أشعار رومانسية لليل
On 11:24 م by رياض العمريقصيدة مساء الخير يا قمراً
يقول الشاعر حسين أحمد النجمي:
مساء الخير يا قمراً
على آفاقنا يظهرْ
مساء الخير يا أحلى
من الدرّاق والسكرْ
ويا أغلى من الياقوت
والمرجان والأصفرْ
ويا من فوق أهدابي
وبين جوانحي تسهرْ
أنام السحر في عينيك
أم في هد بها أبحرْ
مساء الخير يا زهراً
يلون دربي الأخضرْ
مساء الند والأطياب
والكافور والعنبرْ
مساء الشوق والأنغام
والأشعار والمزهرْ
فأنت من السنا أبهى
وأنت من الشذى أعطرْ
وأنت على مرايا الليل
تمثالٌ من المرمرْ
يطل الكحل من عينيكِ
يغرق طرفكِ الأحورْ
ينام الشعر في خديكِ
يلثم لونها الأحمرْ
ويكتب فيك أبياتاً
بقصة حبنا تذكرْ
يخلدها وينقشها
بصفحة صدره الأسمرْ
وينشرها على الدنيا
ويخفي سرها الأكبرْ
مساء الشعر يا نغماً
على قيثارتي يسحرْ
ويا من صوتها الفتان
من همس الشذا أشعرْ
حبيبة عمري الآتي
تعالي نخلنا أثمرْ
قصيدة المساء الأخير
يقول الشاعر بدر شاكر السياب:
برب الهوى يا شمس لا تتعجلي
لعلي أراها قبل ساع الترحل
سريت فأفق الغرب يلقلك باسمًا
طروبًا وأفق الشرق بادي التذلل
كأنّ السنا إذ فارق الأرض واعتلى
رؤوس الروابي والنخيل المسبل
أحاسيس أخفاها الفؤاد وصانها
زمانًا ففاضت من عيون ومقل
وصفصافة مخضوبة الرأس بالسنا
تراع بزفزاف من الريح معول
تبين كعذراء من الريف أقبلت
بجرتها من دافق الماء سلسل
نعى لي وللناس النهار مؤذن
وقد كان ينعي لي فؤادي ومأملي
تمنيته لا يسمع الصوت أخرسا
تمنيت لو يهوي إلى الأرض من عل
ألا وقرت آذان من يسمعونه
بأشلاء قلب في ضلوعي مقتل
ألا نثرت من تحت أقدامه أسى
حجارة ذاك المسجد المتبتل
أطرت عصافير الربى حين غادرت
كأن بتغريد العصافير مقتلي
رأيت بها بدهر مجنح
فأبغضت أشباه العدو المنكل
كأني به لما يمد جناحه
يمد لأكباد الورى حد فيصل
ألا ليت عمر اليوم يزداد ساعة
ليزداد عمر الوصل نظرة معجل
قصيدة مساء
يقول نزار قباني:
قفي كستنائية الخصلاتمعي في صلاة المسا التائبةعلى كتف القرية الراهبةويرسم فوق قراميدهاقفي وانظري ما أحب ذراناوأسخى أناملها الواهبةوترسو على الأنجم الغاربةعلى كرز الأفق قام المساءوتشرين شهر مواعيدنايلوح بالديم الساكبهتنادي عصافيرها الهاربةوفضلات قشٍ وعطرٌ وجيعٌشحوبٌ شحوبٌ على مد عينيوشمسٌ كأمنيةٍ خائبةبيادر كانت مع الصيف ملأىتندعو عصافيرها الهاربةوفضلات قشٍ وعطرٌ وجيعٌوصوت سنونوةٍ ذاهبهشحوبٌ شحوبٌ على مد عينيوشمسٌ كأمنيةٍ خائبة
قصيدة أيها البعيد كمنارة
تقول الشاعرة غادة السمان:
وأصرخ بملء صمتيأحبكوأنت وحدك ستسمعنيمن خلف كل تلك الأسوارأصرخ وأناديك بملء صمتيفالمساء حين لا أسمع صوتكمجزرةالليل حين لا تعلق في شبكة أحلاميشهقة احتضار واحدةالمساءوأنت بعيد هكذاوأنا أقف على عتبة القلقوالمسافة بيني وبين لقائكجسر من الليللم يعد بوسعيأن أطوي الليالي بدونكلم يعد بوسعيأن أتابع تحريض الزمن البارد
قصيدة ويمضي المساء على جفن درب
يقول الشاعر فاروق جويدة:
ويمضي المساء على جفن دربتركناه يومًا لكأس القدرتعربد فيه ليالي الصقيعووحل الشتاء وموت الزهروتمضي الحياة على وجنتيهكحلم تعثر ثم انتحروفوق المقاعد عهد قديموأصداء نشوى وطيف عبرويبكي الطريق على الراحلينعلى من مضى أو جفا أو غدرويمضي المساء على جفن دربرعانا بدفء كشمس الشتاءرأينا على شاطئيه الأمانوحلمًا يداعبنا في الخفاءوفي الدرب عشنا ربيع الأمانيسكارى نعانق فيها السماءشدونا نشيد الهوى للحيارىوفي الحب تحلو ليالي الغناءرجعنا إلى الدرب بعد الرحيللنرثي عليه بقايا لقاء
