قصة أبو الدحداح: مثال على التضحية والإيمان
On 12:44 م by فاطمة الجعيديأبو الدحداح
أبو الدحداح هو الصحابي الجليل ثابت بن الدحداح بن نعيم، ويُعرف بلقب أبي الدحداح أو أبي الدحداحة. شارك أبو الدحداح في غزوة أحد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من الصحابة الذين صمدوا في وجه الشائعة الكاذبة التي أفادت بمقتل النبي. وقد وردت روايتان حول وفاته؛ الأولى تشير إلى أنه استُشهد يوم أحد على يد خالد بن الوليد رضي الله عنه، بينما تقول الرواية الثانية إنه شهد صلح الحديبية ومات لاحقاً على فراشه.
إنفاق أبي الدحداح
لقد بشّر النبي صلى الله عليه وسلم أبا الدحداح بجزاء وافر في الجنة، حيث كان أحد الأسباب وراء ذلك هو حادثة شهدها أبو الدحداح في يوم من الأيام. فقد شاهد غلاماً يحاول بناء سور حول بستانه، لكن السور كان سيعترض إحدى النخلات في بستان جاره. طلب الغلام من أبو الدحداح شراء النخلة، لكنه رفض. عندها قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أعطِه إياها بنخلة في الجنة”، ولكن الصحابي رفض ذلك أيضاً. ومع رغبة أبو الدحداح في الأجر، قرر شراء النخلة المتنازع عليها مقابل بستانه الذي يحتوي على ستمئة نخلة، بهدف الحصول على النخلة في الجنة. وقد وافق الرجل على البيع، ورحب النبي صلى الله عليه وسلم بفعل أبي الدحداح، مبدياً إعجابه بقوله: “كم من عذق دوّاح لأبي الدحداح في الجنة”. وعندما أبلغ أبو الدحداح زوجته بخبر تبرعه بجزء من بستانه، استقبلت الخبر بسعادة ورضا، وأظهرت دعمها له بما قام به من عمل صالح لله عز وجل.
عِبَر من صدقة أبي الدحداح
لقد استنبط العلماء العديد من الدروس والعبر من قصة تبرّع أبي الدحداح ببستانه في سبيل الله، ومن بين هذه العبر:
- الأهمية الكبيرة لعدم تعلق القلوب بالدنيا وفعالياتها، وضرورة الانشغال بالآخرة وثوابها باستمرار.
- فضل طاعة الزوجة لزوجها وتشجيعه على القيام بالأعمال الصالحة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
- ضرورة الاستجابة السريعة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيق آيات القرآن الكريم في حياتنا اليومية.
- اليقين بوعد الله تعالى وما أعده للمؤمنين من جوائز وأجور.
اترك تعليقاً