت الأبحاث على وجود انخفاض ملحوظ في التنوع البيولوجي على الأرض، نتيجة الحرائق التي اجتاحت الغابات العالمية.
رغم الغموض الذي يحيط بأسباب انقراض الديناصورات، هناك عدة عوامل يمكن أن تكون قد ساهمت في ذلك، مثل التغير المناخي، انتشار الأمراض، تغيير الغطاء النباتي، أحداث جيولوجية، واختلالات في السلاسل الغذائية.
توجد العديد من النظريات التي تفسر انقراض الديناصورات، مما أثار جدلاً واسعًا بين علماء الأرض، الذين سعوا لتأكيد أو دحض هذه النظريات، ومنها:
اصطدام نيزك عملاق بكوكب الأرض
تُعد فرضية الفاريز (بالإنجليزية: the Alvarez hypothesis) من أبرز النظريات التي تفسر انقراض الديناصورات، وقد طرحها العالمان لويس الفاريز (Luis Alvarez) ووالتر الفاريز (Walter Alvarez) عام 1980. تشرح هذه النظرية أن سبب انقراض الديناصورات يعود إلى اصطدام نيزك كبير بالأرض قبل 66 مليون سنة، ما أدى إلى تلوث الغلاف الجوي بالغبار والغازات والحطام، مما أثر على المناخ بشكل كبير. وهنا بعض الأدلة التي تدعم هذه النظرية:
- الدليل الأول:
تم اكتشاف كمية كبيرة من معدن الإيريديوم (بالإنجليزية: iridium) في الحدود الفاصلة بين طبقة العصر الطباشيري والباليوجيني، وهي منطقة تغطي الطبقة الصخرية التي تحتوي على الهياكل الأحفورية للديناصورات. يُعرف أن عنصر الإيريديوم يتواجد بكثرة في النيازك.
- الدليل الثاني:
وجود فوهة (Chicxulub) بعرض 93 ميلاً على ساحل شبه جزيرة (Yucatán) في المكسيك. وفي عام 2019، تم اكتشاف بقايا نظام بيئي في ولاية نورث داكوتا قرب حدود نهاية طبقة العصر الطباشيري، مما يشير إلى نشاط بيئي قبل الانقراض الجماعي.
- الدليل الثالث:
وجود قطع من الزجاج (tektites) في الطبقة الأحفورية، وهي كتل من الصخور المنصهرة الناتجة عن اصطدام النيزك بالأرض، التي تجمدت في الغلاف الجوي ثم هطلت على الأرض.
من المهم الإشارة إلى أن لجنة دولية تضم 41 خبيرًا في علوم الأرض والحفريات قامت في عام 2010 بمراجعة جميع البيانات التي جمعها الفاريز ووالتر، مما أثبت صحة النظرية بعد جدل استمر 30 عامًا حول أسباب الانقراض.
الغازات البركانية السامة والغبار على سطح الأرض
يعتقد العلماء أن النشاط البركاني المستمر على مر الزمن كان له دور في انقراض الديناصورات. تشير هذه النظرية إلى أن الصخور البركانية التي تغطي مساحة 517,997.57 كيلومتر مربع على عمق 1,828.8م نشأت من تدفقات الحمم البركانية، ما أطلق غازات سامة مثل ثاني أكسيد الكربون والغبار في الغلاف الجوي، مما أحدث تغييرات مناخية هامة. وقد دحضت هذه النظرية بعض الأدلة التي تفيد بأن درجة حرارة الأرض كانت تتغير قبل حدوث الاصطدام أي نيزك، مما يشير إلى أن النشاط البركاني قد يكون العامل الأكثر تأثيرًا في انقراض الديناصورات، وفقًا لدراسة أجريت عام 2019.
اختلال في السلسلة الغذائية
أشار العلماء إلى أن هناك حدثًا بيولوجيًا أدى إلى تدهور التنوع البيولوجي على الكوكب، مما تسبب في موت عدد كبير من الكائنات الحية. وقد أدى ذلك إلى تراجع المصادر الغذائية التي تعتمد عليها هذه الكائنات، مما نتج عنه اختلال في السلسلة الغذائية، وأثر ذلك بشكل مباشر على الديناصورات.
الإصابة بالأمراض
عبر الدراسات الأحفورية والتصوير المقطعي المحوسب، اكتشف العلماء أن الديناصورات كانت تتعرض لمجموعة متنوعة من الأمراض. وقد أظهرت الأبحاث وجود تشوهات في عظام الديناصورات نتيجة لأمراض أو لأسباب جيولوجية أخرى، ما يتطلب مزيدًا من البحث من قبل مختصين في مجالات متعددة. كما وُجدت كسور في عظام الديناصورات بسبب التصادمات مع أجسام كبيرة، كما في حالة ديناصور (Parasaurolophus walkeri) الذي وُجد لديه كسور في عموده الفقري.
كذلك، تم الكشف عن إصابة الديناصورات بأمراض متعددة مثل النقرس، السرطان، والأمراض الرئوية، مما أدى إلى انخفاض أعدادها. وقد ساهمت دراسة علم الأمراض القديمة في تحديد طبيعة الأمراض وأثرها على الكائنات الحية.
التغير المناخي
يبدو أن التغير المناخي كان له دور بارز في انقراض الديناصورات. يفترض العلماء أن هذا التغير نجم عن واحد من حدثين: إما اصطدام النيزك بالأرض، أو النشاط البركاني، مما أدى إلى انبعاث الغازات والجسيمات الضارة إلى الغلاف الجوي، وذلك نتيجة الحرائق التي نشبت، حيث حجبت أشعة الشمس.
وقد أثرت تلك الحرائق على كوكب الأرض وجعلته تحت وطأة الظلام لعدة سنوات، الأمر الذي أدى إلى تدهور عملية البناء الضوئي في النباتات، وبالتالي انخفاض درجة حرارة الأرض، ما أسفر عن موت العديد من النباتات التي لم تتمكن من التكيف مع درجات الحرارة المنخفضة. ونظراً لأن هذه النباتات تشكل غذاء أساسي للعديد من الكائنات الحية، فقد كان لذلك تأثير مباشر أيضًا على الديناصورات، مما ساهم في انقراضها.
اترك تعليقاً