أسباب اندلاع الثورة المهدية
On 7:33 ص by مريم الشمريالثورة المهديّة
على مرّ التاريخ، شهدت المنطقة العربيّة والإسلاميّة العديد من الثورات والاحتجاجات الشعبيّة الناتجة عن السياسات الخاطئة في الحكم والإدارة. ومن بين هذه الثورات، تبرز ثورة المهدي التي بدأت شراراتها الأولى في السودان. فما هي تفاصيل هذه الثورة؟ وما هي العوامل التي أدت إلى اندلاعها؟
نشوء الثورة المهديّة
قاد الشيخ محمّد أحمد المهدي، المولود في جنوب دنقلة، حركة تغييريّة اجتاحت السودان، رافعًا راية الثورة ضد النظام السائد. وقد بدأت ملامح الثورة المهديّة في جزيرة أبا حيث سعى المهدي إلى تحقيق تغييرات اجتماعيّة ودينيّة تشجع الناس على العودة إلى دينهم والتمسك بشريعتهم. وفي عام 1881، أعلن المهدي دعوته وشرع في تحريض الناس على الثورة، مما جعل الآلاف من السودانيين يلتفون حوله. ونجح المهدي في غضون أربع سنوات في هزيمة الحكم القائم في السودان، إذ تمكن من دخول الخرطوم، عاصمة البلاد، في عام 1885. وقد أثار هذا النجاح قلق الحكومة البريطانيّة، التي كانت تملك نفوذًا كبيرًا في مصر والسودان، مما دفعها لإرسال حملات عسكريّة بقيادة الجنرال هيكس وغوردن، لكن المهدي كان يتغلب عليها في جميع المواجهات.
بعد وفاة المهدي، تولى عبدالله التعايشي قيادة الثورة، حيث واصل خطواته في توسيع حدود الدولة. ومع ذلك، أدت طموحاته الكبيرة ونقص السيطرة على المناطق الشاسعة إلى هزيمته في معركة توتشكي التي أُقيمت بهدف احتلال مصر، لينتهي بذلك عصر الدولة المهديّة في عام 1899.
عوامل اندلاع الثورة المهديّة
تتعدد أسباب الثورة المهديّة، ومن أبرزها:
- الضرائب المرتفعة التي فرضتها الحكومة التي عينها والي مصر محمّد علي باشا ومن خلفه، حيث كانت السودان تحت حكم مصر في تلك الفترة.
- مقاومة القيادة السّودانيّة، المعروفة باسم الحكمداريّة، لتجارة الرقيق، التي كانت تشكل مصدر رزق للكثير من الأفراد.
- النفوذ الغربي في السودان، حيث تمكنت بريطانيا من فرض سيطرتها على الأوضاع في مصر والسودان، فتدخلت القنصليّات البريطانية والمعتمد البريطاني في مصر في شؤون البلاد، مما تسبب في استياء شعبي واسع نتيجة النفور من الحكم الغربي المرتبط بممارسات غير أخلاقية.
- البعد الديني والفكري في الثورة المهديّة، الذي تمثل في فكرة المهدي المنتظر التي قام بالدعوة إليها محمّد أحمد، والتي ساهمت في حشد الناس وكسب تأييدهم، خصوصًا في ظل الظروف السائدة من مظالم وفوضى في البلاد.
اترك تعليقاً