آداب التعامل بين البشر
On 9:06 م by حسن العليالأخوة في الإسلام
تُعتبر الأخوة أحد الواجبات الأساسية التي ينبغي على المسلمين الالتزام بها كعبادة أمر بها الله سبحانه وتعالى، بهدف تعزيز الروابط بين المسلمين وتحقيق التضامن في المجتمع الإسلامي. تساهم هذه الرابطة في تقوية أواصر المجتمع وتوحيد صفوفه. كما تحمل هذه الروابط فوائد كبيرة للفرد وللأمة الإسلامية ككل. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى بعض السلوكيات التي قد تفسد هذه الروابط مثل النفاق، والفرقة، أو انتهاك الحقوق بسبب نزاعات دنيوية سواء كانت على مستوى الأسرة أو العمل. لذا، يجب أن تكون هذه الرابطة مستندة إلى المحبة الخالصة والمودة التي تسعى لمرضاة الله تعالى.
آداب الإخوة الإنسانية
روى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “وخالق الناس بخلق حسن”، مما يبرز أهمية التعامل مع الآخرين وفقاً للقيم الإسلامية التي حثَّ عليها النبي من صفات نبيلة. على الرغم من أنه يصعب العثور على شخص يتمتع بجميع الآداب والأخلاق، إلا أنه ينبغي السعي لتواجد الشخصيات المتمسكة بها لتعزيز العلاقات الأخوية. كما ورد في الحديث النبوي: “ورجلاّن تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه”. وفيما يلي بعض الآداب التي يجب مراعاتها في الإخوة الإنسانية:
- تحقيق التعاون والمساعدة عند الحاجة، وتقديم المعروف.
- الالتزام بالصداقة التي تستند إلى محبة الله، وتجنب العلاقات المعتمدة على المصالح الشخصية.
- تعزيز المحبة في الله، وأن تشمل الأخوة الصحبة الصالحة التي تُعزز الود، والسعادة، والرفق.
- الحفاظ على الستر بين الإخوة عند الحاجة للدعم المالي أو عند وقوعهم في الأخطاء، مع تجنب كشف الأسرار والعيوب. وقد حذر النبي من اتباع بعض الصفات التي يجب الابتعاد عنها أو عدم التعامل مع من يتحلى بها، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: “أربع من كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر”.
- تنبيه بعضهم البعض لعدم مصاحبة ذوي الأخلاق السيئة لضمان عدم التأثر بهم.
- ضرورة سلامة الصدر بين الأخوة بترك الحسد والأذى والابتعاد عن الخلافات، وتوجيه بعضهم إلى المعروف ونهيهم عن المنكر.
- ضرورة التحلّي بالحياء والاحتشام، حيث روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: “سمع النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رجلاً يعظ أخاه في الحياء، فقال: الحياء من الإيمان”.
- الحفاظ على الأسرار والعهود.
- الشكر والثناء على ما يقومون به من أعمال تفرج الكروب، أو إدخال السعادة على قلوب بعضهم، للحفاظ على المحبة والإخوة.
- حب الخير للأخ كما يحب لنفسه، والسعي لحمايته من الأذى، والإبعاد عنه شهوات الدنيا، وتقريبه إلى الله تعالى.
- الالتزام بالتواصل العاطفي من خلال السؤال عن بعضهم وزيارتهم.
- مناداتهم بأحب الأسماء إليهم.
أهمية الالتزام بآداب الصحبة
يستتبع الالتزام بآداب الصحبة فوائد عديدة، منها عدم تجاوز الأفراد على حقوق بعضهم البعض سواء بالكلام الجارح أو الاستيلاء على ممتلكات الغير بدون حق. كما يجب أن يكون كل فرد دعماً لآخره عند الحاجة، مما يساهم في ديمومة المحبة والأخوة. ومن الضروري عدم التفريط في هذه الروابط بسبب مواقف بسيطة؛ لأن المؤمنين الذين يجمعهم الأخوة كالجسد الواحد، كما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى”.
اترك تعليقاً