أسباب انخفاض أعداد الثروة الحيوانية في الدول العربية
On 3:43 ص by فاطمة الزهراءأسباب نقص الثروة الحيوانية في الدول العربية
تشير الثروة الحيوانية إلى المواشي وحيوانات المزرعة باستثناء الدواجن، وتشتمل هذه الفئة بشكل أساسي على الأبقار والأغنام والماعز والخيل والحمير. يُعتبر الاهتمام بالثروة الحيوانية أمرًا بالغ الأهمية في سياق السعي لتحقيق الأمن الغذائي الذي أصبح مهددًا بسبب تغير المناخ. تعاني الدول العربية من انخفاض مستوى الإنتاج الحيواني والإنتاجية نتيجة لعدة عوامل، وفيما يلي أبرزها:
الجفاف
يُعد الجفاف من التحديات الكبرى التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، حيث إن حوالي 90% من أراضي الدول العربية تتسم بكونها قاحلة أو شبه قاحلة، مما يُعيق الإنتاج الحيواني. كما أن أفضل المناطق المناسبة للإنتاج الزراعي تتعرض لتهديدات مثل ذبابة التسي تسي وداء المثقبيات، مما يُشكل عائقًا أمام التطوير الزراعي.
تتميز المنطقة ببيئة قاسية وهشة، مع موارد مائية محدودة وأنظمة بيئية ضعيفة. كما تفرض درجات الحرارة المرتفعة ضغوطًا على الحيوانات، مما يُجبرها على استهلاك طاقة إضافية للحفاظ على توازنها الحراري، ويؤدي هذا الأمر إلى انخفاض كفاءة إنتاج الطاقة الناتجة عن عمليات التغذية.
ضعف القدرة الإنتاجية
مع الزيادة المستمرة في عدد السكان، يرتفع الطلب على اللحوم ومنتجات الألبان، بينما تتعذر تلبية هذه الاحتياجات بسبب نقص الواردات. تُعزى المشكلة إلى التغيرات الموسمية في إمدادات العلف، حيث إن التباين الكبير في هذه الإمدادات يؤدي إلى تقلبات ملحوظة في معدلات زيادة وزن الحيوانات، مما ينعكس سلبًا على الإنتاجية وجودة المنتجات الحيوانية. وبالتالي، يكون الجزء الأكبر من العلف المتوفر مخصصًا لتلبية احتياجات الصيانة فقط.
غالبًا ما تكون الحوافز لزيادة الإنتاج منخفضة مقارنةً بمعظم مالكي الثروة الحيوانية بسبب عدم كفاية تنظيمات التسويق، بما في ذلك مرافق التجهيز والتخزين التي توفر إمدادات موثوقة من المنتجات للمستهلكين والأعلاف للمزارعين.
إضافةً إلى ذلك، لعبت التغيرات في أنماط الاستهلاك وأساليب الحياة دورًا كبيرًا في زيادة الطلب على الغذاء، مما ساهم في تسارع تدهور الأراضي. كما شهدت المناطق الريفية ارتفاعًا في معدلات الفقر، وهجرة السكان إلى المدن، ما أضاف ضغوطًا على السوق وزيادة في أسعار المواد الغذائية.
أمراض الحيوانات
يتسبب تدني التغذية الحيوانية في زيادة قابلية الحيوانات للإصابة بالأمراض والطفيليات، مما ينتج عنه خسائر فادحة في الإنتاجية الحيوانية. تُعاني الثروة الحيوانية من عبء الأمراض المعدية مثل الالتهاب الرئوي الجنبي البقري المعدي وطاعون المجترّات الصغيرة ومرض الحمى القلاعية.
تساهم هذه الأمراض في تقليل القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من البروتينات الغذائية، وتخلق عقبات كبيرة أمام التجارة الوطنية والإقليمية والدولية في مجال الثروة الحيوانية.
تضررت الإنتاجية أيضًا بسبب ظروف نقل الحيوانات السيئة إذ؛ قد تؤدي رحلات الماشية الطويلة إلى خسائر في الوزن، مما يحد من الربح الناتج عن بيعها. كما أن نظام حيازة الأراضي يعتبر عائقًا إضافيًا أمام مشاريع الثروة الحيوانية التي يُحتمل أن تكون ناجحة، حيث يضطر العديد من المزارعين لرعي حيواناتهم في أراضٍ غير مملوكة لهم.
اترك تعليقاً