أسباب النحافة وطرق فعّالة لعلاجها
On 9:14 م by ياسمين العبداللهأسباب النحافة
يتميز العديد من الأفراد الذين يعانون من نقص الوزن بحالة صحية جيدة، ويعود سبب انخفاض الوزن إلى العديد من العوامل المتنوعة. إليكم أبرز الأسباب:
- العوامل الوراثية: إذا كان الشخص نحيفاً منذ فترة بلوغه، وكانت هذه النحافة موجودة بين بعض أفراد عائلته، فقد يكون معدل التمثيل الغذائي لديه أعلى من المعدل الطبيعي، كما يمكن أن تكون شهيته منخفضة بشكل طبيعي وغير مرضي، مما يؤدي إلى النحافة.
- النشاط البدني العالي: قد يؤثر التدريب المستمر والقاتل على الوزن، حيث يرتبط النشاط البدني المرتفع بنمط حياة نشط، على سبيل المثال، فإن الأشخاص الذين يقفون ويتحركون كثيراً يحرقون سعرات حرارية أكثر من أولئك الأكثر خمولاً.
- الأمراض الجسدية أو المُزمنة: قد تسبب بعض الأمراض التي تؤدي إلى الغثيان أو القيء أو الإسهال المستمر صعوبة في زيادة الوزن، كما قد تعمل حالات صحية أخرى على تقليل الشهية، مما يجعل الشخص لا يرغب في تناول الطعام.
تشمل هذه الأمراض حالة تعرف باسم فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، حيث ترتفع معدلات الأيض مما يؤدي إلى فقدان الوزن بطريقة غير صحية. كذلك، حساسية القمح، والمعروفة بمرض السيلياك (بالإنجليزية: Celiac disease)، وأيضاً مرض السكري، خاصة النوع الأول، السرطان، واضطرابات الأمعاء مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis).
- الأمراض النفسية: تؤثر اضطرابات الصحة النفسية على قدرة الشخص على تناول الطعام، مثل الاكتئاب، والقلق، واضطراب الوسواس القهري، واضطرابات الأكل التي سيتم توضيحها لاحقاً.
- تناول بعض الأدوية: يمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية الموصوفة أو التي لا تتطلب وصفة طبية إلى الغثيان وفقدان الشهية، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى فقدان الوزن. علاوة على ذلك، يمكن أن تسبب بعض العلاجات مثل العلاج الكيميائي انخفاض الشهية، مما يزيد من مشكلة فقدان الوزن الناتجة عن السرطان.
- اضطرابات الأكل: يمكن أن تؤثر اضطرابات الأكل على شهية الفرد ووجهة نظره حول جسمه، حيث قد تؤدي المخاوف والانطباعات السلبية إلى انتشار هذه الاضطرابات. يمكن أن تتسبب في مشاكل غذائية، ونقص في التغذية. تشمل الأمثلة على اضطرابات الأكل: الفُقدان الشهية العصابي (بالإنجليزية: Anorexia nervosa) حيث يتجنب الفرد تناول الطعام، أو يقيد تناوله بشدة، أو يقتصر على كميات قليلة جداً من أنواع معينة. يشعر الشخص أحيانًا بأنه يعاني من زيادة الوزن حتى لو كان يعاني من نقص شديد، ويرتبط باضطرابات الأكل مجموعة من الأعراض، والتي ينبغي تشجيع المريض على طلب المساعدة المهنية.
ومن بين الأعراض المرتبطة باضطرابات الأكل:
- فقدان الوزن المفاجئ وغير المبرر.
- رفض حضور المناسبات الاجتماعية.
- علامات التعب والإرهاق واضحة على الشخص.
- رفض تناول الطعام أمام الآخرين.
لمعرفة المزيد حول أسباب النحافة، يمكنكم قراءة مقال أسباب النحافة المفرطة.
