تعريف آثار الإيمان بالبعث والحساب في الحياة الإيمانية والمعنوية
On 7:24 ص by ياسمين العبداللهالبعث والحساب
يعتبر البعث والحساب من أبرز مشاهد يوم القيامة التي ذكرها الله -تعالى- في كتابه العزيز. يُشير البعث إلى إحياء الله -تعالى- لمن وُضِعوا في قبورهم ليُحشروا للحساب على ما قدّموا من أعمال في حياتهم الدنيا. إن الإيمان بهذا اليوم وما يتضمنه من أحداث وآيات هو الركن الخامس في أركان الإيمان، وهو ما يجب على كل مسلم أن يؤمن به إيمانًا قويًا لا يتخلله أي شك أو ريب. فالإيمان الكامل يتطلب الاعتراف بجميع الأركان دون استثناء، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه: (أن تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، واليَوْمِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ).
آثار وثمرات الإيمان بالبعث والحساب
يترتب على الإيمان بالبعث والحساب العديد من الآثار والثمرات، ومنها:
- تعزيز الأجر والثواب، حيث يعد الإيمان بالبعث والحساب جزءًا من الغيبيات التي وعد الله بها المؤمنين بالرزق الكريم والهداية وحسن العاقبة يوم القيامة.
- التحفيز على القيام بالطاعات والرغبة في الالتزام بما يُحبّه الله ويرضاه، طمعًا في الأجر والثواب.
- الحرص على الابتعاد عن المعاصي وما يكرهه الله، والامتناع عن ما حذّر منه كخوف من العقاب.
- تسلية المؤمن عما يفوته في هذه الدنيا من خلال ما يرجوه من الأجر العظيم لدى الله -تعالى-.
- التحلي بالصبر في مواجهة الابتلاءات والرضا بقضاء الله وقدره.
- السعي لأسباب حسن الخاتمة، والتي تشمل الالتزام بالأعمال الصالحة وتجنب السيئات، والدعاء لله -تعالى- بحسن الخاتمة.
- الالتزام بالأعمال والأقوال المحببة إلى الله -تعالى- وتجنب ما يُبغضه.
معنى الإيمان بالبعث والحساب
الإيمان بالبعث يعني اليقين الكامل بأن الله سيبعث المخلوقات بعد وفاتها عند قيام الساعة. يقول الله -تعالى-: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ). أما الحساب أو الجزاء، فهو ما يُفرض على أعمال العبد من مكافأة أو عقوبة بعد البعث يوم القيامة، كما جاء في قوله -تعالى-: (مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا*وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا).
أدلة البعث والحساب من القرآن والسنة
هناك العديد من الآيات في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة التي تؤكد البعث والحساب. من هذه الأدلة:
- قال -تعالى-: (وَقالوا أَإِذا كُنّا عِظامًا وَرُفاتًا أَإِنّا لَمَبعوثونَ خَلقًا جَديدًا*قُل كونوا حِجارَةً أَو حَديدًا*أَو خَلقًا مِمّا يَكبُرُ في صُدورِكُم فَسَيَقولونَ مَن يُعيدُنا قُلِ الَّذي فَطَرَكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنغِضونَ إِلَيكَ رُءوسَهُم وَيَقولونَ مَتى هُوَ قُل عَسى أَن يَكونَ قَريبًا*يَومَ يَدعوكُم فَتَستَجيبونَ بِحَمدِهِ وَتَظُنّونَ إِن لَبِثتُم إِلّا قَليلًا).
- قال -تعالى-: (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ*وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ*قُلْ يُحْيِيهَا الَّذي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ).
- أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (قالَ اللَّهُ: كَذَّبَنِي ابنُ آدَمَ، ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ، وشَتَمَنِي، ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ؛ فأمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ فَزَعَمَ أنِّي لا أقْدِرُ أنْ أُعِيدَهُ كما كانَ، وأَمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ فَقَوْلُهُ: لي ولَدٌ، فَسُبْحانِي أنْ أتَّخِذَ صاحِبَةً أوْ ولَدًا).
- ورد عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (لا يؤمنُ عبدٌ حتَّى يؤمنَ بأربعٍ باللهِ وحدَه لا شريكَ له وأنِّي رسولُ اللهِ وبالبعثِ بعد الموتِ والقدرِ).
اترك تعليقاً