أسباب انحراف الأبناء وسوء سلوكهم
On 4:20 م by نادية الشريفأسباب فساد الذرية
تتعدد الأسباب التي تؤثر سلبًا على القيم الأخلاقية التي تشكل أساس صلاح أو فساد الطفل، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
أثر الأسرة والتربية
تعتبر الأسرة من أكثر العوامل تأثيرًا، حيث تشكل المكان الذي يتواجد فيه الطفل منذ لحظته الأولى في الحياة. تلعب الأسرة دورًا حيويًا في صياغة شخصية الطفل وتوجيه اتجاهاته النفسية والفكرية والدينية من خلال عملية التنشئة الاجتماعية، حيث يتعلم منها أنماط السلوك المختلفة.
يتحمل الوالدان المسؤولية الكبرى في هذه التنشئة، إذ يقع على عاتقهما تربية الطفل تنشئة سليمة، مع الحرص على تعليمه وتوجيهه نحو القيم الأخلاقية الحميدة. وبالتالي، فإن تصرفات الأبناء تعكس بشكل كبير معايير وسلوكيات الآباء، حيث يتمثل الأب والأم في نظر الطفل بالنموذج المثالي الذي يسعى الطفل لتقليده.
تأثير الأصدقاء في المدرسة
لا يقل تأثير الأصدقاء في المدرسة أهمية عن تأثير الأسرة. تُعد المدرسة البيئة الأولية التي ينطلق منها الطفل بعد الأسرة، حيث يبدأ في تكوين العلاقات والتواصل مع أقرانه. تختلف أخلاق الأصدقاء وتربيتهم، مما يعني أن الطفل سيتأثر بهم بشكل مباشر. لذا، يكتسب الأبوين دورًا رئيسيًا في تعليم الطفل كيفية اختيار الصحبة الصالحة.
تتجلى مسؤولية الأبوين في مراقبة ما يتعرض له الطفل من تأثيرات سلبية في المدرسة، والتدخل لعدم التعرض للألفاظ السيئة أو السلوكيات الخاطئة. ويجب أن يسعى الأبوين إلى اختيار المدرسة التي تُعزّز القيم الأخلاقية وتُعلم الطفل أهمية الخوف من الله واللجوء إليه.
تأثير المجتمع
يتمتع المجتمع بنفوذ كبير في تشكيل شخصية الطفل، إذ تلعب البيئة الاجتماعية دورًا حاسمًا في اكتساب السلوك، والعادات، والمبادئ الأخلاقية. يتأثر الأطفال بسلوكيات من حولهم في المنزل والمدرسة والحي، حيث تخزن أذهانهم ما يشاهدونه ويسمعونه. وتظهر الأخلاق من خلال مظاهر السلوكيات والكلمات، فإذا كانت الأخلاق جيدة، ستنعكس إيجابيًا في الأفعال والكلمات.
استراتيجيات لتعزيز صلاح الذرية
يستطيع الآباء والمعلمون اتباع عدة استراتيجيات لتعزيز صلاح الطفل وتحسين سلوكه، ومن هذه الاستراتيجيات:
- الحوار الإيجابي
يمكن تحقيق ذلك من خلال النقاش وطرح الأسئلة، حيث يتم تبادل الآراء حول موضوع معين يهم الطفل، مما يساعده على البحث عن الحقائق ويمنحه القدرة على التمييز بين الأفكار الصحيحة والخاطئة.
- القدوة الحسنة
يُظهر الأطفال نزعة فطرية في البحث عن القدوة، وهذا ما يؤكده نبوة الأنبياء والمرسلين. يتخذ الطفل من أبويه نموذجًا يحتذي به، مما يعني أن صلاح الأبوين يؤدي إلى نشأة طفل صالح، حيث يلاحظ الطفل سلوكيات أبوينه ويحاكيها بشكل طبيعي.
- الممارسة والتطبيق
تعتبر الممارسة من الأساليب الفعالة لترسيخ المعارف التي اكتسبها الطفل، حيث تساهم في تحسين أدائه من خلال التكرار ومحاولة تصحيح الأخطاء. إذا واجه صعوبة، فإنه يسأل ويعيد المحاولة حتى يتمكن من الحفظ.
- الترغيب والترهيب
يعتبر هذا الأسلوب فعالاً في تعليم الأطفال السلوك الجيد. عندما يسعى الأهل لتعزيز سلوك معين، يمكنهم استخدام وسائل التنبيه والجوائز مثل الهدايا أو زيادة وقت اللعب. وفي حال حدوث سلوك غير مرغوب فيه، يُستخدم الترهيب بالتحذير أو العقاب بشكل مناسب.
اترك تعليقاً