تحويل آيا صوفيا: تاريخ وفن ومعنى
On 4:10 م by سارة النمرةآيا صوفيا
آيا صوفيا، التي تعني بالحروف اليونانية “الحكمة المقدسة”، تُعتبر واحدة من أعظم المعالم المعمارية الدينية البيزنطية التركية. تقع في الجزء الأوروبي من مدينة إسطنبول، وتحديداً في منطقة السلطان أحمد. يُذكر أن الرحالة المعروف ابن بطوطة قد زار هذا الصرح المذهل، ووصفه بأنه “من أعظم كنائس الروم، مُحاط بسور كبير يجعل منه في نظره مدينة، تتضمن ثلاثة عشر باباً. كما يحتوي على حرم يمتد لحوالي ميل، وباب دخول واسع يرحب بالجميع. وتصميمه الداخلي يتضمن أرضية مغطاة بالرُخام مع ساقية تتدفق منها المياه، محاطة بجدران مرتفعة مكونة من رُخام منقوش بصورة متقنة، بينما تتوزع الأشجار على جانبي الساقية.”
عمارة آيا صوفيا
تمثل آيا صوفيا قمة الفن المعماري البيزنطي، إذ شيدت بمشاركة حوالي 10,000 عامل تحت إشراف مهندسين آسيويين اثنين، هما إزيدروس وأنتيموس. وتأخذ المساحة الأفقية للبناء شكل مستطيل بعرض يقارب 70 متر وطول يقارب 80 متر. في وسط المبنى، يوجد جزء مربع يبلغ طول ضلعه حوالي 33 متر، ويتوج هذا الجزء بقبّة ضخمة ترتفع 54 متر، محاطة بـ 40 نافذة. علاوة على ذلك، هناك قبتان أصغر تدعمان القبّة الرئيسة، إلى جانب قُبّتين تمتدان بشكل متعامد. ويُعتبر المبنى وزخارفه مُصمّمة من رُخام ملون، بينما تُزيّن الأرضيات بلاط موزاييك بتصاميم هندسية مبهرة.
تاريخ آيا صوفيا
تم بناء كنيسة آيا صوفيا في عام 537م بناءً على طلب الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس الأول، وكانت تُعتبر الصرح الرئيسي للدولة المسيحية البيزنطية ومعلماً معمارياً مدهشاً للعاصمة القسطنطينية. لقد كانت تعتبر رمزاً للقوة العُمانية الشرقية. من المهم الإشارة إلى أن هذا المعلم ظل كنيسة حتى عام 1453م، حيث دخل القائد العُثماني محمد الفاتح المدينة، حول آيا صوفيا إلى مسجد إسلامي يُرمز لهيمنة الدولة العُثمانية. بدأ تنفيذ العبادات الإسلامية فيه، واستمر ذلك حتى عام 1923م. بعد انهيار الخلافة العُثمانية ووصول مصطفى كمال أتاتورك إلى الحكم، تم تحويل مسجد آيا صوفيا إلى متحف في عام 1935م، والذي يضم العديد من التحف الإسلامية والمسيحية.
اترك تعليقاً