أشعار مؤثرة تعبر عن الحزن على فقدان الأم
On 2:49 م by هالة القيسيقصيدة “وجه أمي”
يطرح الشاعر رياض بن يوسف مشاعره في قصيدته:
أماه، أعتذر مجددًا .. فقد سيطر علي الضجر
وغمرني الصبر رغم الألم و المعاناة.
أماه، أعتذر .. فقد خذلني حلمي
وتكدرت في أغصانه ثمار أمالي.
أماه، أعتذر .. فطريق الحياة أدمى قلبي
ومزق الخطو شيئًا فشيئًا الشوك والحفر.
أماه، أعتذر .. فالمستقبل مظلم
فقط أضعت في زحام هذا العالم.
ماذا أغني وقد ضاعت صوتي
وتقطعت أنفاسي وسط الآهات والوتر؟
ماذا يمكنني أن أكتب سوى قافية
تلك التي ضاعت في غياهب الليل؟
لا نور يسعفني سوى وجودك، يا ضوء الأمل
من عينيك همت، وكأنني في بستان الشجر.
لا نور غيرك في ظلال زيفهم
تبكي على كتفيك الشمس والقمر.
أماه، أعتذر.. فالله يشهد لي
لم أنسَ، فهل يمكن أن ينسى المطر غيمه؟
هل يتخلى السمك الفضي عن موطنه؟
هل يترك النهر جريانه وينتحر؟
أماه! لا زلت نبعًا ينظفني
لا تزال مياهك تسقط كالأمطار.
لا زلتُ طفلًا صغيرًا، أحتاج يديك
كالأرض الجدباء التي تبكي وتطلب العذوبة.
أماه، أعتذر .. بل أعتذر ألف مرة
فقد جف قلمي، وقلبي يشبه الحرارة!
أضم ارتعاشي وأعتذر لك في وجهك
لينتهي السفر في أحضانك!
أشعار تعبر عن الحنين للأم
يقول الشاعر عبد الواسع السقاف:
أمي، كتبت لك قصائد الحنين
وزرعت أنيني في أقلامي.
ورويتهم بالشعر، واستسلموا
عند ذكرك سجودًا.
أمي، بعمق الأزمنة
أرسلت أصدائي حنينًا.
ومضيت أصرخ “ألف أمي”
منذ آلاف السنين.
في الأوائل.. وفي الأواخر
في كل ذرة من الطين.
ونسجت باسمك ألف ميلاد
كرامة الإنسان، مرفوع الجبين.
حتى يرى التاريخ أنني
عندما أصرخ، لا ألين.
فجَرت أعضائي بأعصابي، بدأت من اليمين
فجَرت فيها ثورة للناس، أشعلت الوتين.
وأتيت قلبك بالدماء
كأنني طفلٌ حزين.
وكأنني رغم الرجاء
بين شكي واليقين.
ما زدتُ في دنياك إلا
أن أكون فيها جنين.
أمي، غصون الزيزفون
أمي، الطقوس والشرائع.
أمي، مواقيت الصلاة
عندما يتلوها العابدون.
أمي، بشارات الصباح
عندما يراها الخائفون.
أمي، بشارات الغروب
إذا رآها الصائمون.
ما بين صبح والمساء
أمي، ضياءٌ للعيون.
أمي، غناء الطيور في
أعشاشها فوق الأغصان.
أمي، بكتني المسافات
عندما ترنمت في إحد ليالي الحزن.
أمي، نعتها القدس والأقصى
وعانتني السنين.
أمي، مرارات السلام
عندما اختارها المشركون.
أمي، ومن لي غيركِ
لا أكون ولا أزول.
أمي، الأمان، إذا رأيت
الكون في كف الأجل.
قصيدة حزينة عن الأم
يقول الشاعر بدر شاكر السياب:
تلك أمي، رغم أنني عاجز
أقبل أزهارها وأعشاب الماء.
