أسباب الفشل في الحياة الدنيا والآخرة
On 12:08 ص by سارة النمرةمنع حقوق الله وحقوق عباده وضرورة إنكار المنكر
يُعتبر الظلم، بجميع أنواعه، من أبرز أسباب الهلاك في الدارين. ومن مظاهر الظلم عدم الوفاء بالحقوق، سواء كانت حقوقاً خاصة بالله أو بالبشر. فقد أُخبرنا عن أبي بكر -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ الناسَ إذا رأوا الظالمَ فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقابٍ من عنده). لذا، فإن انتشار الظلم سواء بالكلام أو الفعل، دون وجود من ينكر هذا الظلم بجميع أشكاله، قد يؤدي إلى عقاب إلهي يشمل الجميع، كما جاء في الحديث.
البخل والشح بالمال
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- نقل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اتَّقُوا الظُّلْمَ، فهو ظلمات يوم القيامة، واتَّقُوا الشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ من كان قبلكم، فقد دفعهم إلى سَفك دمائهم واستحلال محارمهم). يُظهر الشح، أو البخل، وعدم إنفاق المال فيما يُرضي الله كيف يمكن أن يحجب النفس عن الهداية ويقسي القلب ويُسبب عواقب وخيمة، بما في ذلك الذل في الحياة الدنيا والعقوبة في الآخرة.
انتشار الفساد وارتكاب المعاصي علنًا
تؤدي المجاهرة بالمعاصي إلى هلاك صاحبها في الدنيا، حيث تغمره الشهوات وتُبعده عن التوبة. فالمجاهر بمعصيته قد يصبح أسيرًا لعاداته السيئة، مما يمنعه من العودة إلى الله بسبب خوفه من نظرة المجتمع. وقد أوضح النبي -عليه السلام- في الحديث الش الشريف أن المجاهرين بمعاصيهم محرومون من مغفرة الله، حيث قال: (كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجَاهِرِينَ، وإنَّ منَ المُجَاهَرَةِ أنْ يعملَ الرجلُ بالليلِ عملًا، ثم يُصبح وقد سَتَرَهُ اللهُ عليه، فيقول: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحةَ كذا وكذا، وقد باتَ يسترُه رَبُّه، ويُصبحُ يكشفُ سِتْرَ اللهِ عنه).
ظاهرة الربا وعواقبها
لقد توعّد الله آكلي الربا بالمحاربة في الدنيا والآخرة، إذ يُعَد الربا من الكبائر التي تهلك العبد. إن أعظم خطر قد يتعرض له الإنسان هو محاربة الله له، فضلاً عن لعنة الله وغضبه. فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لعن الله آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه). كما جاء في القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الربا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ* وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). إذ أن مخاطر ومفاسد الربا تتسع لتشمل شتى مجالات الحياة.
عقوق الوالدين
يُعتبر عقوق الوالدين من كبائر الذنوب التي تُعرض الإنسان للهلاك. فالذي يُعق والديه يستحق العقوبة في الدنيا بعدم التوفيق وضيق العيش، فضلاً عن العواقب الأليمة في الآخرة. فقد أورد عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ؛ العاقُّ لوالِديه، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِديه، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى).
اترك تعليقاً