أعراض مرض حمى البحر المتوسط
On 11:53 م by كريم الجباليحمى البحر الأبيض المتوسط
تعتبر حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية (بالإنجليزية: Familial Mediterranean Fever) اضطراباً جينياً وليس مرضاً نتيجة عدوى، وغالباً ما يتم تشخيصها من خلال الفحوصات الجينية (بالإنجليزية: Gene Mutation). من المهم معرفة أنها تعد سمة جينية متنحية (بالإنجليزية: Autosomal Recessive Trait)، مما يعني أن الأطفال يصابون بها فقط إذا كانت هناك طفرة جينية لدى الوالدين. وقد أُطلق على هذا المرض اسم حمى البحر الأبيض المتوسط لأنه يؤثر في الغالب على الأفراد من أصول تعود لمناطق البحر الأبيض المتوسط، مثل العرب، واليهود، والأتراك، والأرمن.
أعراض حمى البحر المتوسط
عادةً ما تظهر أعراض حمى البحر الأبيض المتوسط خلال مرحلة الطفولة، وتتمثل في نوبات تستمر عادة بين يوم وثلاثة أيام. قد تستمر بعض الأعراض، مثل التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritic Attacks)، لفترات أطول قد تمتد لأسابيع أو حتى أشهر. يتخلل هذه النوبات فترات من الراحة لا تظهر خلالها الأعراض، وتختلف هذه الفترات بين الأفراد، حيث يمكن أن تمتد من عدة أيام إلى عدة سنوات. وفيما يلي قائمة بأبرز الأعراض والعلامات المرتبطة بحمى البحر الأبيض المتوسط:
- الحُمّى.
- ألم بطني.
- ألم في الصدر.
- ألم وانتفاخ في المفاصل.
- ظهور طفح جلدي أحمر اللون على الساقين، خصوصاً تحت الركب.
- آلام عضلية.
- انتفاخ وآلام في كيس الصفن (بالإنجليزية: Scrotum).
أسباب حمى البحر المتوسط
على عكس الاضطرابات المناعية الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune Diseases)، التي يتسبب فيها هجوم جهاز المناعة على خلايا الجسم، تُعتبر حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية اضطراباً التهابياً ذاتياً (بالإنجليزية: Autoinflammatory Disease). في هذه الحالة، لا يتمكن الجهاز المناعي من أداء وظائفه بشكل صحيح، مما يؤدي إلى استجابة التهابية في الجسم دون وجود سبب مُبرر، غالباً نتيجة لوجود طفرات جينية. الجين المسؤول عن الإصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط العائلية يُعرف بجين MEFV؛ حيث يكون كلا الوالدين حاملين (بالإنجليزية: Carriers) لنسخ غير طبيعية منه، وينقلانها إلى الطفل المصاب.
بشكل عام، تؤثر الطفرة الجينية MEFV في الكروموسوم رقم 16 في الحمض النووي (بالإنجليزية: DeoxyriboNucleic Acid) والذي يعمل على إنتاج بروتين البايرين (بالإنجليزية: Pyrin) الموجود في بعض خلايا الدم البيضاء المناعية. تعتبر هذه البروتينات أساسية في التحكم في استجابة الجهاز المناعي والتحليل الالتهابي. علاوة على ذلك، تتضمن العديد من العوامل التي قد تُحفز نوبات حمى البحر الأبيض المتوسط: العدوى (بالإنجليزية: Infection)، الإصابات الجسدية، التمارين الشاقة، والضغوط النفسية.
مضاعفات حمى البحر المتوسط
في حالة عدم تلقي العلاج المناسب، يمكن أن تتسبب حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية في العديد من المضاعفات. إليكم أبرز هذه المضاعفات:
- المتلازمة الكلوية: (بالإنجليزية: Nephrotic syndrome) تنتج عن اضطرابات في الكبيبات الكلوية (بالإنجليزية: Glomeruli) المسؤولة عن عملية الفلترة في الكلى، وقد تؤدي إلى حالات صحية مثل فقدان البروتين عبر البول، وتخثر الوريد الكلوي (بالإنجليزية: Renal Vein Thrombosis)، والفشل الكلوي (بالإنجليزية: Kidney Failure).
- العقم: (بالإنجليزية: Infertility) يمكن أن تؤدي حمى البحر الأبيض المتوسط إلى العقم لدى النساء بسبب تأثير الالتهاب على الأعضاء التناسلية.
- التهاب المفاصل: (بالإنجليزية: Arthritis) تظهر عادة آلام المفاصل بشكل شائع نتيجة التهاب المفاصل المصاحب للحمى في مفاصل الركبتين والكاحلين والوركين والمرفقين.
- الداء النشواني: (بالإنجليزية: Amyloidosis) يحدث نتيجة إفراز نخاع العظم نوعاً من البروتينات غير الطبيعية المعروف ببروتين أميلويد أ (بالإنجليزية: Amyloid A Protein) بسبب التعرض لنوبات حمى البحر الأبيض المتوسط. يؤدي هذا الإفراز المفرط إلى تراكم البروتين في أعضاء وأنسجة مختلفة مثل الكلى والقلب والكبد، مما يزيد من خطر فشل هذه الأعضاء.
علاج حمى البحر المتوسط
لا يوجد علاج نهائي لضمان الشفاء التام من حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية، ولكن العلاجات الدوائية المتاحة تساعد على التحكم في الأعراض والعلامات المرتبطة بالمرض. ومن بعض العلاجات المستخدمة:
- الكولشيسين: (بالإنجليزية: Colchicine) تستخدم عادة جرعة من الكولشيسين مرة أو مرتين يومياً عن طريق الفم لتخفيف الالتهاب ونوبات الحمى. من المهم ملاحظة أن زيادة الجرعة ليست ضرورية عند ظهور النوبات، إذ يساعد الكولشيسين في الوقاية من حدوثها. كما يمكن أن يسبب تناول الكولشيسين بعض الأعراض الجانبية مثل الانتفاخ، وألم البطن، والإسهال. في حال حدوث ذلك، يمكن تعديل الجرعة وفقاً لتحمل المريض.
- أدوية للوقاية من الالتهابات: تعمل تلك الأدوية على تثبيط بروتين الإنترلوكين-1 (بالإنجليزية: Interleukin-1) الذي يلعب دوراً مهماً في عملية الالتهاب. تشمل أمثلة هذه الأدوية: كاناكينوماب (بالإنجليزية: Canakinumab)، ورينولاسيبت (بالإنجليزية: Rinolacept)، والأناكينرا (بالإنجليزية: Anakinra). عادةً ما يُوصى بهذه الأدوية في حالة عدم استجابة المريض للكولشيسين أو في حال عدم تحمل آثاره الجانبية.
اترك تعليقاً