نافضًا بمقلتي آثارها والغابة
تلك أطيار الغد الزرقاء والرمادية
تجتاز الأسطح.
أو تنشر في جناحيها كزهرة
تفتح أفواهها.
ها هنا عند الضحى كان اللقاء
وكانت الشمس على شفاهها
تكسر الأضواء.
كيف أمشي، أتجول تلك الدروب الخضراء
فيها وأطرق الأبواب؟
أطلب الماء، فتأتي إليّ جرة
تنضح بظل البرودة، وكل قطرة.
سحب الجرة تدلني على يدي
تطلق حول رأسي الأطياب.
تلك أمي (وفيقة) أو (إقبال)
لم يبق لي سوى أسماء
من هوى مر كالرعد في سمائي
دون ماء.
كيف أمشي، خطاي مزقتها الأمراض
كأني عمود ملح يسير.
أهي العامورة الغوية أو سدوم؟
هيهات، إنها جيكور.
جنة كان الصبي بها
وضاعت حين ضاع.
آه، لو أن السنين السود كنت قمحًا أو حجارة
لألقى بحملي، فنفضت جيكور.
عن شجيراتها تراب يغشيها
وعانقت معزفي ملتاعًا.
يجهش الحب بلحن كان.
آه، لو أن السنين الخضر عادت يوم كنا.
أشعار حزينة عن الأم
يقول الشاعر قاسم حداد:
هذه الهاربة العينين، والجرح الذي يضحك
أمي،
هذه الخاصرة المرهقة من الحزن وبرد
الجهة الأخرى ومني.
هي أمي،
هذه الثلجية المبشرة.
من حول هذا الليل قنديلاً يغني.
آه، يا أمي.
لقد أعطيتني صوتًا له طعم الملايين
التي تذهب إلى الشمس وتبني.
كنت في صدرك عصفورًا
رمته النار، سمته يداً
تخضر.
ها عصفورك الناري في السجن يغني.
أنت يا هاربة العينين، والجرح الذي يضحك
غني.
ليس بين الضوء والأرض التي تمشي
وتحتار وبيني
غير هذا الأفق المحمر والوقت وأمي.
آه، يا أمي التي خاطت لي الثوب بعينيها
لماذا لا يمر الثوب بالسجن؟
لماذا لا تخيطين لنا أثوابنا الأخرى؟
تمدين المناديل التي تمسح حزني
ولم الرعب الذي يحيط بي شعرًا
على جدران سجني؟
لا يحيل الشجر الشوكي في عينيك المتعبتين
عصافير تغني.
آه، يا هاربة العينين، يا العرس الذي يبكي.
أنا منك، كلام طالع كالحسّ من ليل الأساطير.
وأنت وردة العمر التي تطلع مني.
فلماذا يهرب الحزن إلى خديك يا زهرة حزني؟
شعر في رثاء الأم
أمي، لأجلكِ هذا الدمع قد سكبا
من بعد أن فارق المحبوب واغتربا.
قد زارني العيد والأحشاء من ألم
جريحة تنثر الأشواق والحب.
أمي، تذكرت أعيادًا لنا ذهبت
وكان القلب بين يديكِ يطرب.
كانت مجالس الأنس كلها فرحًا
فخاننا الدهر، هذا العالم انقلب.
يبارك الله عيدًا، أنتِ زهرته
يفوح منها عبير الحب.
أمي، تذكرت فضلًا كان أكرمني
به الإله بكفيكِ.
وحقكِ اليوم دين لست أنكره
قبل أن يُخلق الإنسان.
فكم ركبنا سفن الحب من فرح
واليوم دأهمته الريح فانقلب.
وجهي فداءً لروح أمي أبذله
ما ضرني لو شحبت أو شوهت.
إني لأدعو ودمع العين يسبقني
فطالما فاض دمع العين وانسكب.
لابد يومًا من ضوء الحب يجمعنا
من بعد أن غاب الضوء وأختفى.
اترك تعليقاً