إسلام
أسباب انشغال الناس عن ذكر الله
On 9:16 ص by سارة النمرةأسباب الغفلة عن ذكر الله
تُعد الغفلة عن ذكر الله من الأمراض الروحية التي إذا استحوذت على الإنسان، فإنها تبعده عن طاعة الله وعن عبادة القلب والروح، وتجعله مشغولاً بأمور الحياة واللهو التي تُبعده عن ذكر الله. وهذه الغفلة تمثل سببًا رئيسيًا للخذلان والهلاك في الدنيا والآخرة. ومن العوامل التي تؤدي إلى تلك الغفلة ما يلي:
- الجهل بالله -عز وجل-، بأسمائه وصفاته وأفعاله والدين الإسلامي، كما يقول الله -عز وجل-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُ الْأَلْبَابِ).
- الإعراض واتباع الأهواء التي تغلق أبواب الهداية وتفتح أبواب الغواية، وهذا ما يتبين في قوله -عز وجل-: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ* مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ* لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ).
- المعاصي والذنوب تعتبر من أبرز أسباب الغفلة، كما يتضح من قوله -عز وجل-: (كلا بَلْ ۜ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ* كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ).
- الصحبة السيئة وأصدقاء السوء، فقد حذر الله من طاعة الذين أغفلوا قلوبهم عن ذكره، فقال -عز وجل-: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).
- التفريط في الصلوات وتضييع صلاة الجماعة، كما ورد في حديث عبدالله بن عباس وابن عمر -رضي الله عنهما-، حينما سمعا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ).
آيات التحذير من الغفلة في القرآن
الغفلة تعني انقطاع الذكر والتفكير فيما يفيد. وقد وردت عدة آيات في القرآن تحذر من الوقوع في فخ الغفلة، ومن بينها:
- يقول الله -عز وجل-: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْينٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ). توضح هذه الآية أن أصحاب هذه الحالات يمتلكون وسائل الإدراك ولكنهم يعيشون في ضلال أشد من الأنعام.
- كما يقول -عز وجل-: (إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). تبين هذه الآية نتيجة من يغفل عن ذكر الله وآياته، وهي النار.
- وتقول الآية أيضًا: (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ). تشير هذه الآية إلى أن المعرفة الدنيوية لا تفيد الإنسان إذا كان غافلاً عن الآخرة، حيث يعتبر معيار المعرفة الحق هو المعرفة بالله وآيات الآخرة.
طرق علاج الغفلة عن ذكر الله
إن الغفلة عن ذكر الله تؤدي إلى العديد من المخاطر، وتفقد الإنسان الهدف السامي من وجوده، وهو عبوديته لله. لذا، يجب أن نسعى إلى تعزيز قربنا من الله ونجاحنا في التغلب على الغفلة عبر الوسائل التالية:
- التعليم: من خلال معرفة الله، ومعرفة نبيه، وفهم الدين الإسلامي بالأدلة. من يعرف الله يأنس بقربه ويبتعد عن الغفلة.
- حضور مجالس الذكر، فهي تساعد في علاج غفلة القلوب؛ كما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (إذا مررتُم برياضِ الجنَّةِ فارتعوا قالوا وما رياضُ الجنَّةِ قال حِلَقُ الذِّكرِ).
- التوبة والاستغفار.
- كثرة قراءة القرآن والاستماع إليه وتأمل معانيه.
- الدعاء والتضرع إلى الله.
اترك تعليقاً