أشعار العرب حول الحكمة والمعرفة
On 9:53 ص by عمر الهذليقصيدة علمتني الحياة
يقول أنور العطار:
علمتني الحياة أن التروي هو الجوهر
وأنه الأمر الذي يحقق الطموحات
فتسلحت بالصبر كزادٍ للمسير
وأنصتت لحكمة الزمن المجيد
أرفض أن أكون سريعاً
وأترك المجهول ما بين التخمين واليقين
قسمي لن يكون يوماً لغيري
لذا أعدت نفسي لنعيم الانتظار
علّمتني أن الطفولة مليئة بالألوان
وأن الحب يعيش في قلب الزمن
إن كتمت مشاعري، فقد كتمت الآلام
وإن أفصحت عنها، فستكون فضيحة
إطاعة الهوى تعني الوقوع في الأوهام
ودرب الحب مليء بالتحديات والذل
حارت في جوهره القلوب المتيقظة
فاحذر، وليس هناك من يردع الندم
علّمتني أن الحياة صراعٌ دائم
لا يجيد القتال إلا الشجاعة
فقد خضت غايتي بلا رهبة
وللروح عزيمةٌ وإصرار
إنما الخائف يبتعد عن التحديات
تملأ صدره الهيبة والذهول
أما المحارب، فثباته هو سلاحه
ومهدفه هو النجاح والانتصار.
قصيدة نحن والزمان
يقول فاروق جويدة:
وفي عينيك أودعت آمالي
وقلت الآن أمحو ذكريات الزمان
عشت العمر أبحث عنك كحلم
رأيتك منذ زمن في كياني
تركت قلبي عندك بلا خوف
وأخشى أن يفنى إذا اقتربت منه
فإن سألوك يوماً عن قلبي
وكيف يعيش مشدوهاً بالأماني؟
فقولي إن حبك كان نغمة
كحلم يلوح في ساعات الزمان
عشقتك ذات زمن في ضياعي..
وفي عينيك أعود لأطوي سطر الزمن.
قصيدة العمر يوم
يقول فاروق جويدة:
العمر يوم، دعونا نعيشه سوياً
لا تتركيه يضيع في الدموع
ما العمر يا دنياي إلا ساعة
وقد يكون لحظات بسيطة
هل يفيد الزهر بعد رحيله
حزن الربيع وحنان الأغصان؟
فالعمر كالأزهار، يوم يمر
هيّا لنشرب من رحيق الحياة.
قصيدة أضعت العمر في إصلاح حالك
يقول الشاعر الحسن الهبل:
أضعت العمر في محاولة تغييرك
وما فكرت في مستقبلك
أراك أمنت أحداث الزمن
وقد تحملت خياناتك وصدماتك
وملت من جمال الدنيا بشكل ساذج
وقد اقتربت إليك كأعداء
وكم أثقلت الآمال قلبًا
تحمل ما يفوق احتمالك
ولم يكن ما تأملته فيها
أسرع من رحيلك وتحولك
فعيشها بصدر خالي واشتغل
ليومٍ فيه تنسى عن أولادك
تأتي إليه ذليلاً ومنافقاً
ولا تدري عن أيّ جانب تنطلق
في شبابك، كنت تطنّ أن الأمر بسيط
فلماذا لم تتعلم في كبرك؟
فاحترس، فهي عند الله أقل
وأسهل من التراب تحت قدميك
وإن جاءتك من ترغب فيها، فأعرض
وقل إلى جانبك، فما أنا من عشاقك
لا تتظاهري لتخدعيني
فما رأيت أجمل من قبحك
لو كنت في حر، لظللت ظلّياً
فإذاً، إن كتبتني هجرانةً، فأنا
رضيت بالزمن يكون عن وصلك بعيداً
فليس الشرف ممن يتظاهر.
وكن على حذر، فإنها النهاية
فقد كان من قبلك منظهرها زوالهم ينذر زوالك
وكم شيدوا ممالك وأبنية
فأين ترى البلاد والأبنية؟
وأنت إذا عقلت سير الرحيل
فاجمع زادك قبل الرحيل
واترك طرق الضلال لأهلها
فطرائق الحق واضحة
إلى أين تسير وما مبررات تصرفاتك؟
وكم من جهل في طريقك؟
تنبه، فإن عمرك ينقضي،
فالتفت إلى نفسك واستعد
وانتبه لأسلوب حياتك
وقل لي، ماذا ستقول يوم الحساب؟
إذا نشروا سطورك عن أفعالك
فاتق الله في خلواتك
وجأر له بالندم والصبر
وراقب تصرفاتك بكل دقة
فسيفضي الله في اليوم العظيم
ضيق حالك.
ولا تنجرف نحو المعاصي
فتندم حين يتأخر الأوان.
وإن وقعت في بلاء، فلا تحزن،
فربما يحدث لك فرج قريب
فكم من مصيبة مرت، وانقضت
عليك وكأنها لم تكن موجودة.
وكم من التجارب قد نزلت بك
فالزمن يعلمنا دروس الحياة.
اترك تعليقاً