أسباب الفقر وطرق معالجته
On 1:53 م by ليلى ممدوحأسباب الفقر
أسباب ترتبط بالفرد والمجتمع
نقص الماء والغذاء
يعاني أكثر من 800 مليون إنسان حول العالم من الجوع، بينما يفتقر أكثر من ملياري شخص إلى مصادر المياه الصالحة للشرب في منازلهم. يُعتبر تفشي الجوع ونقص المياه من العوامل الرئيسية التي تسهم في انتشار الفقر. فعندما لا يتلقى الفرد غذاءً كافياً، فإنه يفتقر للطاقات اللازمة لأداء متطلبات العمل، مما قد ينتهي بفقدانه لوظيفته. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي نقص الغذاء ونقص المياه النظيفة إلى تفشي الأمراض، مما يضطر الأفراد للحصول على الرعاية الصحية اللازمة، وبالتالي تتحمل الأسر ذات الدخل المنخفض تكاليف مالية قد تنقلهم من حالة الفقر العادية إلى فقر أكثر حدة. وفي بعض المجتمعات الريفية، تقضي الفتيات ما يقارب 200 مليون ساعة يومياً في نقل المياه النظيفة من مصادرها المحدودة إلى منازلهن، مما يعني إهدار وقت ثمين كان يمكن استخدامه للعمل أو التعليم.
الحروب والكوارث
تُعتبر هجرة العديد من الأسر من أوطانها بسبب الظروف السياسية غير المستقرة، وما يتبع ذلك من فقدان المنازل والوظائف، من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تزايد الفقر، خصوصاً بين المشردين. وفي البلدان التي تعاني من الحروب الأهلية، تنخفض مستويات الإنتاجية ويقل الناتج القومي نتيجة عدم الاستقرار. كما أن فقدان الاستقرار السياسي يتسبب في عزوف المستثمرين، مما يؤدي إلى تدهور الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والمياه. كما أشار الباحث ديلس ويليامز في مشروع بورجين إلى أن “أشد بلدان العالم فقراً هي تلك التي تعرضت للحروب الأهلية والفوضى السياسية، حيث تفتقر هذه الدول لحكومات قوية تحمي المواطنين من العنف.”
ضعف التعليم
يمكن اعتبار انخفاض مستويات التعليم من العوامل الرئيسية التي تسهم في تفشي الفقر. على الرغم من أن ليس كل الأشخاص غير المتعلمين يعانون من الفقر، إلا أن ضعف التعليم يعد من العوامل المهمة للوصول إلى هذه الحالة. يُعتبر التعليم مدخلاً أساسياً للحصول على فرص عمل في عالم يشهد تقدمًا مستمرًا. وقد أفادت منظمة اليونسكو أنه يمكن حماية 171 مليون شخص من الفقر المدقع بمجرد اكتسابهم المهارات الأساسية في القراءة، مما يدل على أن زيادة معدلات التعليم تساهم في تقليص الفقر إلى النصف.
الزراعة التقليدية
توجهت الدول المتقدمة نحو تطوير الزراعة من خلال إنشاء قطاعات زراعية ذات كفاءة أعلى. ولهذا، انتقل عدد كبير من العمال من الزراعة إلى القطاع الصناعي، بينما لا تزال البلدان النامية تعتمد بشكل كبير على الزراعة، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار السلع الزراعية ويفرض ضغطًا على وضع المزارعين الاقتصادي، ويزيد عدد الفقراء، مما يمثل تهديداً لاستقرار البلاد.
تدني الأجور
يُعتبر انعدام أو انخفاض الدخل من الأسباب الرئيسية للفقر. ويعود تدني الدخل إلى انخفاض الحد الأدنى للأجور أو اجبار الأفراد على العمل في وظائف بأجور متدنية. رغم أن البطالة والفقر مترابطان، إلا أن البنك الدولي نفى كون البطالة السبب الرئيسي للفقر. وقد أظهر دراسة للبنك أن 6% فقط من الفقراء في إحدى الدول العربية هم من العاطلين عن العمل.
