وظائف أجزاء الدماغ المختلفة وكيفية تأثيرها على السلوك البشري
On 12:14 ص by علي السعيديأجزاء الدماغ
المخ
يُعتبر المخ (بالإنجليزية: Cerebrum) الجزء الرئيسي والأكبر في الدماغ، ويتكون من نصفي الكرة المخية الأيمن والأيسر. يقوم المخ بأداء الوظائف العليا مثل تفسير اللمس والرؤية والسمع بالإضافة إلى الكلام والمنطق والعواطف والتعلم والتحكم في الحركة الدقيقة.
تتصل نصفي الكرة المخية بواسطة حزمة من الألياف تُدعى الجسم الثفني (بالإنجليزية: Corpus Callosum)، التي تسهل نقل الرسائل بين الجانبين. يقوم كل نصف من الكرة المخية بالتحكم في الجانب المعاكس من الجسم، وبالتالي فإن حدوث سكتة دماغية في الجانب الأيمن قد يؤدي إلى ضعف أو شلل في الجانب الأيسر، مثل الذراع أو الساق.
كذلك، لا تتشابه وظائف نصفي الكرة المخية بشكل دائم؛ فالنصف الأيسر مسؤول عن الكلام والفهم والحساب والكتابة، بينما يميل النصف الأيمن إلى الإبداع والمهارات الفنية والموسيقية. يُعتبر النصف الأيسر الأكثر استخدامًا في اليد واللغة لدى حوالي 92% من الأشخاص.
ينقسم كل نصف من الكرة المخية إلى مناطق رئيسية تُعرف بالفصوص، وترتبط كل منها بوظائف مختلفة، وهذه الفصوص كما يلي:
- الفصوص الأمامية: تُعرف أيضًا بالفصوص الجبهية (بالإنجليزية: Frontal lobes) وتعتبر إحدى أكبر الفصوص، وتقع في الجزء الأمامي من الدماغ. تقوم هذه الفصوص بتنسيق السلوكيات العليا مثل المهارات الحركية وحل المشكلات وإصدار الأحكام والتخطيط والتركيز، بالإضافة إلى إدارة العواطف والتحكم في نبضات القلب.
- الفصوص الجدارية: تقع الفصوص الجدارية (بالإنجليزية: Parietal lobes) خلف الفصوص الأمامية وتلعب دورًا في تنظيم وتفسير المعلومات الحسية الواردة من مناطق أخرى في الدماغ.
- الفصوص الصدغية: تُوجد الفصوص الصدغية (بالإنجليزية: Temporal lobes) على جانبي الرأس بمستوى الأذنين، وتشارك هذه الفصوص في تنسيق وظائف معينة مثل الذاكرة البصرية (مثل التعرف على الوجه) والذاكرة اللفظية (مثل فهم اللغة) وتفسير مشاعر وردود أفعال الآخرين.
- الفصوص القذالية: تقع الفصوص القذالية (بالإنجليزية: Occipital lobes) في الجزء الخلفي من الدماغ، وترتبط بتفسير المحفزات والمعلومات البصرية. تحتوي الفصوص القذالية على القشرة البصرية الأساسية التي تستقبل وتفسر المعلومات من شبكية العين، ويمكن أن يؤدي تلف هذا الفص إلى مشاكل بصرية مثل صعوبة التعرف على الأشياء، أو تمييز الألوان، أو قراءة الكلمات.
جذع الدماغ
يقع جذع الدماغ (بالإنجليزية: Brain Stem) أمام المخيخ ويتصل بالحبل الشوكي، ويتكون من ثلاثة أقسام رئيسية:
- الدماغ المتوسط: يساهم الدماغ المتوسط (بالإنجليزية: Midbrain) في التحكم في حركة العين ومعالجة المعلومات السمعية والبصرية.
- الجسر: يُعتبر الجسر (بالإنجليزية: Pons) أكبر أجزاء جذع الدماغ ويقع أسفل الدماغ المتوسط. يتكون من مجموعة من الأعصاب التي تساعد في الربط بين مختلف أجزاء الدماغ ويحتوي على بداية بعض الأعصاب القحفية التي تُشارك في حركات الوجه ونقل المعلومات الحسية.
- النخاع المستطيل: يُشغل النخاع المستطيل (بالإنجليزية: Medulla oblongata) الجزء الأدنى من الدماغ ويعمل كمركز تحكم لوظائف القلب والرئتين، كما يُساهم في تنظيم وظائف حيوية أخرى مثل التنفس والعطاس والبلع.
المخيخ
يُوجد المخيخ (بالإنجليزية: Cerebellum) خلف جذع الدماغ، وهو كتلة دائرية متصلة بالدماغ عبر سُبل عصبية ضخمة (بالإنجليزية: Nerve tracts). يبدو المخيخ مشابهًا للمخ الذي يُعتبر الكتلة الرئيسية للدماغ، ويلعب دورًا هامًا في الحفاظ على توازن الجسم وتنسيق الحركات.
غالبًا ما تؤدي الإصابات أو الأمراض التي تصيب المخيخ إلى اضطرابات عصبية عضلية، مثل الترنح أو اضطرابات في تنسيق حركات الأطراف، وقد يُسبب فقدان التحكم العضلي المتكامل اهتزازات في الجسم وصعوبة في الوقوف.
الدماغ البيني
يقع الدماغ البيني (بالإنجليزية: Diencephalon) في قاعدة الدماغ ويحتوي على ما يلي:
- المهاد: يقوم المهاد (بالإنجليزية: Thalamus) بنقل الإشارات العصبية التي تصل إلى الدماغ، كما يُساهم في الوعي والذاكرة والنوم.
- فوق المهاد: يعمل فوق المهاد (بالإنجليزية: Epithalamus) كحلقة وصل بين الجهاز الحوفي (بالإنجليزية: limbic system) وأجزاء أخرى من الدماغ، حيث يُعتبر الجهاز الحوفي جزءًا من الدماغ المرتبط بالعواطف والذاكرة طويلة الأمد والسلوك.
- تحت المهاد: يُساهم تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) في الحفاظ على توازن جميع وظائف الجسم عبر تنظيم الدورات الفسيولوجية اليومية، مثل دورة النوم والاستيقاظ، والسيطرة على الشهية، وتنظيم درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى التحكم في إنتاج وإفراز الهرمونات.
حجم الدماغ
يُعتبر الدماغ من أكبر وأكثر الأعضاء تعقيدًا في جسم الإنسان، حيث يتكون من أكثر من 100 مليار خلية عصبية مرتبطة مع بعضها عبر تريليونات من التشابكات العصبية (بالإنجليزية: Synapses). يتمتع الدماغ البشري بنفس البنية الأساسية الموجودة لدى الثدييات الأخرى، إلا أنه أكبر حجمًا بين أدمغة الفقاريات نسبة إلى وزن الجسم، إذ يبلغ وزنه حوالي 1.5 كيلوغرام، ويشكل 2% من وزن الجسم الكلي. ويبلغ متوسط حجم الدماغ لدى الذكور حوالي 1274 سم³، بينما يبلغ لدى الإناث نحو 1131 سم³.
اترك تعليقاً