أجمل مقتطفات من الشعر العربي
On 9:22 م by سماء الهاشميأبيات تصف الطبيعة
- قال الشاعر إيليا أبو ماضي:
رَوضٌ إن قَدِمتَ إليه مفعماً بالضيق،
يفرِّج عن قلبك ما يُثقل من الكروب.
يُعيد للنفس روحها مُلهَمةً،
وينسي العاشق حبيبه.
إذا نعى عليه الغمام فإن الزهر،
يشكو من الأسى جدوله.
تلتقي لدى هذا الفضاء،
ولن تجد له ضِرابا.
وقد أبدع قطر الندى في عذوبته،
فصار علامة جليلة.
من أغصان تتراقص بفخر،
ومن أزهار تفوح عطراً.
ومن طيور إذا غنت،
تعود بمشاعر مستنهضة.
ونرجس يرنو كالرقيب،
وليس يحتاج إلى رقيب.
وأقحوان يعرض لك لؤلؤاً،
وجلنار يشبه اللهيب.
وجداول تنساب باستمرار،
كأنها تتبع مُريباً.
تسمع أحياناً خريرها،
وأحياناً أخرى دويّ القَرْب.
إذا تدفقت على أرض جرداء،
تغدو بها غنية.
أو تتجمع لدى خصيبة،
فتعود قاحلة ومنسيّة.
فما إن جاءها ضعيف،
حتى لا يأتي بعده طبيب.
وكل معنى فيها جميل،
يعلّم الشاعر العبقري.
أرضٌ إذا زارها غريب،
يصبح منها كالغريب.
- قال أحمد شوقي:
تلك الطبيعة تنادي بنا، يا ساري،
لكي أريك إبداع صنع الخالق.
الأرض من حولك والسماء قد اهتزتا،
لروائع الآيات والآثار.
من كل ناطقة بالعظمة كأنها،
أم الكتاب على لسان القارئ.
دلت على ملك الملوك، فلم تترك،
دليل الفقهاء والأحبار.
من شك في ذلك، فنظرة إلى صنعه،
تمحو كل شك وإثارة إنكار.
كشفت الغطاء عن الأسرار، وأشرقت،
منها طبيعة لا تستر.
أبيات في العتاب
- قال الغطمش الضبي:
ألا رب من يغتابني ويدعو أنني،
أبوه الذي يُنسب إليه.
على رغم الحذر من أمه أو بغض،
فيغلبه فحل ينجب.
فبالخير لا بالشر ارجو مودتي،
وأي إنسان يُقاتل منه الترهيب.
أقول وقد سالت مني دمعة،
أرى الأرض ثابتة والأصدقاء يذهبون.
أصدقاء لو لم يصبكم القدر،
عتبت، ولكن ما على الزمن معاتب.
وكيف أترقب الحياة وقد رحل،
عبيد وجواب وقيس وجرعاب.
- قال أحمد شوقي:
على قدر الحب يأتي العتاب،
ومن عاتبت يفديه الأصحاب.
استيقظت فأنكر قلبي السلوى،
وعادت المشاعر إلى الطرب.
وللعيش نكهة، فإذا غابت،
فكل البقايا في الكأس صاب.
وما ورثت له عندي حبال،
ولا ضاقت به الثياب.
كأن رواية الأشواق تعود،
على بدء وما كمل الكتاب.
إذا عوضت عن عشق بعشق،
أعيد الكأس وامتد الشراب.
وكل هوى يتخلل الملامة،
وحبك في الملامة دون شبهة.
لأنك وطن كالكهف،
وأنت حقوق مصركم والطلاب.
- قال ابن سناء الملك:
أصبتِ فؤادي بعدما رميت،
ولن ينجيني منك فرط الحذر.
وما إن رميت بسهم القسي،
لكن رمَيْتِ بسهم النظر.
فنظرة طرفك تنافذ القلوب،
وكسر جفنك يدفع الوتر.
أبيات في الموت
- قال أبو العلاء المعري:
إن قرب الموت مني،
فلست أبتغي قربته.
وذاك أحصن حصون،
يُصبر القبر على دربه.
من يلقاه لا يُراقبه،
خطراً ولا يخشى كربه.
كأني رب إبل،
أضحى يُمارس جربه.
أو ناشط يتجول،
في أرض مقفرة تتردد.
وإن رُدّد لي أصلي،
فدفنت في شر تربته.
والوقت لم يمر إلا،
وحلّ في العمر أوبته.
كل يُحاذر حتفاً،
وليس يعدم شربه.
ويخشى الصارم العض،
بأن يمس كربه.
والنزع فوق فِراش،
أشاق من ألف ضربة.
واللب يعاني فينا،
طبعاً يكدح حربه.
يا ساكن اللحد، عرف،
ني الحِمام وإربه.
ولا تخل من كرم،
فما لي بذلك دربه.
يكرّ في الناس مثل الأجناس،
كالدليل للمعاود سربه.
أو كالمعير من العاصي،
يسلُك زربه.
لا ذات سرب تُعري الرُدى ولا ذات سربه،
وما أظن المنايا،
تخطو كواكب جربه.
- قال الفرزدق:
أرى الموت لا يترك أحداً ذي جَلادة،
ولا غيره إلا اقترب له مُرصداً.
أما تصحح الدنيا لنا بعض ليالٍ،
من الدهر إلا عاد شيء ففاسد.
ومن حمل الخيل العتاق على الوَجا،
تقاد إلى الأعداء مثنىً ومفرد.
لعمرُك ما أنسى ابن أحوز، ما جرت،
رياحٌ وما فاء الحمام وغرد.
لقد أدرك الأوتار إذ حمي الوغى،
بأزد عمان إذ أباحوا وأشهدا.
اترك تعليقاً