قصيدة من عذيري من الذي يبكيني
يقول الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
عم مساءً لا بل تمهل قليلاً
تعست ساعة الفراق الطحون
لشجينا بمن يحيى ويمضي
فارغ القلب لا يحس شجوني
زدتني فتنةً وليس جميلاً
من هجران والهٍ مفتون
حاجة النفس كلها ومني النف
س جميعاً في سحر هذي الجفون
أتراني ألذ شيئاً إذا ما
غبت عن ناظري وقلبي الحزين
إنما يحسن المساء ويحلو
بك فاقعد أولا وهذي يميني
قد ظفرنا من اللقاء بحظٍّ
فاقض حظي من الفراق الشطون
حسبي اللَه في كفاية ما يع
تادني منك وهو خير معين
قصيدة هي في المساء
يقول محمود درويش:
هي في المساء وحيدةٌ،وأَنا وحيدٌ مثلها..بيني وبين شموعها في المطعم الشتويِّطاولتان فارغتان (لا شيءٌ يعكرُ صَمْتَنَا)هي لا تراني، إذ أراهاحين تقطفُ وردةً من صدرهاوأنا كذلك لا أراها، إذ ترانيحين أرشف من نبيذي قُبْلَةً..هي لا تُفَتِّتُ خبزهاوأنا كذلك لا أريقُ الماءَفوق الشَّرْشَف الورقيِّ(لا شيءٌ يكدِّر صَفْوَنا)هي وَحْدها، وأَنا أمامَ جَمَالهاوحدي. لماذا لا تُوحِّدُنا الهَشَاشَةُ؟قلت في نفسيلماذا لا أذوقُ نبيذَها؟هي لا تراني، إذ أراهاحين ترفَعُ ساقَها عن ساقِها..وأنا كذلك لا أراها، إذ ترانيحين أخلَعُ معطفي..لا شيء يزعجها معيلا شيء يزعجني، فنحن الآنمنسجمان في النسيان..كان عشاؤنا، كل على حِدَةٍ، شهيّاًكان صَوْتُ الليل أزْرقَلم أكن وحدي، ولا هي وحدهاكنا معاً نصغي إلى البلِّوْرِ[لا شيءٌ يُكَسِّرُ ليلنا]هي لا تقولُ:الحبُّ يُولَدُ كائناً حيّاويُمْسِي فِكْرَةً.وأنا كذلك لا أقول:الحب أَمسى فكرةًلكنه يبدو كذلك..
قصيدة ذلك المَساء
تقول الشاعرة بيان الصفدي:
ذلك المَساء..مساءٌ بنافذةٍ مَفتوحة.. بأريكةٍ طويلةْوقهوةٍ تَعبقُ عَلى شَفتيمساءٌ مٍن ألَق، لأنَّكِ مُعلَّقة كَنجمَةْعَلى صَدرهِ وعَلى صَدري كَصليبْذلكَ المساء..يعودُ إليَّ دَائماًيَدكُ كأنَّها الآنَ تَرتَعِشُ في يَدي، اندفاقُكِ المُفاجِئ عَلى رِماليعُريك الَّذي سَال نَحوي، راحَ يَكسوني قِطعةً قِطعةْيعبث بأشلائيذَلك المساء.. انبعثَ في الهَواءدُخانُ روحيروحي الَّتي لامَستْ عَريكِ المَسلـَّط عليَّ كضوءِ منارةٍ بحريةْمساءٌ بعيد.. بشفَتين محمومَتينتُحيطانِ بقَلبي كَقِلادة مِن نَار
قصيدة سيدُ الوَقتِ هَذا المَساءْ
يقول عبد القادر مكاريا:
سيدُ الوَقتِ هَذا المَساءْ الَّذي كانَ يَجمعناويُفرقنا الآن!سيَّدةُ العَقباتِ عَلى دَربِنا هذهِ المُعضلةكانَ يمكنُ في غَيرِ هَذا الزَّمان وهَذا المَكانأنْ نُقرِّرَ غيرَ الَّذي قرَّرتهُ لنَا هذهِ اللَّحظةُ الفاصِلةجرَّدتنا التفاتَةُ هَذا المَساءِ مِن الوَقتِ… مِن لحظةِ البَوحمِن حِدَّةِ اللَّوم… مِن أيِّ أمر نُعلِقُ في شَمعدانِه خَيبتَناوحدهُ القَلبُ يملكُ كلَّ الحَقائق:
قصيدة حينما يأتي المساء
يقول عبده صالح:
حينما يأتي المساء طويلاًكالمساءحينما تغزو الشوارعتراتيل الشتاءوتصبح المدينة بلا مدينةحينهاأتذكر كل القصص القديمةوالذكريات القديمةوكل الماضي بأحزانهوجرح قديم يتملكنيأشعر كل آلامهالآن..أصوات غريبةتحاصرني..تلاحقني..أتذكرها وأتذكرنيفأغوص في أحلامٍبعيدة جداًفتوقظني رائحة الأرض المبتلةوالأرصفة الحمقاءحينما يأتي المساءأرى كل العيون الذابلةوالوجوه الذابلةوكل المشاعر المصنوعةأرى كل الطرق مقطوعةوأراني فكر شاردوطريق جارحومصير بغير ملامحوأراكِ قريبة جداًوبعيدة جداًوجميلة جداًكنجم ساكن في كبد السماءحينما يأتي المساء
اترك تعليقاً