خطوات للتخلص من النحافة
بينما قد تكون النحافة في كثير من الأحيان حالة طبيعية وصحية، فإن نقص الوزن يمكن أن يكون مصدر قلق في حال كان نتيجة سوء التغذية، أو إذا كانت المرأة حامل، أو في حال وجود مخاوف صحية أخرى. ينصح بالتوجه للطبيب أو اختصاصي التغذية لإجراء التقييمات اللازمة ووضع خطة لتحقيق الوزن المستهدف. فيما يلي خطوات فعالة لعلاج النحافة:
النظام الغذائي
يعتبر تناول سعرات حرارية تفوق ما يحرقه الجسم من أهم الأمور لزيادة الوزن. إذا كنت ترغب في اكتساب الوزن ببطء وثبات، يُنصح بزيادة 300-500 سعر حراري إلى احتياجاتك اليومية، بينما إذا كنت تسعى لاكتساب الوزن بسرعة، عليك زيادة 700-1000 سعر حراري. ويفضل اتباع نظام غذائي صحي شامل يتضمن:
- تناول الطعام بشكل متكرر: قد يشعر الأفراد الذين يعانون من نقص الوزن بالشبع بسرعة، لذا يُوصى بتناول 5-6 وجبات صغيرة بدلاً من 2-3 وجبات كبيرة، ويمكن أن تساعد الوجبات الصغيرة المتكررة على زيادة السعرات الحرارية وبالتالي تحفيز الوزن.
- اختيار الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية: من المهم تضمين الحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه، ومنتجات الألبان، والبروتينات الخالية من الدهون.
- اختيار المشروبات الصحية عالية السعرات: يُنصح بشرب الحليب كامل الدسم، والعصائر، والكوكتيلات المخلوطة مع منتجات الألبان والفواكه. هذه الخيارات تغني الجسم بالسعرات الحرارية والعناصر الغذائية بالمقارنة مع المشروبات الأخرى.
- تجنّب الأطعمة السريعة: يُفضّل الامتناع عن تناول الأطعمة المكثّرة بالدهون المشبعة والسكر لزيادة الوزن، مثل الشوكولاتة والحلويات، حيث تساهم في زيادة الكتلة الدهنية بدلاً من الكتلة العضلية.
- نصائح إضافية: ينبغي الالتزام بتناول ما لا يقل عن 5 حصص من الفواكه والخضروات يومياً، وتضمين مصادر الكربوهيدرات، مثل المعكرونة والأرز.
المكملات الغذائية
إذا لم يكن بإمكان الشخص تحقيق هدف زيادة الوزن عن طريق النظام الغذائي، فالمكملات الغذائية يمكن أن تكون خياراً جيداً. توجد مكملات متوافرة بنكهات متعددة مصممة لتوفير البروتينات والفيتامينات والسعرات الحرارية. من المهم تقديم المكملات الغذائية للأشخاص الذين تم تقييمهم وتبيّن أن لديهم سوء تغذية. يجب العمل على استشارة أخصائي تغذية لتحديد ما إذا كانت المكملات الغذائية ضرورية.
لمعرفة المزيد حول زيادة الوزن، يمكنكم مراجعة مقال نظام غذائي صحي لزيادة الوزن.
النشاط البدني
قد يشعر الأشخاص المصابون بالنحافة بالقلق من ممارسة التمارين الرياضية، لذا من المستحسن التواصل مع مختصين لتحديد ما إذا كانت الأنشطة البدنية مناسبة لهم بناء على احتياجاتهم الصحية الخاصة. ولكن طهي النشاط البدني إلى الروتين يمكن أن يمنح فوائد متعددة كتحسين القوة العضلية وزيادة الشهية. تتضمن إرشادات التمارين الرياضية للأشخاص ذوي الوزن المنخفض دمج الأنشطة التقليدية مثل تدريبات القوة وتدريبات مرونة.
وقد أكدت الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة على أهمية تجنب تمارين الكارديو عالية الكثافة للأشخاص ذوي الوزن المنخفض، إذ تحرق الكثير من السعرات الحرارية، بينما ينبغي التركيز على تمارين القوة مثل رفع الأثقال واليوغا لبناء الكتلة العضلية.
لمعرفة المزيد حول دور الرياضة في زيادة الوزن، يمكنكم العودة لمقال كيفية زيادة الوزن بالرياضة.
نصائح عامة
إليكم مجموعة من النصائح العامة التي تساعد على زيادة الوزن:
- الإقلاع عن التدخين: الأشخاص المدخنون يكون وزنهم عادةً أقل ويؤدي الإقلاع عن التدخين غالباً إلى زيادة الوزن.
- النوم الكافي: يعتبر النوم الجيد من العناصر الأساسية لنمو العضلات.
- المتابعة المستمرة: قد يكون من الصعب تغيير عادات الطعام، لذا يمكن أن تساعد المفكرة اليومية في تذكير الشخص بوجباته.
