الأضرار الناتجة عن الخيال المفرط
On 1:43 م by منى بدرالتحديات المرتبطة بالخيال الواسع
عادةً ما يرتبط الخيال الواسع بالإبداع واللعب والتسلية، ولكن له جانب مظلم قد يؤثر سلبًا على الحياة عند ابتعاد الأفكار والعواطف عن الواقع. سنستعرض في هذا المقال عدة آثار سلبية لهذا النوع من الخيال بالتفصيل.
الشعور بالقلق
عندما يطلق الشخص العنان لخياله الواسع، قد يبدأ في تصور أسوأ السيناريوهات المحتملة للمواقف التي قد يواجهها خلال يومه. يؤدي ذلك إلى تأثير مشاعره سلبًا، حيث يمكن أن يختلط عليه الأمر ويبدأ في التفكير في موقفٍ ما وكأنه قد حدث بالفعل، مما يدفعه للتفاعل معه عاطفيًا وكأنها تجربة حقيقية. وهذا قد يسبب له القلق، وزيادة في معدل نبضات القلب والتنفس.
قد ينجرف الشخص في دوامة من الغضب والقلق والحزن تجاه مواقف سلبية لم تحدث أصلاً، ويرتبط ذلك بسلوك يميل إليه الفرد أكثر من التوجه نحو الإيجابية، وقد يتحول هذا التوجه إلى عادة يحتاج إلى معالجة.
تشتت الانتباه وصعوبة التركيز
يعاني الكثيرون ممن يمتلكون خيالًا واسعًا من صعوبة في التركيز على المهام التي تتطلب حفظ الأرقام أو حل المعادلات أو الذاكرة المتعلقة بالطرق. تلك المهام الروتينية قد تبدو مملة بالنسبة لهم، مما يجعلهم يفضلون الانغماس في أحلام اليقظة حيث يسافر خيالهم بعيدًا عن الواقع.
يمكن ملاحظة ذلك عند الأطفال الذين يمتلكون مخيلة غنية، حيث يميلون إلى الابتعاد عن الدروس التقليدية، وعوضًا عن ذلك يفضلون تخيل أنفسهم في مغامرات بحرية في العصور الوسطى، وهذا السلوك يظهر أيضًا لدى البالغين الذين ينالون ساعات من النهار في أحلامهم بدلاً من إتمام المهام المطلوبة.
خيبة الأمل
تتجاوز آثار الخيال الواسع مجرد تصورات مثالية للأحداث المحتملة؛ إذ يمكن أن يقنع العقل الشخص بأن هذه التصورات واقعية، مما يؤدي إلى إفراط في الحلم والإيمان بأمور قد تكون بعيدة المنال أو حتى مستحيلة من الناحية المنطقية.
هذا النوع من الخيال يعزل الشخص عن التفكير العقلاني، ويغمره بتفاؤل غير متوازن قائم فقط على تخيلاته، مما يجعله يشعر بسعادة وهمية وكأن الأمور المثالية قد تحققت. وعند العودة إلى الواقع، قد يصاب بخيبة أمل كبيرة تؤثر عليه وعلى من حوله بشكل حقيقي.
الانفصال عن الواقع
يمكن أن يؤدي الخيال الواسع إلى حالة تُعرف بالانفصال عن الواقع، حيث يصبح من الصعب على الشخص الذي يشعر بهذه الحالة إنجاز المهام العادية في حياته اليومية، حتى تلك التي تبدو بسيطة. وقد تصل الأمور إلى حد صعوبة إجراء محادثة طبيعية مع الآخرين.
يسبب الانفصال عن الواقع مشاعر مربكة؛ حيث يصل الفرد إلى مرحلة من عدم القدرة على التمييز بين الواقع والخيال. يمكن أن يشعر أنه محاط بأشياء مزيفة، بدءًا من الأشخاص المعروفين وصولاً إلى أفكاره ومشاعره، مما يؤدي إلى انعدام الثقة فيما حوله، حتى في نفسه وحواسه، إذ يبدو أن كل شيء ما هو إلا مجرد خيال.
اترك تعليقاً