تأثير الاستقامة على الفرد والمجتمع
On 5:33 ص by فاطمة الزهراءأهمية الاستقامة وتأثيرها على الفرد والمجتمع
أمر الله -سبحانه وتعالى- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلّم- بالاستقامة، وقد ورد ذلك في عدة آيات من القرآن الكريم، حيث قال -تعالى-: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). وكذلك قال: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).
هذا يشير إلى أهمية الاستقامة ورفعة مكانتها لدى الله -سبحانه وتعالى- وفي حياة المسلمين. للاستقامة آثار كبيرة تنعكس على الفرد والمجتمع، بما في ذلك:
- القيام بالأعمال الصالحة والابتعاد عن المحرّمات والموبقات.
- الامتثال لأوامر الله -سبحانه وتعالى- ولأوامر الرسول -صلى الله عليه وسلّم-.
- تحقيق الصُحبة الصالحة والابتعاد عن رفقاء السوء.
- التحلّي باللطف في التعامل مع الناس، والتعبير بلغة طيبة تذكر الله -عز وجل-.
- تعزيز قيم الإيثار والبُعد عن الأنانية。
- حين تكون الاستقامة سمة المجتمع، يصبح هذا المجتمع قويًا متماسكًا مليئًا بالمودة والرحمة.
- خلو المجتمع من الفساد والممارسات السيئة، مما ينتج عنه مجتمع نقي وطاهر.
- يوفر الاستقامة للمسلم الطمأنينة والاستقرار، والسكينة وراحة البال.
- تضمن الاستقامة دخول المسلم إلى الجنة بفضل اتباعه لتعليمات الله -سبحانه وتعالى- وتجنبه للنواهي.
- تعزز الشعور بمراقبة الله -سبحانه وتعالى-، مما يزيد من خشية وعظمة الله -تعالى- في نفوس الأفراد والمجتمع.
ما هي الاستقامة؟
الاستقامة تعني الالتزام بطاعة الله -سبحانه وتعالى- وطاعة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلّم-. هذه الكلمة تتضمن خلاصة شاملة تسلط الضوء على العبادات والطاعات في شتى مجالات الحياة. فعندما طالب الرسول الصحابي سُفيان بأن يسأله عن شيء لا يسأله عنه أحد غيره، أجابه بالقول: (قل: آمنتُ بالله، ثمَّ استقِمْ).
هذا يعني أنه يجب على الفرد أن يؤمن بالله -سبحانه وتعالى- أولًا، ثم يسعى لأداء العبادات والطاعات، بحيث يتواجد في الأماكن التي أمره الله بها، ويتجنب الأماكن التي نهاه الله عنها. هذه هي جوهر الاستقامة التي تجمع جميع الأوامر والنواهي التي وردت في الكتاب والسنة، وعندما يتحقق ذلك، ينال المسلم السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.
آيات تدعو إلى الاستقامة
تحدثت العديد من آيات القرآن الكريم عن الاستقامة وأهمية الالتزام بها. ومن هذه الآيات:
- قال الله -تعالى-: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).
- قال الله -تعالى-: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
- قال الله -تعالى-: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ).
- قال الله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ* صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).
اترك تعليقاً