قصائد عن الحب والمشاعر الرومانسية
On 10:03 ص by يوسف السعيدالحب والرومانسية
الحب هو مجموعة من المشاعر العميقة والعواطف التي تتطور بين فردين. يمثل الحب شعورًا بالتحليق في سماء العواطف، ويعكس الاعتماد المتبادل بين الطرفين، حيث يمنح الحب شعورًا بالأمان والدفء. لقد عبر العديد من الشعراء عن عواطفهم تجاه محبوباتهم من خلال الشعر، وهنا نقدم لكم مجموعة من القصائد التي تتناول موضوع الحب والرومانسية.
حب وما كان في الصبا جهلا
جبران خليل جبران، شاعر وكاتب ورسام لبناني، يُعد واحدًا من أبرز شعراء المهجر، حيث وُلد عام 1883م وتوفي عام 1931م. ومن أجمل قصائده في الحب، القصيدة التالية:
حب وما كان في الصبا جهلا
بكر يدعو فلم تقل مهلا
أهل الهوى من أجاب دعوته
ومن عصى ليس للهوى أهلا
هل تبهج المرء نعمة حصلت
ما لم يكن مبهجا بها أهلا
هل يطلب المجد من مآزقه
من لم تشجعه مقلة نجلا
يا نجل يعقوب حق همته
على العلى أن ترى له نجلا
أبوك أسرى الرجال في بلد
ما زال فيه مقامه الأعلى
وأنت ما أنت في الحمى حسبا
وأنت من أنت بالحجى فضلا
طبك برء وفيك معرفة
بالنفس تشفي الضمير معتلا
إن تبدإ الأمر تنهه وإذا
وليت أمرا كفيت من ولى
ولا ترى الخوف إن تظننه
سواك أمنا ولا ترى البخلا
تبذل لا عابسا ولا برما
بطيب نفس يضاعف البدلا
ما ألطف النجدة الجميلة من
جميل وجه لبى وما اعتلا
رائف زين الشباب حسبك أن
أحرزت ما لم يحرز فتى قبلا
فكن ونجلاء فرقدي أفق
يهل فيه الوفاء ما هلا
وطاولا بالزكاء أصلكما
أكرم بفرع يطاول الأصلا
أليوم تستقبلان سعدكما
وبابه النضر عاقد فألا
باب من الزهر فادخلاه إلى
فردوس هذي الحياة واحتلا
أهدت إليه الرياض زنبقها
والورد والياسمين والفلا
وأودع الشعر فيه زينته
من كل ضرب بحسنه أدلى
بكل بت ألقت فواصله
في كل عقد مخضوضر فصلا
وكل لفظف طي نابتة
كالروح في جسم بهجة حلا
باب على المالكين عز وعن
حقكما قد إخاله قلا
يا حسن عرس عيون شاهده
لم تر في غابر له مثلاً
عاهد فيه الصفاء ذا كلف
جارى مناه وشاور النبلا
آثر حوراء نافست أدبا
خير العذارى وراجحت عقلا
تنابهت عن لداتها خلقا
وشابهت أبدع الدمى شكلا
توافق النعت واسمها فدعا
بالسحر في العين من دعا نجلا
ورب عين لولا تعففها
لامتلأت حومة الهوى قتلى
لله ذاك الوجه المورد ما
أصبى وذاك الوقار ما أحلى
قد كان في دولة البلاغة من
يصول فرحا وهكذا ظلا
كلامه رق مبتغاه سما
نظامه دق فكره جلا
ولا يجارى في المفصحين إذا
قال خطابا أو خط أو أعلى
ما زال يأتي بكل رائعة
وعزمه في البديع ما كلا
إذا توخى الثناء أكمله
وإن توخى الهجاء ما خلى
حديثه لا يمل من طرب
إذا حديث من غيره ملا
هو الصديق الأصفى لصاحبه
وهو الصدوق الأوفى لدى الجلى
فيا عروسين باقترانهما
يجتمع الصون والندى شملا
ويا شريكي صبابة وصبي
هما هما العمر أو هما أغلى
خير دعائي مهنئا لكما
عيشا سعيدين وازكوا نسلا
يا ما أنت وحشني وروحي فيك
أحمد شوقي، كاتب وشاعر مصري، يُعتبر من أعظم شعراء العصر الحديث، وقد لقب بأمير الشعراء. وُلِد وتوفي في مصر بين عامي (1868م-1932م). ومن قصائده المتنوعة في الحب والرومانسية:
يا ما أنت وحشني وروحي فيك
يا مئانس قلبي لمين أشكيك
أشكيك للذي قادر يهديك
ويبلغ الصابر أمله
أنا حالى في بعدك لم يرضيك
كان عقلك فين لما حبيت
ولغير منصف ودّك ودّيت
تنوى الهجران ولقاك حنيت
يا قلب أنت معمول لك إيه
هو سحرى جرى وإلا انجنّيت
كيد العوازل كايدني
بس إسمع شوف
دا انت مالكني من قلبي
والاّ بالمعروف
حبك كواني تعالى شوف
سَتر العذول دايما مكشوف
وأنا بالصبر أبلغ أملي
يا ما نسمع بكره وبعده نشوف
كتاب الحب
نزار قباني شاعر سوري ودبلوماسي معاصر، يشتهر بلقب شاعر المرأة. ومن أجمل قصائده التي قدمها لزوجته والمحبوبة بلقيس، هذه القصيدة:
ما دمت يا عصفورتي الخضراء
حبيبتي
إذن فإن في السماء
تسألني حبيبتي