تغير المناخ
يؤكد البنك الدولي أن تغير المناخ قد يدفع 100 مليون إنسان إلى الفقر المدقع خلال العقد المقبل. فالكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات تؤثر بشكل أكبر على المجتمعات الفقيرة، لأن الغالبية العظمى من الفقراء يعتمدون على الزراعة وصيد الأسماك، وعادة ما يكون لديهم احتياطي غذائي يكفيهم لموسم واحد فقط. وعند حدوث أي كارثة طبيعية، يفتقد هؤلاء الموارد اللازمة ويصبحون أكثر عرضة للفقر.
التمييز الاجتماعي
تُعتبر النساء أكثر عرضة للفقر مقارنة بالرجال، حيث يتقاضين عادةً أجور أقل في وظائفهم. كما أن الفجوة في الأجور بين النساء والرجال في أدوار عمل متساوية أيضاً تُساهم في هذه المعاناة.
سوء الحالة الصحية
يمكن أن تؤدي المشاكل الصحية مثل العجز أو الأمراض إلى صعوبات في الوصول إلى العمل، مما يتسبب في تكاليف مالية إضافية يومية للحصول على العلاج.
البحث عن العمل
يُعتبر كون الشخص عضواً في أقلية أو مجموعة مهاجرة أحد أسباب الفقر، حيث قد يتعرض للتمييز العنصري مما يعيق فرصته في الحصول على الوظائف أو الوصول للخدمات الأساسية.
عدد أفراد الأسرة
تكون الأسر الكبيرة أكثر عرضة للفقر، خاصةً إذا كان المعيل الوحيد هو الأب، مما يجعل من الصعب تغطية احتياجاتها العديدة.
أسباب تتعلق بنوع الفقر
الفقر الدوري
يُعرّف الفقر الدوري بأنه الفقر الذي يحدث بشكل متكرر خلال فترة محددة، حيث ينتج عن نقص الغذاء المؤقت أو الكوارث الطبيعية. في المجتمعات الصناعية، يكون السبب الرئيسي هو البطالة خلال فترات الركود.
الفقر الجماعي
الفقر الجماعي هو نقص دائم نسبيًا في توفر الاحتياجات الأساسية للحياة، حيث يُظهر تأثيرًا واسع النطاق على المجتمع. ينتقل هذا الفقر من جيل إلى جيل ويرتبط بضعف الاقتصاد في الدول النامية.
الفقر المركّز
يظهر الفقر المركّز في مناطق تفتقر إلى النشاط الصناعي أو الزراعي، مما يؤدي إلى فقر دائم، حتى في الدول الصناعية الغنية نسبيًا.
الفقر الخاص بحالة معينة
يظهر الفقر الخاص بسبب إعاقات أو أمراض تمنع الأفراد أو الأسر من كسب العيش رغم وجودهم في بيئة غنية اقتصاديًا.
أسباب إضافية
هناك عوامل أخرى تؤدي إلى الفقر، ومنها:
- انخفاض معدل النمو الاقتصادي في العقود الأخيرة.
- تزايد الفجوة بين الأجور والوظائف المتاحة.
- العجز عن تجديد القطاع الزراعي.
- ارتفاع معدلات التضخم الاقتصادي خلال الأزمات.
- زيادة النمو السكاني.
- زيادة الفجوة الاقتصادية بين الأغنياء والفقراء.
- التعرض لظروف غير متوقعة مثل الأزمات الاقتصادية أو الكوارث الطبيعية.
الآثار الناتجة عن الفقر
أثر الفقر في الاقتصاد
يؤدي نقص التغذية الناتج عن الفقر إلى تدهور صحة الفرد وقدرته على العمل، مما يؤثر سلبًا على قوتهم العاملة والإنتاج الإجمالي. وقد أظهرت دراسات للأمم المتحدة أن الصحة الجيدة تعزز الإنتاجية وتقلل من أيام الغياب.
