أصول اللغة الأمازيغية وتاريخها

أصل اللغة الأمازيغية

تعتبر اللغة الأمازيغية واحدة من اللغات الأفريقية الآسيوية أو ما يعرف بالأفرو آسيوية، والتي كانت تُسمي سابقًا بـ Hamito-Semitic، أي اللغات السامية. وقد أبدى بعض العلماء نظريات تشير إلى أن الأمازيغ في الأصل ينحدرون من عرب هاجروا من بلاد اليمن، بينما اعتبر آخرون أن الأمازيغية ناتجة عن تداخل مع اللغة العربية. ومع ذلك، فإن اللغويين يُصنّفون السامية والأمازيغية كفروع مستقلة ضمن عائلة اللغات الأفريقية الآسيوية.

تُشكّل هذه اللغة إحدى أكثر اللغات تجانسًا ضمن عائلة اللغات الأفريقية الآسيوية. ويبلغ عدد المتحدثين بها حتى الوقت الحالي نحو 14 مليون شخص، حيث يعيش معظم هؤلاء في شمال إفريقيا، وبشكل خاص في مناطق متنوعة من المغرب العربي، وهي منطقة واسعة تقع في شمال القارة الإفريقية، وتستحوذ دولة المغرب على العدد الأكبر من الناطقين بالأمازيغية.

سبب تسمية اللغة الأمازيغية

يرجح أن يكون أصل مصطلح “الأمازيغية” جاءت من اللغة اللاتينية اليونانية في العصور الوسطى، وتحديدًا من الكلمة اليونانية القديمة “بارباروس” والتي تعني “شخص غير يوناني” أو “شخص لغته الأم ليست يونانية”.

مستخدمو اللغة الأمازيغية

يصعب تحديد أعداد المتحدثين باللغة الأمازيغية بشكل دقيق، حيث أن العديد من الدول في المغرب العربي لا تسجل بيانات اللغات ضمن إحصاءاتها. كما أن عددًا من الناطقين بالأمازيغية هم من البدو الرحل، مما يجعل الوصول إليهم أمرًا صعبًا في كثير من الأحيان. بالإضافة إلى ذلك، يُطلق على هذه اللغات أسماء مختلفة، مما يعقد الأمر في تحديد ما إذا كانت هذه اللغات لهجات متنوعة من لغة أمازيغية واحدة أم تمثل لغات متميزة أخرى.

على ضوء ما تم ذكره، فإن تصنيف لغات الأمازيغية الفرعية يتسم بالصعوبة بسبب تشابهها، وهناك عدد قليل من اللغات الأمازيغية المحيطة التي تُستخدم في المناطق القريبة، وقد تأثرت بشكل خاص باللغة العربية، مثل الزناجا واللهجات الليبية والمصرية في شمال الأمازيغ.

نظام الصوت في اللغة الأمازيغية

رغم وجود اختلافات كبيرة بين أنظمة الصوت في اللغات الأمازيغية، فإنها تتشارك في العديد من الخصائص التي تجعل السامع يُلاحظ التشابه الواضح بينها. ولهذا قد يظن من لا يعرف هذه الأنظمة الصوتية أنها تنحدر من أصل واحد، نظرًا لتشابهها في الحروف الساكنة والمتحركة، الأسماء، القواعد، الأفعال، وترتيب الكلمات.

كتابة اللغة الأمازيغية

لا تتقيد اللغات الأمازيغية بقواعد تهجئة ثابتة، مما يزيد من صعوبة تطوير نظام إملائي موحد خاص بها. ومن الجدير بالذكر أن اللغات الأمازيغية تُكتب اليوم باستخدام الحروف الرومانية، العربية، وأبجدية تيفيناغ.

تتضمن الأبجدية اللاتينية المستخدمة في الأمازيغية 23 حرفًا أساسيًا و7 أحرف معدلة، بالإضافة إلى حرفين مأخوذين من الأبجدية اليونانية. ويُعتقد أن أبجدية تيفيناغ مشتقة من الأبجدية الفينيقية، ويستخدمها البدو الطوارق الذين يعيشون في أجزاء كبيرة من الصحراء الكبرى في القارة الإفريقية، بما في ذلك الجزء الشمالي الأوسط من الساحل.