ما الفرق بيني وما بين السما
الفرق ما بينكما
أنك إن ضحكت يا حبيبتي
أنسى السماء
الحب يا حبيبتي
قصيدة جميلة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر
الحب منقوش على
ريش العصافير وحبات المطر
لكن أي امرأة في بلدي
إذا أحبت رجلا
ترمى بخمسين حجر
حين أن سقطت في الحب
تغيرت
تغيرت مملكة الرب
صار الدجى ينام في معطفي
وتشرق الشمس من الغرب
يا رب قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبها تعادل الدنيا
غيره
فضع بصدري واحدا
يكون في مساحة الدنيا
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي تاريخ ميلادي
لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاختَرْت عينيك بلا تردد
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبداً من ربي
إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين
كي أكتب شعرا
في هاتين اللؤلؤتين
لو كنت يا صديقتي
بمستوى جنوني
رميت ما عليك من جواهر
وبعت ما لديك من أساور
ونمت في عيوني
عدي على أصابع اليدين ما يأتي
فأولاً حبيبتي أنت
وثانياً حبيبتي أنت
وثالثا حبيبتي أنت
ورابعا وخامسا
وسادسا وسابعا
وثامنا وتاسعا
حبيبتي أنت
وعاشرا
قصائد عن حب قديم
محمود درويش، شاعر فلسطيني، ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن، ويعتبر من أبرز الشعراء الذين ساهموا في تطوير الشعر العربي الحديث. وقد قام بتجسيد حبه لوطنه في شعره المليء بالمشاعر تجاه المحبوبة، وأحد أعماله الجميلة في هذا القطاع:
على الأنقاض وردتُنا
ووجهانا على الرملِ
إذا مرّتْ رياحُ الصيفِ
أشرعنا المناديلا
على مهل على مهلِ
وغبنا طيَّ أغنيتين كالأسرى
نراوغ قطرة الطّل
تعالي مرة في البال
يا أُختاه
إن أواخر الليلِ
تعرّيني من الألوان والظلّ
وتحميني من الذل
وفي عينيك يا قمري القديم
يشدُّني أصلي
إلى إغفاءةٍ زرقاء
تحت الشمس والنخلِ
بعيداً عن دجى المنفى
قريبا من حمى أهلي
تشهّيتُ الطفولة فيكِ
مذ طارت عصافيرُ الربيعِ
تجرّدَ الشجرُ
وصوتك كان يا ماكان
يأتيني
من الآبار أحياناً
وأحياناً ينقِّطه لي المطُر
نقيا هكذا كالنارِ
كالأشجار كالأشعار ينهمرُ
تعالي
كان في عينيك شيء أشتهيهِ
وكنتُ أنتظرُ
وشدّيني إلى زنديكِ
شديني أسيراً
منك يغتفُر
تشهّيت الطفولة فيك
مذ طارت
عصافير الربيع
تجرّد الشجرُّ
ونعبر في الطريق
مكبَّلين
كأننا أسرى
يدي لم أدر أم يدُكِ
احتست وجعاً
من الأخرى
ولم تطلق كعادتها
بصدري أو بصدرك
سروة الذكرى
كأنّا عابرا دربٍ
ككلّ الناس
إن نظرا
فلا شوقاً
ولا ندماً
ولا شزرا
ونغطس في الزحام
لنشتري أشياءنا الصغرى
ولم نترك لليلتنا
رماداً يذكر الجمرا
وشيء في شراييني
يناديني
لأشرب من يدك
ترمّد الذكرى
ترجّلَ مرةً كوكب
وسار على أناملنا
ولم يتعبْ
وحين رشفتُ عن شفتيك
ماء التوت
أقبل عندها يشربْ
وحين كتبتُ عن عينيك
نقّط كل ما أكتب
وشاركنا وسادتنا
وقهوتنا
وحين ذهبتِ
لم يذهب
لعلي صرت منسياً
لديك
كغيمة في الريح
نازلة إلى المغربْ
ولكني إذا حاولتُ
أن أنساك
حطّ على يدي كوكبْ
لك المجدُ
تجنّحَ في خيالي
من صداك
السجنُ والقيدُ
أراك استندتُ
إلى وسادٍ
مهرةً تعدو
أحسكِ في ليالي البرد
شمساً
في دمي تشدو
أسميك الطفوله
يشرئبّ أمامي النهدُ
أسميكِ الربيع
فتشمخ الأعشاب والوردُ
أسميك السماء
فتشمت الأمطار والرعدُ
لك المجدُ
فليس لفرحتي بتحيُّري
حدُّ
وليس لموعدي وعدُ
لك المجدُ
وأدركَنا المساءُ
وكانت الشمسُ
تسرّح شعرها في البحرْ
وآخر قبلة ترسو
على عينيّ مثل الجمرْ
خذي مني الرياح
وقّبليني
لآخر مرة في العمر
وأدركها الصباحُ
وكانت الشمسُ
تمشط شعرها في الشرقْ
لها الحنّاء والعرسُ
وتذكرة لقصر الرق
خذي مني الأغاني
واذكريني
كلمحْ البرقْ
وأدركني المساء
وكانت الأجراسْ
تدق لموكب المسبية الحسناءْ
وقلبي بارد كالماسْ
وأحلامي صناديقٌ على الميناء
خذي مني الربيع
وودّعيني
اترك تعليقاً