أسباب ظاهرة العنف الموجه ضد النساء
On 10:06 م by جمانة السعيدأسباب العنف ضد المرأة
تتعدد العوامل التي تؤدي إلى ممارسة العنف ضد النساء، وفيما يلي أبرز هذه الأسباب:
أسباب اجتماعية للعنف ضد المرأة
تعتمد المعايير الاجتماعية على المعتقدات المتفق عليها بشأن كيفية تصرف الأفراد، مما يجعل القيم الاجتماعية السلبية من العوامل الرئيسية التي تساهم في عدم المساواة بين الجنسين. تلعب هذه المعايير دورًا في زيادة احتمالية تعرض النساء للعنف، حيث تغذّي مفاهيم الذكورية التي تعزز من هيمنة الرجال وتمنحهم السيطرة على سلوك النساء، وتقبل العنف كوسيلة لفض النزاعات.
تشير العديد من الدراسات الثقافية والأنثروبولوجية إلى تأثير الأعراف الاجتماعية على تفشي العنف ضد المرأة، حيث أظهرت هذه الدراسات أن هناك قبولًا للعنف الجسدي ضد الزوجات في بعض المجتمعات، بل اعتبرته بعض الثقافات ضرورة. كما تبين من هذه الأبحاث وجود تفاوت في قبول العنف بين الأزواج في مختلف المجتمعات.
أسباب سياسية للعنف ضد المرأة
يتحدد دور الدولة في معالجة قضايا العنف ضد المرأة من خلال القوانين والسياسات المعمول بها، إذ يمكن أن تولد هذه القوانين بيئة تسمح أو تتسامح مع العنف. يعود ذلك إلى نقص التشريعات الرادعة ومحدودية الأطر القانونية التي تهدف إلى الوقاية من العنف، بالإضافة إلى عدم وجود عقوبات فعالة للمتورطين في الكسب من هذا العنف.
تتركز القوانين المتعلقة بالعنف ضد المرأة بشكل أساسي على تجريم الفاعل، في حين ينبغي أن تعكس الأطر القانونية اهتماماً أوسع يشمل جميع مجالات القانون، كالقانون المدني والدستوري والجنائي، وذلك من أجل معالجة السبب الجذري للعنف وحماية النساء المعرضات له. يتطلب ذلك إدخال تدابير لزيادة الوعي وحقوق الضحايا وتقديم الدعم القانوني، بالإضافة إلى إنشاء مؤسسات متخصصة في هذا المجال، والتعاون بين جهات متعددة مثل الشرطة والخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية.
توجد مجتمعات تتمتع بمستويات أقل من العنف ضد المرأة، والتي تقدر دور المرأة وتسعى إلى تمكينها وتقليل الفجوة في السلطة بين الجنسين في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع.
أسباب اقتصادية للعنف ضد المرأة
تلعب العوامل الاقتصادية دورًا محوريًا في تفشي العنف ضد المرأة. تُعتبر الأمية والاعتماد الاقتصادي على الرجال من الأسباب الرئيسية. كما تسهم قلة الفرص الاقتصادية، مثل ارتفاع معدلات البطالة، في زيادة تعرض النساء والفتيات للعنف، حيث يمكن أن يظهر هذا العنف في أشكال متعددة كالعنف الأسري والزواج القسري.
تؤدي تداعيات الفقر المستشري إلى زيادة خطر العنف ضد النساء، إذ يُعتبر كل من الفقر والبطالة من الأسباب الأكثر شيوعًا. النساء والفتيات اللواتي يعشن في ظروف اقتصادية صعبة يتعرضن لتمييز متزايد، مما يعزز فرص تعرضهن لممارسات عنفية. تشير الدراسات إلى أن النساء والفتيات في فقر يشهدن مستويات أعلى من الاستغلال والزواج المبكر مقارنة بنظيراتهن في حالات اقتصادية أفضل.
تواجه النساء المتزوجات العنف على يد شركائهن، وغالبًا ما تكون هذه النساء مجبرات على البقاء في العلاقة بسبب عدم قدرتهن على تأمين عيش مستقل، مما يجعل العنف يستمر. حتى النساء اللواتي يعملن قد يتعرضن لضغط من الشركاء للسيطرة على دخلهن.
أسباب نفسية للعنف ضد المرأة
تتعدد الأسباب النفسية وراء العنف الذي يمارس ضد النساء، وغالبًا ما يكون لها جذور في التنشئة الاجتماعية والتربية. أظهرت الأبحاث أن العديد من المجرمين الذين يمارسون العنف ضد النساء نشأوا في بيئات تعرضوا فيها لسوء التربية والعقاب الجسدي والإهمال.
يؤكد علماء النفس أن العنف قد يتأتى من مشاعر الإحباط والغضب، بالإضافة إلى عوامل نفسية أخرى كالإحساس بالدونية والاضطراب. هذه المشاعر يمكن أن تدفع الرجل لإظهار السلوك العنيف تجاه زوجته أو أفراد أسرته. وقد ترتبط هذه الممارسات أيضاً بحاجات الفرد النفسية، حيث يشعر الشخص بالقلق عندما لا يستطيع تحقيق رغباته، مما قد يؤدي إلى العنف.
تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين الاضطرابات النفسية عند الرجال وارتفاع معدلات العنف ضد النساء، حيث يسجل هذا السلوك لدى رجال لديهم اضطرابات شخصية مثل الشخصية المعادية للمجتمع أو اضطرابات نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة.
أسباب شخصية للعنف ضد المرأة
يمكن أن تكون النساء أنفسهن أحد العوامل التي تعزز تعرضهن للعنف. فقد تشعر المرأة بالخوف من الرجل أو المجتمع مما يدفعها للصمت والقبول بالعنف، مهرولًا للشعور بالأمان. في بعض الأحيان، قد يكون الضغط العائلي والخوف من اللجوء للسلطات سببًا رئيسيًا لعدم تقديم الشكاوى، كما قد تتعرض لضغوط من زوجها للتخلي عن حقوقها. هذه الظروف تؤدي إلى عدم تشجيع النساء على اللجوء إلى القانون لمواجهة العنف.
للمزيد من المعلومات حول تعريف العنف ضد المرأة، يمكنك قراءة المقال المتعلق بتعريف العنف ضد المرأة.
اترك تعليقاً