أهم الموضوعات في سورة يوسف
On 4:06 م by عمر الهذليالموضوعات الرئيسية في سورة يوسف
تتضمن سورة يوسف مجموعة من الدلالات والموضوعات التي تحمل معاني عميقة ومهمة لكل مسلم ومسلمة. تغطي السورة ما يواجهه الإنسان من تقلبات حياتية مثل الضيق والفرج، الغنى والفقر، الضياع والأمان. هذه السورة مكية، وسنستعرض موضوعاتها في هذا المقال.
الرؤيا الصادقة
أولى الموضوعات في سورة يوسف هي رؤياه التي رآها -عليه السلام-، حيث قال -تعالى-: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ). يُفصح الله -عز وجل- لرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن يطلع قومه على قصة يوسف، الذي يخبر والده برؤياه.
وقد ورد عن ابن عباس، وعن ابن عمر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحَيٌّ). يشير العدد أحد عشر في الرؤيا إلى إخوة يوسف، وعددهم بالفعل أَحَدَ عَشَرَ، أما الشمس والقمر فهما والداه.
مؤامرة إخوة يوسف
كان إخوة يوسف يحملون في قلوبهم حقداً وحسداً بسبب حب والدهم له، وقد اختلفوا في كيفية التخلص من يوسف. اقترح بعضهم قتله، لكن أحدهم فضل بأن يُبعدوه إلى مكان بعيد ليعاني من الجوع أو يُفترس بواسطة وحش، ظنًا منهم أن هذا سيكون أقل قسوة من القتل.
ثم أوهموا والدهم أن الذئب قد أفترسه. يُعتبر فعلهم هذا جريمة عظيمة، حيث كان دافعهم هو الحسد، وهذا يُعد انتهاكاً للحرمات وهم من عائلة لها مقام النبوة. قال -تعالى-: (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ).
عفة يوسف
بعد التغلب على تلك المحنة الأولى، واجه يوسف -عليه السلام- محنة جديدة تتعلق بزوجة العزيز، التي وجدته وأكرمت مثواه. قامت بتوجيه نظرة الإعجاب نحو يوسف مع مرور الوقت، ولم يُذكر اسمها في القرآن الكريم، حفاظًا على سمعتها بعد أن تابت عن فعلتها.
وبذلت محاولات عديدة للإيقاع به، لكنه -عليه السلام-، بحفظ الله له، اعتصم بالعفة ورفض الفعل. قال تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).
محنة السجن
دخل سيدنا يوسف -عليه السلام- السجن، حيث تواجد معه في نفس المكان رجلان من خدم الملك. بعد أن تعارفوا واحتكوا مع يوسف -عليه السلام-، أسرّ كل منهما له برؤياه التي حيره في تفسيرها، حيث اعتقدا أنه من أصحاب التأويل الجيد.
هذا يدل على قرب يوسف -عليه السلام- منهما، حيث قام بتفسير الرؤيا لكليهما. لكنه أسرّ للرجل الذي أعتقد أنه سينجو بأن يذكر قصته أمام الملك. قال -تعالى-: (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).
الحكم بالعدل
عند ظهور براءة سيدنا يوسف -عليه السلام- من التهم الموجهة إليه، طالب بتولي مسؤولية رعاية مصالح الأمة، ولم يطلب شيئًا لنفسه. طالب بولاية خزائن المال ليقوم بتوزيعها بالعدل والحكمة، قال -تعالى-: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيم).
اجتماع شمل الأسرة
عقب سلسلة من الأحداث، تمظهر عدل سيدنا يوسف -عليه السلام- أمام إخوته، وتحقق حلمه الذي رآه حينها. حيث سجود والديه وإخوته له، وتشير الآيات إلى أن السجود كان تحية للملوك في ذلك العصر. قال -تعالى-: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
اترك تعليقاً