قصائد حب للشاعر فاروق جويدة
On 5:02 م by دلال الفرجقصيدة لأني أحبك
تعالي أحبك قبل أن نودع الحياة،
فما تبقى من العمر إلا القليل.
جئنا إلى هذه الحياة بأحلامٍ بريئة،
لكن الزمان القاسي قد عربد علينا.
تمنينا أرضًا تجمع الحيارى،
تحتضن الطيور وتسقي النخيل.
رأينا الربيع يتلاشى كرماد،
ولاحت لنا الشمس كذكريات أصيلة.
أحببنا نهرًا عشقناه كخمر،
رأيناه يومًا دماءً تسيل.
فإذا كانت أيام العمر قاسية في راحتي،
فحبك يمثل الأمل والظلال.
وما زلتِ كالسيف في كبريائي،
تقيد حلمي في عرينٍ ذليل.
وأنا لا زلت أعرف كيف تكون الأماني،
حتى وإن كان الطريق طويلاً.
تعالي، ففي العمر حلمٌ صعب المنال،
وما زلت أطمح للمستحيل.
تعالي، فما زال في الفجر أمل،
وفي الليل يبتسم بدرٌ جميل.
أحبك، والعمر حلمٌ نقي،
أحبك، رغم ثقل اليأس.
وستبقين وحدكِ صبحًا في عيني،
إذا ما ضعت في دروبي أنتِ دليلي.
قصيدة مدينتي بلا عنوان
الحب هو أن نجد الأمان مع الأماني،
ألا تضيع أعمارنا في القيود.
ألا تمزقنا الحياة بخوفها،
أن نشعر بإنسانيتنا.
أن نجعل من الأيام طيفًا هادئًا،
وأن نزرع الأحلام كشجرة بستان.
ألا يعاني أولادي من الجوع غداً،
ألا يكتئب الشخص بالحرمان.
قصيدة في رحاب الحب
جعلتكِ قبلةً للأرض يأتي إليك الناس،
من كل الأنحاء، وصغت عشقك نشيداً،
يترنم به الأمل كالضوء.
كم احتضنتكِ عيناي بشوق،
وكم حملتكِ في أحضاني.
وكم تاهت بي ظلال قلبي،
وفي عينيكِ كم أبحرت خيالي.
عدتُ إلى كعبتي فوجدت قبراً،
وزهراً يتراقص حوله الأفاعي.
سجدت لكِ في الهوى زمنًا طويلًا،
والآن أهرب من ضياعي.
قصيدة حبيبتي .. تغيرنا
تغير كل ما فينا.. تغيرنا،
تغير لون بشرتنا.
تساقط زهر روضتنا،
وتهالك سحر ماضينا.
تغير كل ما فينا.. تغيرنا،
زمان كان يسعدنا والآن يشقينا.
وحب عاش في دمنا،
تسرب بين أيدينا.
وشوقٌ كان يحملنا،
ثم أسكرنا أمانينا.
ولحن كان يبعثنا،
إذ جفت أغانينا.. تغيرنا.
تغيرنا… تغير كل ما فينا،
وأعجب من حكايتنا.. تكسر نبضها فينا.
كهوف الصمت تجمعنا،
دروب الخوف تلقينا.
وصرتِ حبيبتي كطيفٍ لشيء كان في صدري،
عشنا حياةً تفرحنا.. وعشنا أعوامًا تبكينا.
غدونا بعده ميتين.. فمن يا قلب يحيينا.
قصيدة وعادت حبيبتي
يا ليل، لا تعتب علي إذا رحلت مع النهار،
فالنورس الحائر عاد إلى أرضه.. لم يعد يهفو للبحار.
وأيامي محملة بنبضٍ حنون،
حتى دموع الأمس تغار من فرحي.
وشفتاي تبتسم في خلسة،
حتى إنني لم أكن أتساءل.. هل تشتاق إلى المكان؟
فالضوء جاء لينير ظلال العمر،
فخرج النهار من رحم العتمة.
يا ليل، لا تعتب علي،
فقد نزفت رحيق عمري في كفيك،
وشعرت بالألم يهزني في راحتيك،
وأنني طيلة الوقت ألقيت أحزاني عليك،
الآن أرحل نحو أملٍ جديد،
كم عاشت الآمال تهمس في خاطرchild.. من بعيد.
وقضيت عمري كطفلٍ،
يشتاق إلى عيد.. أي عيد.
حتى رأيت القلب ينهض من جديد.
