التأثيرات السلبية للمياه الجوفية على المباني
On 7:49 م by سعيد التميميأثر المياه الجوفية على أساسات المباني
يُعتبر الماء النقي، الذي يُعرف بماء الشرب، أحد المكونات الأساسية في إعداد الخلطات الخرسانية. فهو يلعب دورًا مهمًا في توفير بيئة ملائمة للتفاعلات الكيميائية والتفاعلات المادية بين مكونات الخلطة. يجب استخدام كميات مدروسة من الماء وعدم تجاوز الحد المقرر. ومع ذلك، فإن زيادة المحتوى المائي نتيجة للعوامل الخارجية، مثل وجود مياه جوفية قريبة من قواعد البناء، يُمكن أن تؤدي إلى ضعف أساسات المبنى.
إن تعرض الأساسات للمياه الجوفية يسبب تآكلها وتآكل الخلطات الخرسانية، خصوصًا عند اختلاطها بمياه الصرف الصحي التي تحتوي على أحماض تزيد من سرعة التآكل. هذا التآكل يشكل تهديدًا كبيرًا لسلامة المبنى، خاصةً في المباني القديمة أو تلك التي لم تعتمد تقنيات ومواد العزل الضرورية لحمايتها من المياه والرطوبة. إذ تُعتبر الرطوبة من العوامل العديدة التي تؤثر سلبًا على قوة المنشأة وتشكل خطرًا جسيمًا على سلامة شاغليها.
أضرار تسرب المياه الجوفية إلى أساسات المباني
لا يُمكن تقييم الأثر بدقة بنسبة 100% إلا من خلال سحب عينة من المياه الجوفية في المنطقة، وإرسالها إلى المختبر لدراستها وتحليل محتواها، حيث تختلف نسب الأملاح والمعادن التي قد تحتويها حسب المنطقة. وبالتالي، سيكون تأثير تلك المياه وطريقة تفاعلها مع المكونات الإنشائية متفاوتة. ومن جهة أخرى، يستلزم الأمر دراسة قوة وجودة البناء، فضلًا عن فحص مواد العزل المستخدمة وطرق تركيبها. بشكل عام، يمكن تلخيص الأضرار المحتملة بالمباني كما يلي:
هبوط الأساسات
تُعتبر الأساسات الأكثر تأثرًا بالمياه الجوفية نظرًا لقربها منها. حيث تنتقل المياه من التربة المجاورة إلى قواعد المبنى وترتفع إلى الحوائط، مما يزيد من احتمال انهيارها في أي وقت، كما يمكن أن يؤدي إلى تلف الأرضيات أو انفصال البلاط عن السطح الأساسي.
انهيار المباني
إن تدفق المياه إلى الخرسانة يمكن أن يؤدي إلى تشقق أجزاء منها، مما يزيد من حدوث انفصال حبيبي، ويضعف مقاومة الخرسانة للضغط. كذلك، يمكن أن يُسبب تآكل أو صدأ الحديد المستخدم في التسليح إلى انهيار المبنى أو حدوث انهيارات جزئية فيه.
تصدع المباني
قد تظهر تشققات في الجدران، وتقوم طبقة التشطيبات أو الطلاء بالتقشير، مما يسبب تلفًا للأبواب والأرضيات، وبالأخص تلك المصنوعة من الخشب أو المواد المشابهة.
تعفن الجدران
يؤدي نمو العفن والبكتيريا داخل الجدران إلى انبعاث روائح كريهة، خاصة في فصل الشتاء، ويؤثر سلبًا على مرضى الربو والجيوب الأنفية. كما يعرض المواد المستخدمة في البناء إلى التالف، مما يسهم في تعفن هيكل المبنى.
خطر التماس الكهربائي
تسبب المياه التي تصل إلى التمديدات الكهربائية والأسلاك في رفع احتمالية حدوث تماس كهربائي، مما يشكل خطرًا كبيرًا على السلامة.
ختامًا، يتسبب ارتفاع مستوى المياه في طبقات التربة تحت الأساسات في ظهور المخاطر المذكورة سابقًا، مما يؤدي في النهاية إلى ضعف المبنى وانهياره نتيجة فشل العناصر الإنشائية الأساسية مثل الخرسانة والحديد.
اترك تعليقاً