يؤثر الفقر أيضًا على الأطفال، حيث يعاني العديد منهم من قصور في التغذية مما قد يسبب مشاكل صحية مزمنة. الأطفال الذين يتلقون تغذية سليمة يوفرون إنتاجية أفضل في المدارس، مما يؤدي إلى تحسين فرص مستقبلهم.
أثر الفقر في التعليم
يُعتبر التعليم الممتاز مطلبًا صعبًا للمجتمعات الفقيرة بسبب التكاليف المتعلقة بالكتب والمواصلات. ونتيجة لذلك، يواجه الطلاب الفقراء صعوبات في التركيز على الدراسة بسبب الظروف المعيشية السيئة وسوء التغذية.
أثر الفقر في الصحة
تعيش الأسر في ظروف صحية سيئة تُعرّض الأطفال للإصابة بأمراض مختلفة. يموت العديد من الأطفال يوميًا بسبب الظروف المعيشية السيئة، حيث تعزز البيئات الصحية الجيدة صحة الأسرة وتقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السل والملاريا.
تتسبب الأمراض في خسائر اقتصادية كبيرة، حيث يُقدر أنه يتم فقدان مليارات الدولارات سنويًا بسبب سوء الصحة ونقص التوظيف. تتساقط التأثيرات السلبية على الاقتصادات المدعومة من أشخاص بحاجة إلى التنمية.
أثر الفقر الاجتماعي
وبناءً على هرم ماسلو للاحتياجات، لا يمكن للأفراد تلبية احتياجاتهم العليا كالتقدير وتحقيق الذات قبل إشباع احتياجاتهم الأساسية. ويؤدي الفقر إلى مشاعر اليأس والإحباط، ويضعف الشعور بالانتماء. يؤدي ذلك إلى تفكك الأسرة وزيادة مظاهر العنف نتيجة للفجوة الواسعة بين الأغنياء والفقراء.
ضرورة التركيز على ظاهرة الفقر
تشير الدراسات الاجتماعية إلى وجود تفاوت كبير في القدرات العقلية للأطفال بناءً على الوضع الاقتصادي لعائلاتهم. يواجه الأطفال المنتمون لأسر فقيرة صعوبات أكبر في اكتساب المهارات الأكاديمية، مما يعرضهم لاحقًا للبطالة. ولذا، يعد إيجاد حلول جذرية لمشكلة الفقر أمرًا حيويًا، لتجنب العديد من القضايا الاجتماعية مثل التشرد والتسول، خاصة بين الأطفال الذين يصبحون فريسة للإيذاء والاستغلال.
اليوم العالمي للقضاء على الفقر
يُعتبر 17 أكتوبر من كل عام اليوم العالمي للقضاء على الفقر، حيث يتم فيه تجديد الالتزام بالتضامن مع الفقراء. وقد تم اعتماد هذا اليوم بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 ديسمبر 1992، ليعود إلى عام 1987 عندما اجتمع أكثر من 100000 شخص في باريس دعماً لحقوق الإنسان ولتكريم ضحايا الفقر الشديد والعنف.
تعريف الفقر
الفقر يُعرف لغويًا بالعوز والحاجة، بعكس الغنى. وفقًا للإمام الشافعي، يُعتبر الفقراء من لا حرفة لهم أو من لا تلبي حرفتهم حاجاتهم. أما من منظور اقتصادي، يُنظر إلى الفقر على أنه نقص في الوسائل اللازمة لتلبية الحاجات الأساسية للبقاء، مثل الطعام والمأوى.
المفهوم العام للفقر هو عدم القدرة على توفير الحد الأدنى من مستوى المعيشة المطلوب، والذي يتضمن الغذاء، والمأوى، والملبس، والتعليم، والرعاية الصحية. تختلف تعريفات الفقر تبعًا لمعايير الثقافة والمكان والزمان، ويُعتبر الفقر حالة من الحرمان تعكس ضعف الاستهلاك وعدم القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية، وهو ما قد يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة والتعليم والسلوك الاجتماعي.
اترك تعليقاً