لو كنت تعلم أنها مثل النهار،
يومًا ستأتي إلي.. سترى بأني لم أخنك،
بل قلبي يحن.. إلى النور.
يا ليل، لا تعتب علي،
قد كنت تعرف كم تعذبني أحلامي،
وتضحك.. في غفلة،
كم قلت لي إن الخيال يجلب الشقاء.
وظننت يوما أننا سنبقى أصدقاء،
أنا زهرة ضاعت في حقلها،
ورحيق عمري تاه في الفضاء.
يا ليل، لا تعتب علي،
أتعرف لوعة الشوق،
تنهد الليل الحزين في ألمٍ،
وقال في حزن: أنا أول العشاق.
فلقد وهبت الشمس عمري،
وغرست حبها في أعماقي.
الشمس خانتني وذهبت للقمر،
ورأيتها يومًا تحدق في الغروب تتمنى السهر.
قالت: لقد أحببت البدر.. فلا تعتب،
على من خان أو هجرت.
فالحب معجزة القدر.
قصيدة غداً.. نحب
جاء الرحيل حبيبتي.. جاء الرحيل،
لا تنظري للشمس في أحزانها.
فغداً ستبتسم بين النخيل،
ولتذكري كل يوم عندما
يشتاق قلبك للأصيل.
وستشرق الأزهار رغم دموعها،
وتعود للرقص كعادتها حول الغصون الجميلة.
ولتذكري كل عام كلما،
همس الربيع بشوقه نحو الزهور،
أو حينما يأتي المساء معذباً،
لكي يسكب الأحزان في ضوء القمر.
عودي إلى الذكرى.. كانت حدائق،
نثر الزمان الزهور على لياليها.
إن كانت الشمس الحزينة قد لفّت برودة،
فغداً سيعود الدفء ليملأ المنزل.
والأزهار ستعود لتدور حولنا،
لا تدعي أن الهوى سيموت حزنًا بعدنا،
فالحب جاء مع الوجود وعاش عمراً قبلنا،
وغداً نحب كما كنا قبل سنوات.. حبنا.
قصيدة عذراً حبيبي
في كل عام كنت أحمل زهرة،
مشتاقة تهفو إليك،
في كل عام كنت أقطف بعض أيامي،
وأنثرها عبيرًا في يديك.
في كل عام كانت الأحلام بستانًا،
يزين مقلتي.. ومقلتيك.
في كل عام كنت ترحل يا حبيبي في دمي،
وتدور ثم تعود في قلبي لتسكن شاطئيك.
لكن أزهار الشتاء بخيلة،
بخلت على قلبي.. كما بخلت عليك.
عذرًا حبيبي،
إن أتيت بدون أزهاري،
لألقي بعض أحزاني لديك.
قصيدة لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان
أنفاسنا حائرة في الأفق،
تبحث عن مكان
وجثث السنين نائمة بين ضلوعنا،
فأشتم رائحة شيء قد مات في قلبي،
وتسقط دمعتان.
فالعطر هو عطرك والمكان هو ذاته،
لكن شيئًا قد تحطم بيننا،
لا أنت أنت ولا الزمان كما كان.
عيناكِ هاربتان من ثأر قديم،
وفي الوجه سرداب عميق.
وتلال من الأحلام وحلم مُزيف،
ودموع قنديل تبحث عن سطوع.
عيناك كالتمثال تحكي قصة عبرت،
ولا يدرك الكلام.
وعلى شواطئها بقايا من حطام،
فالحلم سافر منذ سنين،
والشاطئ البائس ينتظر عائد.
وشواطئ الزمن ملّت من كهوف الإنتظار،
الشاطئ يشعر بالدوار.
لا تسأليني..
كيف ضاع الحب منا في الطريق،
يأتي إلينا الحب دون أن نعلم لماذا جاء،
وقد يمضي ويتركنا رمادًا.
فالحب أمواج، شطآن وأعشاب،
ورائحة تفوح من المحيط.
العطر هو عطرك والمكان ذاته،
واللحن هو نفسه،
أسكرنا وعربد في أعماقنا،
فذاب قلبان،
لكن شيئًا من زهر الأمس ضاع،
حلم تراجع.. توبة فشلت.. ضمير مات!
ليل في دروب اليأس يلتهم شعاع الحلم.
الحب في أعماقنا طفل تاه كالضياع،
نعيش الوداع ولم نفكر يومًا في الوداع.
اترك تعليقاً