أسباب تلوث الهواء في جمهورية مصر العربية
On 11:46 ص by أحمد الزهرانيأسباب تلوث الهواء في مصر
تتعدد أسباب تلوث الهواء في مصر، حيث تشمل العوامل الطبيعية مثل البراكين وتدمير الغابات، إضافةً إلى العوامل الناتجة عن الأنشطة البشرية كحرق الوقود. سنقوم في هذه المقالة بتفصيل أبرز الأسباب المؤدية لتلوث الهواء في مصر ودور الحكومة في التعامل مع هذه القضية.
قطاع توليد الكهرباء
يعتبر قطاع توليد الكهرباء أحد المصادر الرئيسية للانبعاثات في مصر، حيث بلغت النسبة حوالي 42% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في عام 2019. تعتمد محطات توليد الكهرباء على الوقود الأحفوري والغاز الطبيعي في إنتاج الطاقة.
استجابةً لهذا التحدي، بادرت الحكومة بإقرار استراتيجية للطاقة تهدف إلى رفع نسبة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة إلى 20% بحلول نهاية عام 2022. وقد شهدت مشاريع الطاقة المتجددة توسعًا ملحوظًا، حيث تم إضافة 28,229 ميغاوات إلى الشبكة خلال الفترة من 2015 إلى 2018، ليصل إجمالي السعة المركبة إلى 55 جيجاوات.
قطاع النقل
يمثل قطاع النقل ثاني أكبر مصدر للتلوث، إذ تبلغ نسبة انبعاثات وسائل النقل حوالي 19% من مجمل الانبعاثات. تعتبر المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري من أبرز مسببّات هذا التلوث.
تسعى الحكومة جاهدة لتنظيم الانبعاثات الناتجة عن السيارات والدراجات وغيرها من وسائل النقل. تم وضع قوانين صارمة لمراقبة المركبات وتطبيق جميع الإجراءات اللازمة للتقليل من المخالفات البيئية، بالإضافة إلى تشجيع استخدام وسائل النقل العامة بدلاً من الخاصة لتخفيف الانبعاثات.
القطاع الصناعي
يساهم القطاع الصناعي بنحو 15% من إجمالي الانبعاثات. ومن أجل معالجة هذه القضية، وضعت الحكومة خطة لمراقبة المنشآت الصناعية المخالفة للمعايير البيئية من خلال إجراء مراجعات يومية وإصدار تقارير دورية وزيارات مفاجئة. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الحكومة الدعم الفني والتقني لمساعدة الشركات على إنشاء أنظمة رصد ذاتي.
النفايات
تحتوي مصر على عدد كبير من المكبات التي تستخدم للحفر العميق لدفن النفايات الصلبة، مما يجعل هذه المدافن مراكز لإطلاق انبعاثات ضارة بالبيئة وملوثة للهواء والماء والتربة. كما تساهم عمليات حرق النفايات في زيادة انبعاث الغازات الدفيئة.
في هذا السياق، تعمل الحكومة على تنفيذ نظام لإعادة التدوير لاستغلال هذه النفايات في إنتاج الطاقة بدلاً من أن تكون مصدرًا لمشكلات بيئية.
الكثافة السكانية العالية
تُعد الكثافة السكانية العالية من العوامل المؤثرة بشدة في المدن المصرية، وخاصة العاصمة. إذ تؤدي الزيادة السكانية إلى زيادة الطلب على وسائل النقل العامة والخاصة، مما يترتب عليه زيادة الانبعاثات الناتجة عن المرور وزيادة الأحمال على شبكة الكهرباء وزيادة استهلاك الغاز في الطهي وحرق كميات أكبر من النفايات.
في عام 2009، تجمع سحاب دخاني كثيف فوق العاصمة، مما أشار بوضوح إلى تفاقم مشكلة تلوث الهواء. ويرجع ذلك إلى أسباب عدة، منها حرق المحاصيل الزراعية، وخاصة الأرز، حيث كانت هناك محاولات من المزارعين لحرق محاصيلهم ليلاً لتجنب المخالفات، مما أدى إلى ظهور هذه السحابة السوداء.
تلوث الهواء
تلوث الهواء هو تأثيرات ناتجة عن عوامل فيزيائية أو كيميائية أو بيولوجية تؤدي إلى تغيير الخصائص الطبيعية للغلاف الجوي. ويقتل تلوث الهواء سنويًا حوالي 7 ملايين شخص حول العالم، كما يؤثر على الصحة العامة ويسبب العديد من الأمراض مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن، وأمراض القلب، وسرطان الرئة، والالتهابات الحادة في الجهاز التنفسي.
ملوثات الهواء
تتضمن أهم ملوثات الهواء التي تؤثر على الصحة العامة، والتي يمكن قياس تركيزاتها في الهواء لتحديد جودته:
- أكاسيد النيتروجين (NOx): مثل أول أكسيد النيتروجين (NO) وثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، والتي تنطلق نتيجة عمليات الاحتراق في درجات حرارة عالية، وتعتبر انبعاثات وسائل النقل ومحطات الكهرباء والمناطق الصناعية من العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة تراكيزها.
- ثاني أكسيد الكبريت (SO₂): ينطلق إلى الجو نتيجة عمليات أكسدة المواد الكبريتية في بعض أنواع الوقود أثناء الاحتراق، خصوصاً في محطات توليد الكهرباء وبعض الصناعات التي تتطلب حرق النفط.
- الجسيمات العالقة في الهواء: ينجم هذا النوع من التلوث بشكل رئيسي عن الانبعاثات المرورية والصناعية، ويزيد من تراكيز الأتربة في الهواء نتيجة للأحوال الجوية.
- أول أكسيد الكربون (CO): ينتج أساساً عن انبعاثات وسائل النقل، ويتأثر تركيزه في الهواء بكفاءة محرك السيارة وسرعتها.
- الأوزون (O₃): يوجد بشكل طبيعي في الجو نتيجة تفاعل كيميائي، ويشكل جزءاً من الغلاف الجوي.
اترك تعليقاً