- تناول الطعام مع الأصدقاء والعائلة: قد تكون الأجواء الاجتماعية المحيطة بوجبات الطعام محفزاً لتناول المزيد.
- جدولة مواعيد الوجبات: يجب وضع لمواعيد تناول الطعام، خاصةً إذا كان الشخص لا يشعر بالجوع بشكل عادي.
تشخيص النحافة
تحدث النحافة عندما يكون وزن الجسم أقل من النطاق الصحي المطلوب، مما يؤثر سلبًا على صحة الجسم. أوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: CDC) باستخدام مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: BMI) كأداة لتحديد ما إذا كان شخص ما يعاني من النحافة أو يملك وزنًا صحيًا. يتم حسابه باستخدام المعادلة التالية:
مؤشر كتلة الجسم = الوزن (بالكيلوغرامات) ÷ الطول² (بالأمتار). استنادًا إلى النتيجة، يمكن تشخيص الحالة كما يلي:
- نقص الوزن: أقل من 18.5
- وزن طبيعي وصحي: 18.5-24.9
- زيادة الوزن: 25.0-29.9
- السمنة: 30 أو أكثر
مخاطر النحافة
كما تسمح زيادة الوزن بظهور عدة مشاكل صحية، يمكن أن ينجم عن نقص الوزن العديد من المخاطر كذلك. قد يؤدي نقص الوزن إلى عدم الحصول على العناصر الغذائية اللازمة لبناء العظام والجلد والشعر بشكل صحي، وفيما يلي بعض المخاطر الصحية المرتبطة بنقص الوزن أو سوء التغذية:
- سوء التغذية: قد يحدث نقص الوزن نتيجة لعدم تناول ما يكفي من الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية، مما يؤدي إلى سوء التغذية. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤثر سوء التغذية على الصحة بطرق وأعراض متنوعة، مثل:
- الشعور بالتعب وقلة الطاقة.
- تكرار الإصابة بالأمراض وصعوبة في مواجهتها.
- ضعف الشعر وتساقطه، وجفاف البشرة.
- بطء التئام الجروح.
- ترقق العظام وعدم انتظام القلب.
- ارتفاع خطر النوبات القلبية.
- عدم انتظام أو قلة في الدورة الشهرية.
لقراءة مزيد من المعلومات حول سوء التغذية، يمكن الاطلاع على مقال بحث حول سوء التغذية.
- العقم: يتزايد خطر إصابة النساء بانقطاع الحيض عندما يكون مؤشر كتلة الجسم منخفضًا جدًا، حيث تنعكس هذه الحالات في دورات الحيض غير المنتظمة التي قد تشير إلى نقص عمليات الإباضة.
- مشاكل تتعلق بالحمل: مثل صعوبة حدوث الحمل أو خطر الولادة المبكرة. ينصح الأطباء ببلوغ الوزن الصحي قبل الحمل للحفاظ على صحة الجنين.
- ضعف نظام المناعة: الجسم قد لا يستطيع تخزين ما يكفي من الطاقة عند الأشخاص النحيفين، مما يضعف قدرته على محاربة العدوى.
- هشاشة العظام: يمكن أن تزيد معدلات الإصابة بهشاشة العظام بسبب نقص الوزن، يرتبط ذلك بشكل جزئي بنقص الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية.
النحافة عند الأطفال
تُعزى مشكلة النحافة لدى الأطفال لعدة أسباب، منها الولادة المبكرة والحاجة لضمان نموهم في مستوي مقارب لنظرائهم. بينما يتجلى سبب شائع لنقص الوزن لدى الأطفال الأكبر سناً في عدم تناول الأغذية بالكميات المناسبة، أو في فقدان الشهية، أو في مشاكل طبية تقييدية.
للحد من مشكلة النحافة، ينبغي اختيار الأطعمة اللازمة للأطفال وفقًا لاحتياجهم من العناصر الغذائية والطاقة، بما يفي بكافة احتياجات الجسم للنمو الصحي، موصياً بضرورة توفير الأطعمة الغنية بالبالكربوهيدرات والفواكه والخضروات.
لمزيد من المعرفة حول علاج النحافة لدى الأطفال، يمكنكم قراءة مقال علاج النحافة عند الأطفال.
اترك تعليقاً