أحكام الأضحية في مذهب المالكية
On 4:19 ص by حسن العليأحكام الأضحية وفق المذهب المالكي
تُعرَف الأضحية بأنها ما يُقدَّم من النعم ذبحًا أو نحرًا تقربًا إلى الله تعالى خلال أيام النحر، وتقتصر على أنواع معينة من النعم، وهي: الغنم، الأبقار، والإبل. وقد أُقيمت مشروعية الأضحية في المدينة المنورة خلال السنة الثانية من الهجرة، حيث توافق المسلمون على فرضيتها.
وفقًا لما قاله الإمام مالك: “الأضحية سُنة وليست فرضًا”، يتعين على كل مسلم بالغ وعاقل، سواء كان مقيمًا أو مسافرًا، ذكراً كان أو أنثى، أن يضحي. ومع ذلك، فإن الحجاج المُحرمين ليس عليهم أضحية في مذهب المالكية.
شروط الأضحية
توجد عدة شروط يجب توافرها في الأضحية، منها:
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا تُذبحوا إلا ما بلغ السن، إلا أن يعسر عليكم فيُذبح جذع من الضأن”. فالمسن من الإبل هو ما أكمل خمس سنوات ودخل في السادسة. أما البقر فيجب أن يكون قد بلغ ثلاث سنوات ودخل في الرابعة، والماعز يجب أن يتم السنة ويقترب من السنة الثانية، بينما يجوز أن تكون جذعة الضأن، وهي ما أكملت ستة أشهر.
- يتفق الفقهاء على ضرورة خلو الأضحية من العيوب كالعَرج، العور، والمرض وكذلك أن لا تكون هزيلة. يستند هذا إلى حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- الذي قال: “لا يضَحَّى بالعرجاء بين ظلعها، ولا العوراء بين عورها، ولا المريضة بين مرضها، ولا بالعجفاء التي لا تنقى”.
- المشاركة في الأضحية.
في المذهب المالكي، لا يجوز المشاركة في الأضحية من حيث القيمة المالية، إذ إن التقرب لله يتطلب الذبح وإراقة الدم وهذا عمل غير قابل للتجزئة. ومع ذلك، يمكن مشاركة الأشخاص في الأجر والثواب، على أن يكون المشاركون من المقيمين في ذات المكان أو من الأقارب مثل الأبناء والإخوة وابن العم.
أوقات الذبح وفق المالكية
- أيام الذبح
روى الإمام مالك عن ابن عمر أن “الأضحى يومان بعد يوم الأضحى”. وذكر القاضي عبد الوهاب أن أيام الأضحى تشمل يوم النحر ويومان بعده، ولا تُذبح الأضاحي في اليوم الرابع، ويجب أن يتم الذبح في النهار وليس في الليل، استنادًا إلى قوله تعالى: “وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ”، مما يُشير إلى أن الذبح سيكون في النهار فقط.
- وقت الذبح الذي يُجزئ مع النية
يبدأ وقت الذبح بعد صلاة العيد، حيث يقول الحافظ ابن عبد البر: “لا خلاف بين العلماء أن من ذبح أضحيته قبل أن يذهب إلى المصلى، لا تُعتبر أضحيته”. يُعتبر تعيين الأضحية جزءًا من وقت الذبح، ووفقًا للمالكية، إذا توفي صاحب الأضحية، ستدخل الأضحية ضمن التركة، ولكن إذا توفي بعد ذبحها، فإنها تكون أضحية ولا يتم تقسيم لحمها على ورثة.
من السنّة أن يقوم المُضحّي بذبح أضحيته بنفسه اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، سواء كان رجلًا أو امرأة. فقد أوصى النبي أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- بأن تذبح بناته أضاحيهِن بأيديهن.
شروط الذبح
- التسمية عند الذبح: يرى الإمام مالك أن التسمية واجبة عند الذبح، فإذا نسيها فإن الذبيحة تكون صحيحة. لكن إذا تعمّد تركها فإنها لا تؤكل.
- قطع الحلقوم والودجين: يجب قطع الحلقوم وقطع الودجين، وهما العرقان الموجودان على جانبي العنق اللذين يتدفق منهما الدم، وذلك استنادًا إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ما أنهر الدم وذُكر اسم الله عليه فكل”.
اترك تعليقاً